بيسكوف: زيارة زيلنسكي إلى واشنطن تؤكد ضلوعها في الحرب على روسيا
موسكو- تقارير:
أيّاً يكن من شأن التصريحات التي يتم إطلاقها من الطرفين الروسي والأطلسي حول الرغبة في السلام أو الاستمرار في الحرب، فإنه بات من الواضح أن الدول الغربية قد تألّمت بالفعل وبدأت تشعر بتوسّع الهوة بين الحلفاء الأطلسيين في الموقف من هذه الحرب، بين مَن يدعو إلى السلام مع أخذ موقف روسيا بعين الاهتمام وهذا شأن فرنسا وإلى حدّ ما ألمانيا، ومن يعارض إيقافها في محاولة لابتزاز روسيا والحصول على تنازلات منها، وهذا ربّما يكون موقف واشنطن التي تصرّ على أنه لا ينبغي أن تنتهي الحرب بما يوحي أن موسكو قد انتصرت بها، ولذلك ترفض إيقافها دون الحصول على هذه التنازلات وحفظ ماء وجه الغرب الجماعي الذي راهن سلفاً على الانتصار بهذه الحرب سريعاً، بينما أدّت إطالة أمد هذه الحرب فعلياً إلى نتائج كارثية كبيرة على الاقتصادات الغربية عموماً.
وفي هذا الشأن، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أن زيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى واشنطن دليل على ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب بالوكالة ضد روسيا.
وقال بيسكوف في تصريح صحفي اليوم وفقاً لوكالة نوفوستي: “إن مواصلة الإمدادات لأوكرانيا بالأسلحة الغربية لا تساهم في حل النزاع، وإنما تؤدّي فقط إلى إطالة معاناة الشعب الأوكراني، وإن زيارة زيلينسكي إلى واشنطن تؤكد المواصلة الفعلية لواشنطن في القتال ضد روسيا بشكل مباشر وغير مباشر وحتى آخر أوكراني”.
وبشأن أنظمة “باتريوت” الأمريكية، أوضح بيسكوف أن شأنها شأن الأنواع الأخرى من الأسلحة التي يتم إمداد القوات المسلحة الأوكرانية بها ستعدّ هدفاً مشروعاً للجيش الروسي ولن يؤثر توسيع نطاق الأسلحة المورّدة إلى أوكرانيا في تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
إلى ذلك، قال أناتولي أنتونوف، السفير الروسي في واشنطن: إن زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة تدل على أنه لا هو ولا القادة الأمريكيون يريدون السلام، وأنهم غير جاهزين لإحلاله.
وأضاف أنتونوف في بيان واسع الانتشار: “زيارة زيلينسكي هنا والمحادثات في واشنطن أظهرت أنه لا الإدارة ولا زيلينسكي مستعدان للسلام”.
وشدّد على أن كييف والولايات المتحدة تهدفان إلى استمرار الصراع ومقتل الجنود و”زيادة ربط النظام الأوكراني الطويل الأمد باحتياجات واشنطن”.
ولفت أنتونوف إلى أن “الطروح التي تظهر في وسائل الإعلام الأمريكية بأن روسيا غير مهتمة بتحقيق السلام خاطئة”، مضيفاً: إن الرئيس الروسي عبّر مراراً عن موقف موسكو.
في المقابل، قالت صحيفة “التلغراف” البريطانية: إن زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن مؤشر على أن بعض الدول الغربية بدأت تتعب من الصراع في أوكرانيا ما دفع كييف إلى تكثيف جهودها من أجل الحصول على دعم.
وأوضحت الصحيفة في مقال أن استعداد بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، لتقديم تنازلات لروسيا هو مؤشر على النجاح المحتمل للاستراتيجية التي اختارتها موسكو على المدى الطويل.
وأشار كاتب المقال إلى أنه من غير المرجّح أن تكون أوروبا قادرة على تحمّل أزمة شتاء أخرى بسبب العقوبات ضد ناقلات الطاقة الروسية.
كذلك تطرّق المقال إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتخابات رئيس الوزراء البريطاني، وأوضح أن إطالة أمد الصراع في أوكرانيا ستؤثر حتماً في فرص إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك.
وقد أكد الرئيس الأوكراني خلال زيارته لواشنطن أنه يتوقّع الحفاظ على دعم الكونغرس الأمريكي لأوكرانيا، بغض النظر عن الأغلبية الحزبية، إن كانت جمهورية، أم ديمقراطية.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الأربعاء: “بغض النظر عن التغييرات في الكونغرس، أنا واثق من دعم الحزبين والمجلسين”.
وفي الوقت نفسه الذي أعرب فيه بايدن عن استعداد زيلينسكي “لسلام عادل” مع روسيا، أعلن عن مساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.85 مليار دولار.
من جهة ثانية، أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن موسكو لن تتخلى عن مطلبها بالمشاركة في التحقيق في الهجمات الإرهابية التي طالت خطوط نقل الغاز الروسي “السيل الشمالي”.
وقالت السفارة الروسية في بيان اليوم وفقاً لوكالة نوفوستي: “بلادنا لن تسمح بإخفاء الحقيقة المزعجة حول ما حدث في السيل الشمالي، وسنواصل الإصرار على إجراء تحقيق شامل وشفاف بمشاركة روسية”.
وتعليقاً على تقرير لصحيفة واشنطن بوست حول هذه التفجيرات، أكدت السفارة أنه “يجب الأخذ بالاعتبار بأن نتيجة تقرير المراسلين والصحفيين ليست مريحة للغاية لأولئك الذين يرغبون في شيطنة روسيا”.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريراً قالت فيه: إن عدداً من المسؤولين الغربيين يقرّون بشكل خاص بأن روسيا ليست ضالعة في تفجيرات خطوط نقل الغاز “السيل الشمالي”.
يُشار إلى أنه في الـ26 من أيلول الماضي وقع تفجيران في آن واحد على خطي أنابيب لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا “السيل الشمالي 1″ و”السيل الشمالي 2”.