أخبارصحيفة البعث

الاحتلال يرفض تسليم جثمان الشهيد أبو حميد لعائلته

الأرض المحتلة – تقارير:

تصرّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ممارساتها الإجرامية بحقّ الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، فبعد سياسة الإهمال الطبي المتعمّد، ورفض الإفراج عنه لتلقي العلاج في أحد مشافي الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي أدّى إلى استشهاده، ترفض سلطات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد لأسرته لدفنه في انتهاكٍ واضحٍ لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.

من جهةٍ أخرى، كشفت وسائل إعلام “إسرائيلية”، عن مخططٍ استيطاني لتهويد أسماء مواقع ومفترقات الطرق في الضفة الغربية، بينما كشفت وسائل أخرى، عن خطة لترحيل أهالي قرية الخان الأحمر شرق القدس أعدّتها ما تسمّى “الإدارة المدنية” للاحتلال.

ميدانياً، يواصل مستوطنون إسرائيليون، اقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، في ثالث أيام “عيد الأنوار – الحانوكاة” اليهودي، وسط فرض قوات الاحتلال القيود والتشديد على دخول المصلين الفلسطينيين إليه.

ففي جديد جريمة الاحتلال بحق الشهيد أبو حميد، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن وزير الحرب الإسرائيلي “بيني غانتس” أعلن عقب اجتماعٍ مع عدد من مسؤولي الاحتلال اليوم أنه لن يتم تسليم جثمانه لعائلته لدفنه.

ويحتجز الاحتلال جثامين أكثر من 357 شهيداً فلسطينياً، معظمهم من الضفة الغربية، بينهم 55 جثماناً لشهداء من قطاع غزة، و10 جثامين لشهداء ارتقوا داخل معتقلات الاحتلال.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في بيان: “إن الاحتلال المجرم لم يكتفِ بارتكاب جريمة اغتيال أبو حميد، عبر الإهمال الطبي، ولكنه بكل وقاحةٍ يرفض تسليم جثمانه لأهله لوداعه ودفنه، في انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الدولية، ما يدلّ بشكل قاطع على عجز المنظومة الدولية وضعفها وتغاضيها عن جرائم الاحتلال”.

وفي سياقٍ آخر، وفي محاولة لتهويد الضفة الغربية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مخطط استيطاني لتهويد أسماء مواقع ومفترقات الطرق في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت صحيفة “مكور ربشون”: إنه وبعد حوالي ثلاثة أشهر من اجتماع لجنة “التسميات الإسرائيلية”، حيث تم تجنّب التصويت على إعطاء أسماء “يهودية” لعدة تقاطعات في مناطق الضفة، ستعود اللجنة مرةً أخرى، وتصوّت على إعطاء أسماء “يهودية” لمواقع وأماكن في هذه المناطق.

وفي سياقٍ متصل، ووفقاً للقناة “السابعة” الإسرائيلية، أعدّت ما تسمّى “الإدارة المدنية” للاحتلال خطةً لترحيل أهالي قرية الخان الأحمر إلى موقعٍ قريب، على بعد 300 متر فقط من موقعها الحالي.

ويحيط بقرية الخان الأحمر عدد من المستوطنات، وتقع ضمن الأراضي التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مشروعه الاستيطاني المسمّى “E1”.

ويقطن في القرية نحو 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال، و95% لاجئون مسجّلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وتضمّ مدرسةً تخدم 170 طالباً، من عدة أماكن في المنطقة.

وفي أيار 2018 قرّرت سلطات الاحتلال هدم القرية وتهجير سكانها، ولكنها فشلت بسبب الصمود الأسطوري لهم، وأيضاً بسبب صدور قرارٍ من الجنائية الدولية، حذّر حكومة الاحتلال من القيام بتهجير أو هدم القرية، والتجمعات المحيطة بها في المنطقة التي تسمّى (E1)، واعتبرت ذلك بمنزلة “جريمة حرب”، إضافةً إلى الجهد الدبلوماسي والموقف الدولي الكبير الداعم لبقاء الفلسطينيين في أراضيهم، وأيضاً الموقف الحاسم من الأهالي أنفسهم الرافض للتعاطي مع أية حلولٍ، دون البقاء، والاعتراف بالقرية.

ويهدف تنفيذ عملية تهجير سكان قرية الخان الأحمر وهدمها، إلى التمهيد لإقامة مشاريعٍ استيطانيةٍ تعزل القدس المحتلة عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين.

وفي سياق الاعتداء على المقدسات الإسلامية، واصل مستوطنون إسرائيليون، يتقدّمهم عضو الكنيست المتطرّف تسڤيكا فوجيل من حزب “القوة اليهودية” الذي يرأسه المتطرّف الصهيوني إيتمار بن غفير، اقتحام المسجد الأقصى المبارك، في ثالث أيام “عيد الأنوار- الحانوكاة” اليهودي، في ظلّ فرض قوات الاحتلال قيوداً والتشديد على دخول المصلين الفلسطينيين إليه، لتقوم بعد ذلك مجموعات متتالية من المستوطنين باقتحام باحات الأقصى، من جهة باب المغاربة، وتنفيذ ممارساتٍ استفزازية بالقرب من مصلى باب الرحمة.

في الأثناء، وخلال مواجهاتٍ مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة أبو ديس، جنوب شرق القدس المحتلة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت تجاه الفلسطينيين في محيط وداخل حرم جامعة القدس، أصيب عدد من الفلسطينيين والطلبة بحالات اختناق.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال حارة الحبلة داخل البلدة القديمة في نابلس، وداهمت منزل عائلة شهيد وقامت بتفتيشه، كما اقتحمت حي رأس العين والمنطقة المحيطة بجبل جرزيم، بينما نصبت حواجز عسكرية على طريق صرة ودوار دير شرف غرب نابلس، وأخضع جنود الاحتلال المركبات المارة للتفتيش ودققوا بالبطاقات الشخصية للفلسطينيين، ما أدّى إلى التسبّب بأزمة خانقة هناك.

وفي السياق ذاته، اقتحمت بلدات برقين وجبع ويعبد في جنين ونعلين في رام الله ومخيم عايدة في بيت لحم، واعتقلت عشرة فلسطينيين.

من جانبهم، اقتحم عشرات المستوطنين المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس.

وأوضح رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المنطقة الأثرية وسط حمايةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال، التي أغلقت المنطقة أمام الفلسطينيين، ومنعت أصحاب المحال التجارية من فتح أبوابها.