هل ستنقذ وعود الناتو السويد من برودة الشتاء؟
تقرير إخباري:
لا تزال الآثار الكارثية للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا من جانب واحد تتضاعف في المجتمعات الأوروبية يوماً بعد يوم رغم الادّعاءات الكثيرة حول إمكانية تجنّب الأزمة الحقيقية في تأمين الطاقة، وخاصة أن هناك بلاداً في أوروبا لا تستطيع مطلقاً التأقلم مع النقص في وقود التدفئة.
فقد حذّر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون من أن أزمة الطاقة في السويد تزداد سوءاً، وقال: إن انقطاع التيار الكهربائي في أكبر مفاعل نووي يعرّض البلاد لخطر قطع الكهرباء، وقد أعلنت شركة “Uniper SE” أنها ستغلق محطتها “Oskarshamn-3” على الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد للصيانة لمدة تسعة أيام، ما قد يؤدّي إلى تفاقم أزمة النقص في الطاقة، وبيّنت الشركة أن “السويد ستضطرّ الأسبوع المقبل إلى الاعتماد على الواردات من النرويج وألمانيا وبولندا لضمان وجود ما يكفي من الكهرباء للتنقل”.
وأكد كريسترسون أن الوضع حادّ نسبياً ولا يجب إثارة الذعر، ولكنها مشكلة خطرة وهناك مخاطر أكبر، فقد يؤدّي توقف المحطة النووية إلى وضع شبكة كهرباء البلاد أمام اختبار لم يسبق له مثيل، وذلك في وقت تواجه فيه البلاد موجة باردة مع تداول لأسعار الطاقة عند أعلى مستوياتها منذ الصيف.
أزمة الطاقة السويدية ازدادت بسبب الانقطاع الطويل لمفاعل “Ringhals-4” التابع لشركة “Vattenfall AB”، والذي توقف عن الخدمة حتى 3 شباط من العام القادم، ويعدّ التوقف بمنزلة ضربة مالية أخرى لشركة “Uniper” المثقلة بالديون التي تم إنقاذها من الحكومة الألمانية بسبب أزمة الطاقة.
وجاءت هذه الأزمة على خلفية تصريح وزير الدفاع السويدي بول جونسون بأنّ بلاده سترسل قواتٍ إلى أوروبا الشرقية للانضمام إلى قوات الردّ السريع التابعة لحلف الناتو في حال انضمام بلاده إلى الحلف، معتبراً أن عضوية الناتو أولوية قصوى بالنسبة إلى الحكومة الجديدة التي تألفت بعد الانتخابات البرلمانية في أيلول، وأشار إلى أنّ مبدأ الدفاع الجماعي للناتو، الذي يتم بمقتضاه التصدّي لأي هجوم على الدول الأعضاء، “ضروري للغاية” كعامل ردع.
أما في حديثه عن زيادة الإنفاق الدفاعي، فقد أشار جونسون إلى أنّ السويد تخطّط لتحقيق هدف الناتو المتمثل برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2026، قبل عامين من الموعد المحدّد، مشيراً إلى أنّ هذا الرقم لم يتجاوز الآن 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وكانت المجر أرجأت مجدّداً تصديقها على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو إلى جلسة شهر شباط المقبل، وسبق أن صدّقت 28 دولة منضوية في حلف شمال الأطلسي على انضمام السويد وفنلندا إلى التكتل.
ولا يبدو كثيراً أن الإغراءات الغربية عموماً، والأمريكية خصوصاً، للسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ستشكّل مخرجاً لها من أزمة الطاقة التي ستعانيها مع حلول فصل الشتاء الشديد البرودة، وخاصة أن درجات البرودة في الإقليم عامة تبلغ أرقاماً قياسية في الشتاء، ولابد من توفر حوامل الطاقة، حتى تتمكّن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها فيما يخص التدفئة بشكل خاص، وبالتالي فإن الأوضاع في السويد وغيرها من البلدان في الشمال الأوروبي، ستكون عرضة لمزيد من التذمّر الشعبي على أساس عدم قدرة الحكومة على تأمين عوامل التدفئة، وعندها لن تنفع كثيراً وعود الأطلسي الذي ستصبح دوله منشغلة بتوفير موارد الطاقة لمواطنيها.
ميادة حسن