هل تحتفل روسيا بالنصر الثاني على النازية هذا العام؟
تقرير إخباري:
في إشارة واضحة إلى أن روسيا تنظر إلى الحرب مع النازيين في أوكرانيا على أنها استمرار للحرب التي دارت بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بقيادة الزعيم النازي أدولف هتلر، وأن الوضع حالياً بالنسبة إلى وقوف الغرب الجماعي كاملاً خلف النازيين في أوكرانيا لتحقيق نصر بالوكالة على روسيا وهزيمتها استراتيجياً، مشابه تماماً لما كان قائماً أثناء الحرب العالمية الثانية من دعم غير محدود من الدول الغربية للنظام النازي في ألمانيا لاجتياح روسيا، أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الأحداث التاريخية للعام المنصرم أطلقت عمليات سنرى نتائجها في عام 2023، مضيفاً: إن العام الجاري سيصبح عاماً للنصر بالنسبة لروسيا.
وكتب فولودين في صفحته على “تلغرام”: “وقعت أحداث تاريخية في العام الماضي. ونجحنا معاً في مواجهة التحديات والعقوبات التي واجهتها بلادنا. وتم اتخاذ قرارات مصيرية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضمان أمن وسيادة روسيا. تم إطلاق عمليات سنرى نتائجها في عام 2023”.
ولكن ما الذي دعا فولودين بالفعل إلى الوصول بالأمر إلى حدّ تشبيه الوضع القائم الآن بالوضع الذي كان قائماً أثناء الحرب العالمية الثانية، وهل هناك بالفعل رأي واضح في موسكو أن الدول الغربية عادت لاستخدام السيناريو ذاته الذي استخدمته في دعم النظام النازي الألماني ضد الاتحاد السوفييتي لتدميره؟.
وإذا كانت هذه النظرة واقعية بالفعل فماذا يعني ذلك؟ هل تستعدّ موسكو لإعلان النصر النهائي على الغرب الجماعي هذه المرة دون حصر الهزيمة بالنظام النازي الأوكراني كما حدث مع ألمانيا؟.
يبدو أن المشهد بالفعل بات مرشّحاً لهذا الاتجاه، حيث تزايدت في روسيا التصريحات التي تتحدّث عن الشراكة بين الغرب والنظام النازي في أوكرانيا، وأن الغرب يستخدم هذا النظام أداة لهزيمة روسيا استراتيجياً لأنه عاجز بالفعل عن الانتصار عليها بشكل مباشر، وهو ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها عند شعوره بإضعافها، بشكل يعيد إلى الأذهان خطط بريطانيا وفرنسا أثناء الحرب الفنلندية الروسية باجتياح روسيا، ودعم الدوائر الغربية المالية في لندن وواشنطن فيما بعد للزعيم النازي هتلر للانتصار على روسيا، وهذا طبعاً يتوافق مع المعلومات التي أفرجت عنها أجهزة الاستخبارات الروسية مؤخراً، من وقوف الغرب الجماعي خلف الزعيم النازي الألماني، بما يوحي أن النصر على النازية كان نصراً للاتحاد السوفييتي فقط، ولكن الغرب جيّر هذا النصر لمصلحته بعد أن تأكدت هزيمة ألمانيا.
فهل تحتفل روسيا هذا العام بالنصر الثاني على النازية؟.
طلال ياسر الزعبي