موقع أمريكي: الحصار الظالم على كوبا يحرم العالم من اكتشافات طبية حققتها
واشنطن- سانا
الحصار الجائر والعقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة على كوبا منذ أكثر من ستة عقود تحرم العالم بأسره والأمريكيين أنفسهم من علاجات وأدوية طبية طوّرها العلماء والأطباء في كوبا، وفقاً لموقع كاونتر بانش الأمريكي.
الموقع أوضح في مقال أعدّته الكاتبة ناتاليا ماركوس، أن الإنجازات الطبية التي حققها العلماء والباحثون في كوبا من قبيل لقاح لمقاومة سرطان الرئة وعلاج مرض السكري يجب أن تعمّم على العالم بأسره، وتستخدم خارج حدود هذا البلد المستهدف بحصار أمريكي خانق.
وعلى الرغم من تطوير كوبا شراكاتٍ طبية وعلمية مهمّة مع منظمات وحكومات مختلفة حول العالم، بما في ذلك مع المكسيك وإيران والبرازيل وأنغولا، إلا أن مثل هذا النوع من التعاون شاق للغاية، بسبب الحصار الأمريكي كما أكد الموقع.
علماء في مركز المناعة الجزيئية في كوبا أوضحوا خلال مؤتمر عقد في هافانا في تشرين الثاني الماضي بعنوان “بناء مستقبلنا”، أن الحصار الذي تفرضه واشنطن يؤذي الأمريكيين أنفسهم ويحرمهم من الحصول على أدوية وعقاقير كوبية مطوّرة لأمراض تفتك بهم مثل السكري الذي ينتشر بشكل كبير في صفوف الطبقة العاملة في الولايات المتحدة، ويقتل الآلاف من أفرادها سنوياً.
الموقع أشار إلى إنجازات العلماء الكوبيين فيما يتعلق بتطوير لقاح مضاد لسرطان الرئة وعلاج مبتكر لمرض السكري طوّره المركز الكوبي للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، يقلّص عمليات بتر القدم السكرية بمعدل أربع مرات.
ورغم حقيقة أنه تم تسجيل هذا الدواء في كوبا منذ عام 2006، وفي دول أخرى عدة أيضاً إلا أن الأمريكيين لا يستطيعون حتى اللحظة الوصول إليه، بسبب العقوبات التي يفرضها صنّاع القرار في بلدهم ضد كوبا.
ويعدّ السكري ثامن مرض مسبّب للوفاة في الولايات المتحدة حسب إحصائيات عام 2020، فهو يودي بحياة أكثر من مئة ألف أمريكي كل عام، بينما تعدّ قرحة القدم السكرية أحد أكثر مضاعفات هذا المرض شيوعاً، ويمكن أن تتطوّر سريعاً إلى بتر الأطراف السفلية ثم الموت بعد سنوات قليلة.
موقع كاونتر بانش أوضح أن الأطباء في الولايات المتحدة ينفّذون سنوياً أكثر من 73 ألف عملية بتر للأطراف السفلية كإجراء يائس لإنقاذ مرضى السكري، ويختلف توزّع هؤلاء المرضى بين زيادة ونقصان وفقاً للون البشرة، حيث ينتشر مرض السكري على نحو أوسع في مجتمعات الأمريكيين المتحدّرين من أصول إفريقية ولاتينية مقارنة بمواطنيهم البيض الذين يحصلون على رعاية طبية وغذاء أفضل.
وحول نظام الرعاية الطبية في كوبا، أوضح الموقع أنه في الوقت الذي قامت فيه معظم الدول بإجراءات تقشّف صارمة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ازدادت نفقات الرعاية الصحية العامة في كوبا بنسبة 13 بالمئة بين 1990 و1993، ونجحت البلاد في رفع معدل عدد أطبائها ليصل إلى طبيب واحد لكل 202 فرد، وهي نسبة أعلى من الولايات المتحدة حيث وصل المعدل عام 2004 إلى طبيب واحد لكل 300 شخص.
ونوّه الموقع بإنجازات كوبا الرائدة في مجال الرعاية الطبية وقيادتها لحركة التطوّر العلمي على مستوى العالم، رغم العقوبات الجائرة والحصار، مذكّراً في هذا السياق بتطوير العلماء الكوبيين خمسة لقاحات مضادة لفيروس كورونا في وقت كانت فيه هافانا غير قادرة على شراء اللقاحات المطوّرة في أمريكا أو الغرب بسبب الإجراءات القسرية.
وأكد الموقع أنه على الرغم من إنجازات كوبا في المجالين العلمي والطبي وتحدّيها الحصار، إلا أن الإجراءات الأمريكية القسرية تؤثر بشكل خطير في قطاع الرعاية الصحية فيها، وتعيق تطوّره وتمنع عنه إمكانية الوصول إلى المواد والخدمات الضرورية، كما أنها تحرم العالم من الاستفادة منه.