الشهباء تحتفل بأيام الثقافة السورية “تراث وإبداع”
حلب -غالية خوجة
انطلقت فعاليات أيام الثقافة السورية بتوقيت واحد في مختلف أرجاء سوريتنا الحبيبة، ومنها حلب التي تضمنت احتفاليتها 12 فعالية موزعة إلى 4 حفلات موسيقية و5 أفلام سينمائية، وفعالية طفولة، ومعرض تشكيلي، ومعرض للكتاب.
وبدأت الأيام على مسرح نقابة الفنانين بحفل فني تراثي قدمته فرقة وكورال “هُزام” بقيادة الفنان أحمد قاسم، واحتفت بـ “جارة الوادي”، كرمز للفنانة “فيروز ـ نهاد حداد”، وتحية محبة لإرثها وإنتاجها الفني مع الرحابنة، كونه علامة فارقة في الزمن الموسيقي العربي والعالمي، وأدت الأصوات الشابة بإمكاناتها المتواضعة العديد من الفيروزيات المعروفة ومنها الموشحات، وكانت البداية مع “أحب دمشق”.
شباب وقدود وموسيقا وعروض
ولمسرح دار الكتب الوطنية نصيبه من الموسيقا بثلاث حفلات على مدار 3 أيام، خصصت لكل من أوركسترا الشباب بقيادة نورس جسري، وحفل تراثي يختتم أيام الثقافة السورية بعنوان “القدود الحلبية” بإشراف المهندس مصطفى عرب، وبمشاركة الفنانين عدنان جسري، وعادل جسري، وحفل موسيقي بقيادة المايسترو عبد الحليم حريري نقيب فناني حلب، الذي أوضج أنه يشارك بأمسية ثقافية غنائية تحكي عن تاريخ القدود الحلبية ومنشئها وعلاقاتها بالمقامات، بينما يصدح صوت الفنان أحمد خيري بعدة وصلات قدودية يتخللها قصائد ومواويل بمصاحبة فرقتي الموسيقية المصغرة.
وكان للطفولة يومها المفتوح في “روضة تشرين” بعنوان “أطفالنا أملنا”، وهي تشاركية بين كل من مديرية ثقافة الطفل ومديرية الثقافة بحلب وفريق مهارات الحياة، عبّر خلالها الأطفال عن مواهبهم المتنوعة وسعادتهم المشتركة.
وما زال للفن السابع حضوره الذي تهتم به المؤسسة العامة للسينما المشاركة بخمسة أفلام على مسرح المركز الثقافي بالعزيزية وهي “المخدوعون، سائق الشاحنة، الفهد، حكاية دمشق، الإفطار الأخير”، وبعضها شاهدناه أكثر من مرة خلال هذا العام.
وعن حضور هذه الأفلام تحديداً في “الأيام”، قال الفنان غسان دهبي: الأفلام الثلاثة الأولى تعتبر تراثاً يمثل كلاسيكيات السينما السورية، وبعضها منتج منذ نصف قرن، وكان من بين 100 فيلم على مستوى العالم في تأريخ السينما العربية، ليطلع عليها الجيل الجديد، وأذكر بأن “المخدوعون” أول احتضان من قبل جهة عامة سورية لمخرج عربي هو المصري توفيق صالح المأخوذ عن رواية غسان كنفاني “رجال في الشمس”، بينما كان أول احتضان لمخرج أجنبي هو لليوغوسلافي بوشكو فتشينكش الذي أخرج فيلم “سائق الشاحنة”.
وتمنى دهبي أن يكون في حلب عرض سينمائي يومي ينتقل من مديرية الثقافة إلى الجهات الأخرى مثل اتحاد الطلبة وجامعة حلب والمدارس، وطبعاً، ضمن المعايير الثقافية الاجتماعية الفنية المناسبة.
معرض تشكيلي
واحتفت صالة تشرين بمعرض تشكيلي جماعي لطلاب فتحي محمد، قدم خلالها 25 طالباً من الدورة الأولى، و12 طالباً من الدورة الثانية، ما رسموه خلال هذا العام، والذي تنوع بين الخط والتشكيل والتصوير والإعلان.
ورأت الفنانة لوسي أن المركز يقدم تجربة طلابه الذين درسوا القواعد الأكاديمية، وتعرفوا على تجارب العديد من الفنانين السوريين والعرب والعالميين، إضافة إلى الأريحية لكل منهم في الرسم ليكتشف أسلوبه.
وركزت الفنانة نوران جبقجي رئيسة فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب على ما يقدمه الطلبة بجدية، لا سيما في المواضيع الإعلانية، مثلاً الكرسي المتحوّر لعدة وسائل، والباب القديم المعتّق الذي استخدموه كرمز لتراثنا، كما أنهم جسدوا الحروفية بأنواعها، وبعضهم ابتكر مواضيعه الخاصة مثل ناريمان قاسم التي رسمت “بورتريه” لزوجها.
ورأى الفنان أيمن الأفندي الأستاذ المحاضر في كلية الفنون أن المحور الرئيسي هو اتجاه الطلاب إلى الأعمال الكلاسيكية من خلال ذوبان المشاعر في العمل لاستغلال اللون والوصول إلى الفكرة في كافة الاتجاهات الفنية.
وعن مشاركتها، قالت إليان فتال: لوحتي تجريدية، تتصارع فيها الحكاية التي عانيت منها كوني عشت آلام الصداع النصفي، فرسمته بخطوط وألوان تعبّر عن حالتي النفسية والجسدية، ورغم الآلام رأيت أن الأزرق دلالة على الصفاء والأمل.
وأخبرتنا الطالبة إسراء عطري: منذ 4 سنوات وأنا أدرس وأرسم الخط العربي والزخرفة، ومبتهجة بمشاركتي في هذا المعرض الجماعي.
بينما أبعدت يسر جركس قلقها قليلاً لتقول: تعبت في فهم أسلوب فاتح المدرس، واستغربت من أعماله مثل جيلي، لكنني عندما تعرّفت على تقنياته فهمت معانيه الكثيرة ونظرته إلى الواقع النفسي والواقع الخارجي.
وبدورها، قالت وجدان إبراهيم: عمري 56 سنة، متقاعدة من عملي في شركة هندسية، وأدرس الرسم في مركز فتحي محمد للفنون، وسعيدة لأني أشارك بثلاث لوحات.
وعن المعرض، قال الفنان خلدون الأحمد: أتمنى أن يختار كل من الطلاب شخصيته من خلال اللون، والتشكيل، وإيقاع اللوحة.
وللكتاب معرضه في دار الكتب الوطنية وهو تشاركي بين مطبوعات الهيئة العامة السورية للكتاب ودار استانبولي، بعناوين متنوعة في مختلف المجالات، منها أدب الأطفال والرواية والقصة والشعر والفكر والنقد والتأريخ والفلسفة إضافة للدوريات الصادرة عن وزارة الثقافة السورية.
الأسئلة تهطل مع المطر
وتظل الأسئلة تهطل مع هذا المطر التشريني لتترك إشارات استفهام، مثل: لماذا تغلّب الطابع الترفيهي على الأيام الثقافية السورية بحلب؟ وماذا لو كان هناك مسرحيتان إحداهما للفنانين المخضرمين، وثانيتهما للشباب؟ وماذا لو أقيمت أمسية شعرية وأخرى قصصية؟ ولماذا لا يضاف لبرنامج الفعاليات منتدى لقراءة كتاب هام صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب؟ ولماذا لا تخصص ندوة نقدية حوارية مفتوحة في اليوم التالي لاختتام الفعاليات لمناقشة الأنشطة المقدمة؟