تسويق اللحوم بدمشق محكوم بآلية استثنائية.. وسوق الزبلطاني قيد الدراسة
أرجع رئيسُ جمعية اللحامين بدمشق تكليفاً محمد الخن سبب انخفاض أسعار اللحوم في المحافظات الجنوبية كالقنيطرة ودرعا، مقارنة بدمشق، إلى وجود المراعي الطبيعية في المحافظتين، في الوقت الذي يضطر المربون بدمشق للاعتماد على الأعلاف المركبة للتسمين نتيجة عدم وجود مساحات طبيعية يمكن أن تخفّف من تكاليف شراء العلف بأسعار باهظة.
رد التساؤل بتساؤل؟
ويتساءل مواطنون لماذا لا يتمّ تسويق اللحوم من تلك المحافظات إلى دمشق كونها تباع هناك بأسعار مقبولة ومنخفضة عن أسواق دمشق؟
الخن ردّ على التساؤل بسؤالين: من سيقوم باستجرار اللحوم؟ وكم هي النفقات والتكاليف لوصول تلك اللحوم إلى المواطن بدمشق وريفها؟ معترفاً بصعوبة تسويق اللحوم ولاسيما في ظل وجود آلية خاصة معتمدة في أسواق دمشق وريفها لموضوع البيع، تبدأ من المربين والشقيعة ومن ثم اللحامين في الأسواق، معتبراً أن هذه الدائرة من حركة تنقل الذبيحة لا يمكن الخروج عنها نتيجة ارتباط الحلقات ببعضها البعض، علماً أن هناك سوقين أساسيين في ريف دمشق ودمشق “سوق منطقة الرحيبة وسوق منطقة نجها” يتمّ منهما شراء الذبائح الحية، ومن ثم المسلخ والسوق الذي اعتبره رئيس الجمعية “تمشاية حال”، إذ لا يحقق الشروط المناسبة للحامين.
مطالبة بالترميم
وقد طالب اللحامون محافظة دمشق من خلال كتاب رسمي بإعادة تأهيل سوق الجملة في منطقة الزبلطاني للعمل، خاصة وأنه يغطي كل أنواع الذبائح من خراف وعجول وأبقار وفروج وأسماك.
وبيّن الخن أن السوق يتكوّن من 150 محلاً وخرج عن الخدمة منذ بداية الحرب ويعيل أكثر من ألف أسرة، علماً أن المنطقة أصبحت آمنة منذ سنوات، لكن السوق لم يرَ النور حتى الآن. ولفت الخن إلى أنه في حال عودة السوق للعمل من جديد سيخفّف أعباء كثيرة عن اللحامين من تكاليف تنقل وارتفاع إيجار المحال التي يعملون فيها حالياً أو عدم وجود تراخيص عند بعضهم، إضافة إلى غيرها من النفقات مما سينعكس إيجاباً على المستهلك من ناحية تخفيض الأسعار، علماً أن الجمعية مستعدة للمساهمة من خلال أصحاب المحال بإعادة الترميم وفق إيصالات تدفع للمحافظة لقاء تأهيل كلّ محل، إضافة إلى ضرورة منح السوق موافقة خط معفى من التقنين للحفاظ على سلامة اللحوم.
تشاركية
“البعث” تابعت الموضوع مع محافظة دمشق، إذ أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع الأملاك، مجد حلاق، أن المديريات المعنية قامت بالكشف على السوق، وإعداد دراسة لمعرفة التكلفة التقديرية من أجل الترميم، وذلك بالتشاركية مع أصحاب المحال وإعادة الحياة للسوق والمناطق المحيطة من جديد مما سيسهم في تفعيل العمل وتخفيف معاناة اللحامين وتوفير اللحوم بأسعار منطقية للمواطنين.
إحجام المستهلك
يُشار إلى أن عدد اللحامين المسجلين بالجمعية حالياً يبلغ 700 لحام، يضاف لهم “الشقيعة”، وعددهم نحو 55، وهم الوسطاء بين المربين واللحامين ويعتبرون الأساس في تجارة الجملة للحوم.
وعزا الخن قلة البيع وإحجام المستهلك عن الشراء إلى ضعف القوة الشرائية من ناحية، وارتفاع تكاليف الذبح لدى اللحامين من ناحية أخرى. ويرى الخن أن حركة البيع تختلف من سوق لآخر، فسوق باب سريجة يعتبر الأقوى بين أسواق العاصمة، خاصة وأنه متنوع وممتد ويتوسط المدينة، لذلك فإنه وسوق الجمعة يعتبران مثل المولات من حيث الخيارات التي يجدها المستهلك، كاللحوم بأنواعها والأجبان والألبان ومشتقاتهما والخضراوات والفواكه وغيرها.
علي حسون