رياضةصحيفة البعث

من وحي المونديال.. الدوري القوي جسر عبور نحو كرة قدم تنافس العالم

ناصر النجار
مباريات المونديال تسيطرُ على عقول الناس، وكلّ اهتماماتهم في كلّ مكان وفي كلّ اللحظات، حتى النساء اللواتي ليس لهنّ علاقة بالكرة بتنَ يسألن عن الحدث وماذا يجري؟.
بالفعل ماذا يجري؟ كم متابع توقع فوز السعودية على الأرجنتين بوجود ميسي؟ وكم خبير توقع أن تظهر قطر بعد كلّ هذا الاستعداد بمظهر لا يتناسب مع المونديال وقوته وعراقة منتخباته؟ وكم محبّ للكرة الانكليزية توقع أن يفوز منتخبهم الذي يعشقون بسداسية؟.
وبالمناسبة النتائج الجيدة التي تحقّقها دول المغرب العربي في البطولات العالمية، ومنها المونديال، يعود لجوارها للقارة العجوز ووجود العديد من لاعبيها محترفين في أقوى الدوريات الأوروبية أو مع أندية محترفة لها اسمها في أوروبا.
أما المنتخب السعودي فهو نتاج الدوري القويّ الذي يعدّ أفضل دوري في آسيا، ويمكن أن يكون في المرتبة الأولى عربياً أيضاً، ولكي تفوز على منتخبات بحجم الأرجنتين أنت بحاجة أولاً إلى دوري قويّ يفرز لاعبين متميزين محترفين قولاً وفعلاً.

الكرةُ السعودية عملت على بناء كرتها بالشكل الصحيح، فجلبت الاحتراف إلى ديارها وأسّست لمنظومة عمل صحيحة، والكلام لا يخصّ السعودية وحدها، فها هي مصر وتونس والجزائر والمغرب تملك دورياً يشار إليه بالبنان وهي تصدّر اللاعبين إلى الدوريات الأوروبية الكبرى، ومثال على ذلك محمد صلاح ورياض محرز وغيرهما من اللاعبين المميزين في هذه الدوريات.
من هنا نستطيع القول إن بناء كرتنا يجب أن يبدأ من بناء الدوري، فعندما يصبح لدينا دوري قويّ يمكن أن نخطو الخطوة الأولى في عالم كرة القدم، فنحن ندور حول أنفسنا في حلقة مفرغة ولا نتقدّم أي خطوة بسبب العقليات التي تسيطر على العمل الكروي، فكلّ اتحاد جديد ينسفُ عمل من قبله ويبدأ من الصفر، ولأننا نبدأ من الصفر دائماً فلن نتقدم خطوة واحدة نحو الأمام!.