أخبارصحيفة البعث

قلقٌ صهيوأمريكي من تحرّكات الأسطول البحري الإيراني

تقرير إخباري

تواصل البحرية الإيرانية كشف أبرز إنجازاتها العسكرية البحرية، كما تعمل على الحضور في مناطق بحرية مختلفة، موجّهةً رسالةً تُبرز للعالم تقدّمها الصناعي التكنولوجي رغم الحصار والضغوط التي تمارس ضدّها، إضافةً إلى إثبات قوّتها على الساحة الدولية والحفاظ على مصالحها في ظل الأخطار المهدّدة للسلم والأمن الدوليين. وتسعى طهران الآن إلى عبور قناة بنما الاستراتيجية، معلنةً أنها سترسل قطعها البحرية إلى هناك خلال هذا العام.

وكعادتها وصفت أمريكا وآلاتها الإعلامية المرتهنة لصنّاع السلاح والدمار خطوة إيران الأخيرة بـ “الاستفزازية”، معتبرة أنها قد تصبح على مسافة قريبة جداً من البرّ الأمريكي، وأن ذلك يشكّل “خطراً على التجارة البحرية”، متناسية أن واشنطن تنشر قطعها البحرية في كل مياه العالم وتتحكم بالحركة البحرية والتجارية وناقلات النفط وفق أهوائها ومصالحها الإمبريالية.

أما الكيان الصهيوني فلا يختلف كثيراً عن نظرة حليفته، ويؤكد في كل مرة أن إيران وجميع خطواتها “تشكّل خطراً” على وجوده. ووفقاً لقادة جيش الكيان فإنهم شنّوا آلاف الاعتداءات على السفن البحرية الإيرانية وغيرها من الأهداف، ولا ننسى كيف جُنّ جنون الإعلام الإسرائيلي عندما تحدث عن خطر اقتراب سفينتين إيرانيتين من أستراليا كانتا تجريان اختباراً للإبحار مسافاتٍ طويلةً.

من المؤكد أن هدف قادة الكيان هو الضغط على إيران وإبعادها عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية، والوقوف مع سورية والعراق في معاركهما ضدّ الإرهاب، إضافة إلى الضغط عليها في موضوع التفاوض حول ملفها النووي السلمي.

وفي حين يرى محللون أن الوجود الإيراني في بنما مجرّد خطوة تكنولوجية علمية بحتة، ولا تحوي أية رسائل عسكرية أو تهديد لأي دولة، رأى خبراء أن إيران كانت تحضّر لهذه الخطوة من خلال إجراء تدريبات مشتركة مع حلفاءٍ، مثل روسيا والصين.

واقعياً، التحرك الإيراني إلى بنما يأخذ أبعاداً مقلقة جداً وبشكل مشترك لواشنطن و”إسرائيل” لأنه في جوهره يعدّ حضوراً قريباً من الولايات المتحدة حليفة الكيان من ناحية، ومن ناحية أخرى تخشى كل من أمريكا والكيان توطّيد علاقات إيران مع دول أمريكا اللاتينية، مثل كولومبيا وفنزويلا، وخصوصاً بعد تقاربها مع زعيم فنزويلا نيكولاس مادورو، وتوقيع الجانبين اتفاقياتٍ في المجال النفطي، وقيام طهران بأعمال صيانة للمصافي النفطية المتهالكة فيها، بالتزامن مع حركة نهوض للقوى اليسارية الصاعدة في تلك القارة، والتي ستقوّض دون شك نشاط أمريكا والموساد الإسرائيلي في الدول التي ترفع “الحياد” السياسي شعاراً لها، في حين تريدها واشنطن ضمن حظيرة الدول التابعة والخانعة لسياساتها المتغطرسة والمؤيدة لقراراتها.

بشار محي الدين المحمد