رحلة تعريفية إلى المتحف الوطني في اللاذقية
اللاذقية- مروان حويجة
احتضن المتحف الوطني في اللاذقية المشاركين في ورشة العمل الفنيّة والتاريخية التي تقيمها الأمانة السورية للتنمية “منارة الشيخ ضاهر المجتمعية”، وذلك في ربوع المعالم الأثرية في المحافظة بإشراف وتنسيق الفنّانة التشكيلية عدويّة ديوب التي أوضحت أن الفعالية تعنى بتعريف شريحة اليافعين والشباب بتراثنا الشعبي وبإرثنا الحضاري والتاريخي من خلال زيارات متتالية إلى الأوابد التاريخية والأثرية ليتسنى لهم، في هذه المرحلة العمرية من حياتهم، التعرّف على غنى بلدنا بالشواهد الحضارية، من مكتشفات ومقتنيات ولقى أثرية ذات دلالة عظيمة على عراقة وأصالة وحضارة سورية.
وقالت الفنّانة ديوب: لا يكفي أن تبقى الأبنية التاريخية والأثرية في بلادنا باسقة، ونعتاد على وجودها كأنها صور على جدران المدينة في ظل أكوام من البناء العمراني الحديث، بل علينا أن نشدّ عزم وعزيمة أبنائنا وأطفالنا وشبابنا دائماً إلى باحات وساحات وأروقة تلك الشواهد التاريخية وأروقتها باحترام وجديّة ليتدثروا عبير عظمتها وعراقة وقوة صانعيها، وقدرتهم في امتلاك مفاتيح الحياة السابقة والخالدة حتى يومنا هذا.
وأشارت الفنّانة ديوب إلى أنّ هذه المبادرة النوعية التي أطلقتها منارة الشيخ ضاهر المجتمعية في الأمانة السورية للتنمية لها بالغ الأهمية لجهة توجيه اهتمام شريحة الشباب واليافعين إلى العمق الحضاري لوطنهم من خلال غناه بالآثار والمعالم التاريخية، ولفتت إلى اهتمام الأهالي ودعمهم وحرصهم على حضورهم ومتابعتهم لورشة العمل، ما شكّل دافعاً وحافزاً لنجاح المبادرة. وأوضحت أنّه تمّ توثيق الرحلة من خلال برومو مصوّر عن مجرياتها أعدّه المصوّر عمار حبيب محمود، ولفتت إلى أنّ ورشة العمل الفنيّة التاريخيّة حول المعالم الأثرية في اللاذقية تتوجّه إلى اليافعين من عمر ١٢ حتى ١٦ سنة من خلال نشاط مستمر أسبوعياً، ويتم تمكين المشاركين وصقلهم في رسم الأوابد والمعالم الأثرية والتاريخية كالمتحف الوطني، ومدينة أوغاريت التاريخية مهد الأبجدية، وقوس النصر وغيرها من أوابد، والهدف هو توثيق المعالم التاريخية والمكتشفات واللقى الأثرية برسومات ينجزها اليافعون والشبّان ضمن دليل توثيقي واحد متكامل يقدّم المعرفة والمعلومة والرسومات عن هذا التراث بكل غناه وثرائه.