يرفع عدد الشهداء إلى 13 منذ بداية العام.. الاحتلال يُعدم فلسطينياً بدمٍ بارد
الأرض المحتلة – تقارير:
كالعادة، ومنذ اغتصاب الصهاينة للأراضي الفلسطينية، في عام 1948، ومع فجر كل عامٍ جديد، يطوي الشعب الفلسطيني، عدّاد المجازر التي يرتكبها الغاصبون بحقهم، ويبدؤون بالحساب مجدّداً، في انتظار تدوين حصيلة لشهداء جدد، نتيجة همجية وعدوانية وإجرام غير مسبوق في التاريخ، وكل ذلك يجري أمام أنظار العالم “المتحضّر” ومجتمع دولي صامت إلا من بعض الأصوات التي لا تقدّم ولا تؤخّر، في ظلّ الدعم الأمريكي غير المحدود لآلة القتل الإسرائيلية.
وفي آخر حصيلة لأعداد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام الجاري، حتى إعداد هذا الخبر، سجّلت وكالات الأنباء الفلسطينية استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم ثلاثة أطفال، سبعة منهم ارتقوا في مدينة جنين، في تصعيد ممنهج من الاحتلال الإسرائيلي، بهدف كسر إرادة المقاومة، وتكريس وقائع جديدة على الأرض، عنوانها التهجير وضمّ الأرض الفلسطينية.
ففي رام الله بالضفة، استُشهد فلسطيني، اليوم الأحد، واعتُقل نجله، بعد إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على إعدامه بدمٍ بارد قرب بلدة سلواد شرق المدينة.
وأعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، عن استشهاد أحمد حسن عبد الجليل كحلة 45 عاماً، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب بلدة سلواد.
وأفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز عسكري مفاجئ أقيم على المدخل الغربي للبلدة، أطلقوا الرصاص صوب الشهيد كحلة من مسافة صفر، بعد أن أجبروه على النزول من مركبته، إثر مشادّةٍ كلامية، ليُصاب كحلة برصاصة في عنقه، وجرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، بوضعٍ حرج، وأعلن بعد فترة وجيزة عن استشهاده، متأثرا بإصابته.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينتي رام الله وجنين، وبلدتي العيسوية في القدس وسعير في الخليل، واعتقلت ثمانية فلسطينيين.
في الأثناء، جرّف مستوطنون إسرائيليون أراضي من قريتي قلنديا ورافات شمال غرب مدينة القدس المحتلة.
وأوضح مدير عام التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود، أن مستوطنين يجرّفون لليوم الثاني أراضي زراعية تقع غرب مطار قلنديا، وتقدّر مساحتها بـ255 دونماً، بهدف إقامة بؤرة استيطانية.
وفي القدس المحتلة أيضاً، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن 183 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته، بحماية قوات الاحتلال التي ضيّقت على دخول الفلسطينيين للمسجد.
سياسياً، أدان رئيس المجلس الوطني في السلطة الفلسطينية روحي فتوح، جريمة القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشهيد أحمد كحلة، في مدينة رام الله، مشيراً إلى أن الإعدامات الميدانية التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين انتهاك للقوانين والشرائع الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
ولفت فتوح، إلى أن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، مؤكداً مواصلة الفلسطينيين للصمود والنضال حتى استرجاع الحقوق.
من جانبها، طالبت خارجية السلطة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتطبيق مبدأ سيادة القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة، وتفعيل منظومة العقوبات الدولية إزاء انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف خلفها، وممارسة ضغطٍ حقيقي لوقف تنفيذ سياساته الاستعمارية العنصرية.
وأكدت الخارجية في بيان، أن تطبيق سيادة القانون الدولي عملية متكاملة، ولا تتجزأ ولا يجوز تطبيقها أو المناداة لتطبيقها بطريقةٍ انتقائيةٍ وفقاً لهوية الجلاد أو هوية الضحية.
وأدانت، عدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، بما في ذلك تصعيد عصابات المستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين في حرب إسرائيلية مفتوحة تهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني، وإغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض وعاصمتها القدس.