الحالة المعنوية فكرة غائبة عن أندية الدوري الممتاز
ناصر النجار
كل المتابعين المحايدين للدوري الكروي الممتاز أشفق على فريق الوثبة بلقائه مع تشرين وأحزنهم ما آلت إليه المباراة من شغب غير مبرر وعقوبات كثيرة ومتعددة، ليتساءل البعض: هل يستطيع الوثبة أن يتابع المشوار على العزيمة نفسها والإصرار ذاته ويستمر بالصدارة رغم كل ما حدث؟
في البداية يمكننا القول: إن الوثبة ظلم نفسه في المباراة، ولا ندري لماذا استجاب اللاعبون لحالة الاستفزاز في المباراة من جمهور الفريقين وغيرهما فتعرض الفريق لعقوبات كان بغنى عنها وهي مؤثرة بكل الأحوال وخصوصاً أنه سيفقد أفضل لاعبين في المباريات الثلاث القادمة.
الرؤية العامة للمباراة أن فريق الوثبة لم يملك شخصية البطل فيها وغاص في وحل الشغب غير المبرر ووصل إلى طريق مسدود، والمشكلة هذه ليست مقتصرة على الوثبة فقط بل إن أغلب فرقنا تفتقد لشخصية البطل وتنظر إلى البطولة من باب العاجز الذي يبحث عن نقطة من هنا وهناك ويتمنى خسارة منافسيه.
وأول الطرق نحو البطولة هي تزكية الحالة المعنوية للفريق وتنميتها ضمن الأصول العلمية وليست ضمن (تطييب الخواطر) فالوثبة مثلاً خسر لقب الدوري في الموسم الماضي بسبب المباراة المعادة مع الاتحاد وقد فقد اللاعبون كل الروح في المباراة باعتبار أنهم تعرضوا للظلم في المباراة الأولى، وأدى ما بعدها من مباريات بروح المهزوم وكأنه يريد بذلك إيصال رسالة لأهل الحل والربط ، ولكن لا حياة لمن تنادي!
وفريق جبلة ومنذ أن أثار فريق الفتوة قضية الحكم الأردني تكسرت روحهم المعنوية وصار همهم وتفكيرهم في هذا الموضوع، بينما المفترض أن يصبوا كل اهتمامهم على المباراة، ولهذا السبب خسروا لقاء القمة بصدمة نفسية لم يستطيعوا الخروج منها إلا بعد المباراة.
وهناك الأمثلة الكثيرة عن مثل هذه الحالات وهناك حالات أخرى تجري ضمن المباراة الواحدة وتجد فيها بعض اللاعبين انهاروا نفسياً بسبب كلمة أو بطاقة أو ربما ركلة جزاء.
كرتنا بشكل عام لا تعتني بالجانب النفسي ولا تعمل على الروح المعنوية وهذا واضح ليس على مستوى الأندية فقط بل على مستوى المنتخبات أيضاً، والقراءة القادمة لفريق الوثبة يجب أن تبدأ بتجاوز صدمة المباراة والعمل بروح واحدة على تجاوز أذاها، والعقوبات والغرامات لا تؤثر على رصيد الفريق النقطي وترتيبه في الصدارة لكن عدم تجاوز أذى المباراة سيجعل الفريق في خبر كان!