مع اضطراب العمل التربوي.. طلاب المدارس يتجهون إلى الحدائق لتمضية الوقت والتسلية
البعث الأسبوعية – محليات:
أصبحت رؤية بعض تلاميذ المرحلة الابتدائية أو طلبة المرحلة الاعدادية بل حتى الثانوية سواء من الإناث أومن الذكور منظر مألوف واعتيادي في الحديقة المجاورة للمدرسة أو الساحة أو في أزقة الحارات بعضهم يأركل وبعضهم يدخن وبعضهم يلعب الشدة وبعضهم يلعب الكرة وبعضهم يقتني احدث أنواع الموبايلات وبعضهم في مقاهي الانترنيت وقد يكون هذا مألوف إلى حد ما في ظل الظروف الحالية بكل مجالاتها المعيشية والاجتماعية
وللهروب أنواع الباحثة الاجتماعية نور الهادي فمنها قبل الدوام المدرسي للمدرسة حيث يوهم الطالب أسرته أنه ذاهب إلى الدوام المدرسي المعتاد وبخروجه من البيت إما أن يتجه باتجاه آخر لمدرسته أو أنه عندما يصل حتى مدخل المدرسة فلا يدخل ويبقى خارجاً ويذهب إلى أي مكان ما كـالحدائق نوادي الانترنت والرياضة الشوارع العامة والأسواق أحد بيوت ذوي أصدقائه حتى انتهاء فترة الدوام المدرسي فيعود للبيت مع توقيت انصراف مدرسته أو هروب ضمن وقت الدوام المدرسي للمدرسة حسب تعبير القاضي ويقسم لنوعين هروب كلي من المدرسة كأن يخرج أثناء الدوام المدرسي من المدرسة فيحضر حصة أو حصتين أو أكثر ثم يقرر الهرب من خلال سور المدرسة بعد تسلقه أو من الباب الرئيسي للمدرسة بمغافلة الحارس وقد يتعذر بإصابته بمرض مفاجئ وغالباً ما يكون هذا التعذر غير مقنع بالنسبة للإدارة أو هروب من حصة فقط وبهذه الحالة لا يخرج من المدرسة بل يخرج خلال إحدى الحصص الدرسية ويذهب إما في ملعب المدرسة مع الطلاب الذين لديهم تربية رياضية أو أن يتجول بممرات المدرسة وبين مداخلها أو يختبئ بدورات المياه بهدف ألا يلحظه أحد ويبقى هكذا حتى نهاية الحصة المذكورة وبعدها يعود لصفه ليحضر ما تبقى من الحصص الأخرى
فيما أرجع المختص التربوي أصف محمد أسباب الهروب لسن المراهقة فعادة تكون أعمار الطلاب التي تتكرر عندهم حالات الهرب ما بين 12 وحتى 17 سنة تقريباً أي في بداية مرحلة المراهقة وفي المرحلة الاعدادية والثانوية خاصةً وتقل بشكل ملاحظ في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية وتعود الأسباب الاجتماعية لظاهرة الهروب وفق اليوسف منها أسباب أسرية وهي عدم تشجيع الأسرة للطالب وعدم متابعته في البيت والمدرسة وتركه يهمل واجباته وعدم سؤاله عن دروسه ونتائج اختباراته وبالتالي فأنه لا يشعر بهذا الاهتمام من قبل أسرته فيبدأ تدريجياً بالغياب وخلق الأعذار لعدم الذهاب للمدرسة بحجة أنه مريض أو أي عذر آخر ولو شعر الطالب بأن أسرته تشجعه على عدم الحضور وتتعاطف معه كونه مريض دون التأكد من هذه الحقيقة فيعتبر هذا هروباً من المدرسة لكن بأسلوب أدبي يدفعه للكذب وطرق الحيلة وهذا ما سيتبعه مستقبلاً بهروبه من المدرسة أو البيت كذلك بسبب عدم متابعة أسرته له وإهماله وعدم مراقبته وسؤاله دائماً وهناك أسباب مدرسية أي أن السبب يعود إلى إدارة المدرسة ومعلميها وفق محمد حيث لا يوجد علاقة وارتباط وثيق بين الطالب والمدرسة أو بين الطالب والمعلم فتنعدم الثقة المتبادلة بينهم ولا يوجد أسلوب تحاور بينهم ولا تفاهم مما يخلق جو التوتر والعناد الدائم للطالب خصوصاً في فترة المراهقة التي تحتاج إلى تعامل خاص فيعمد الطالب على كسر قوانين المدرسة ومنها الهرب سواء من المدرسة أو من حصة معينة لمعلم خاصة أن بعض الطلاب قد لا يحبذ هذه الحصة إما لعدم فهمه لهذه المادة أو بسبب كرهه لمعلم هذه المادة بسبب موقف معين سابق قد حصل بينهما قد أو لعدم فهمه لطريقة شرح المادة أو قد يكون أسلوب المعلم منفراً بالنسبة للطالب يضاف الى ما تقدم حسب اليوسف هناك أسباب أخرى محيطة بالطالب كأصدقاء السوء أو رفاقه في المرحلة أو من هم خارج المدرسة فيشجعوه على الهرب فيهرب معهم من المدرسة أو يهرب إليهم إلى خارج المدرسة ويعتبر أصحاب الطالب ممن هم خارج المدرسة عاملاً خطراً جداً في حياة الطالب خاصة إن كان الطالب في فترة المراهقة فينجرف معهم وقد يؤدي ذلك إلى الجنوح والانحراف والدخول إلى عالم الجريمة كـالسرقة و النصب والاحتيال و المخدرات و الانحراف الجنسي و تخريب الممتلكات العامة والخاصة التسول وحمل السلاح وفي حالات أخرى تؤدي للقتل المتعمد أو غير المتعمد و من المعروف علمياً واجتماعياً أن ولاء المراهق لأصدقائه وزملائه في فترة المراهقة أكثر من ولائه لأسرته ومدرسته.
لاشك أن الواقع المدرسي الحالي ونقص الكوادر ساهم في تفاقم ظاهرة الهروب من المدرسة واللجوء إلى الحدائق والمقاهي حيث تنتشر بين كافة أوساط الطلبة من ذكور وإناث وبين أوساط كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصاديةوذلك لابد من العمل على التخفيف من هذه الظاهرة المرضية بالمراقبة المدرسية والمتابعة الأسرية وحتى المجتمع.