“بلقيس” تحدت الإرهاب بالريشة والألوان… موهبة تستحق الدعم
درعا- دعاء الرفاعي
رسامون كثر أبدعوا في الرسم وقدموا لوحات متوهجة بالإبداع، ولكن قلة الذين يبدعون في رسوماتهم لتحاكي الواقع ومن هؤلاء الرسامة بلقيس الرفاعي ابنة مدينة جاسم في ريف المحافظة الشمالي، ذات الأربع والعشرين ربيعاً، والتي دخلت عالم الرسم من أبواب الشغف وأخذت تنمي وتصقل موهبتها بالتدريب المستمر.
بداياتها في سن مبكرة
ازدهر شغف بلقيس بالفن في سن مبكرة فمنذ طفولتها كانت تستخدم كتب التلوين كمراجع لرسوماتها، وفي المدرسة الثانوية، رأى والداها فيها ما لا يستطيع الآخرون رؤيته وهو التفاني الذي لا يتزعزع ولا ينقص بل يزيد، ولاحظوا لديها موهبة بالرسم فشجعاها على تنمية هذه الموهبة إضافة إلى اعتمادها على التعلم المتواصل عبر الانترنت لأحدث أساليب الرسم حتى أصبحت متمكنة بشكل كبير ولافت، وبلقيس منذ صغرها لديها شغف بحب الرسم ولكن تجوهرت لديها الموهبة منذ عشر سنوات، ومن سنتين تقريباً تجاوز عدد لوحاتها الـ30لوحة شاركت فيها بعدة معارض وفعاليات.
تقول الرسامة بلقيس في حديثها لـ”البعث الاسبوعية” أنها تهدف بأن تتعدى مرحلة الاحترافية في رسوماتها وتنتقل من هواية إلى مهنة إضافة إلى عملها كمدّرسة والسعي لتحقيق شغفها.
رفيقها الدائم
وأضافت بلقيس: تشعر أن الرسم رفيقها الدائم، وموهبتها التي طالما كانت جزءاً منها، وبالرسم يستطيع أن يعبّر الإنسان وهو إحدى الوسائل للتعبير عن الذات، والفن الحقيقي هو أن ترسم من قلبك وأفكارك وخيالك البعيد، رسمتُ لوحات كثيرة طالما رآها البعض أنها تعبر عني.
البورتريه عشقها
حدثتنا بلقيس عن أنواع الرسم المتعددة، فهي ترسم لوحات متنوعة ومختلفة، وتستخدم فيها ألوان أكريلك، وترسم بورتريه الفن الذي تعشقه وتسخّر كامل طاقاتها عند رسم لوحة بورتريه، وطبيعة صامتة وثلاثية الأبعاد، وتعتمد الرسم بالفحم والرسم بالرصاص والرسم بالألوان الخشبية والمائية والزيتية.
ويتميز رسمها بتنوعه بين الخشبي والمائي والزيتي والفحم ، وبكل لوحة من لوحاتها تتحدث عن فكرة معينة أو تحاول أن توصل المشاهد لهدف معين بمجرد أن ينظر إلى لوحاتها.
تنوع اللوحات
أكثر ما يثير الانتباه حين النظر إلى لوحاتها خلوها من التلوث البصري وصخب الألوان وتبعثر المزيج، كونها تجذب الرائي بألوانها اللافتة والقوية وبألوانها الحارة التي تبرز جمال اللوحات وتشد الشخص على تأملها، وبالمقابل هناك لوحات بألوان باردة ومتناسقة تعبر عن الهدوء.
توصيل الفكرة برسم الوجوه
أكثر ما يميز أعمال بلقيس رسمها للوجوه، فهو شغف بالنسبة لها، حيث أنها تشعر من خلال تعابير الوجه التي ترسمها أنها قادرة على إيصال فكرة معينة أو شعور من خلالها، حتى نظرة العين لها دلالة معينة لديها، فالملامح كلها تحكي مشاعر عميقة من الحزن أو الألم أو الفرح.
السعي للعالمية
تضيف بلقيس أنها تسعى للاحتراف والوصول إلى العالم من خلال لوحاتها، وأن تحترف الرسم أكثر وأكثر بما يلبي طموحاتها ويحقق حلمها بأن ترقى لمستوى رسامة مبدعة، فهي ترى الجمال بعينين طموحتين للمستقبل، ورغم أنها تشكو من قلة الدعم للرسامين إلا أنها تطمح بامتلاك مرسم خاص، وتشارك بأعمالها المميزة في معارض محلية وعالمية، وتطور من مهاراتها الفنية لتحترف الرسم.
بصمة مؤثرة
تسعى بلقيس لرسم عدد من اللوحات الفنية ذات الطابع الجمالي الذي يمكنها من افتتاح معرض خاص فيها تجمع فيه لوحاتها كلها، على أن تكون قادرة على ترك بصمة مؤثرة بمجال الرسم.
لا يقف حلم بلقيس عند هذا الحد فهي إنسانة قبل أن تكون مجرد رسامة فهي تعمل حالياً على تقديم أي مساعدة سواء عن طريق دورات أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة من يملك موهبة الرسم وتشجيعه على تطوير ذاته في مجال الفن عموماً والرسم خصوصاً، وتحاول بلقيس أيضاً أن تقوم بنشاطات تشارك من خلالها بمبادرات وفعاليات ومعارض على مستوى سورية لترفع اسم بلدتها سملين التي تنحدر منها.
مبادرة لتزيين المدارس
ولم تقتصر موهبتها على رسم اللوحات الشخصية فهي رسمت صفوف مدرستها ولونتها بالدهان وصنعت لوحات تعليمية وقامت بصنع وسائل تعليمية للتلاميذ بالإضافة لعدة مدارس ضمن مدينة جاسم لونتها ورسمتها، مشيرة إلى أهمية استخدام الفن والكلمة معاً للتعبير عن روح القضايا المجتمعية، فهي تعتبر أن الفن يترك أثراً كبيرا بموازاة الكلمة، لأنه يعكس انفعالات الطلبة، فهن عندما يشاهدون الجدارية يشعرون براحة كبيرة ما سينعكس إيجاباً على أدائهم ومستواهم العلمي خلال الدرس هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإننا بهذه الطريقة نحاول بناء علاقة جديدة بين التلاميذ والمدرسة تكون مبنية على العمل والفن معاً.