توقيع مجموعتين للقاص مهران سلوم
اللاذقية – ربا حسين
أُقيم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية حفل توقيع المجموعتين القصصيتين “الراقصة والشيخ” و”الحالمون بغدٍ مشرق” للكاتب القاص مهران سلوم الذي يرى أنّ الإنجاز هو أن تدخل السرور إلى قلب من تقابلهم، فتكون بذلك الرقم الصعب في حياتِهم، والإبداع هو النظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة، والطريقة الوحيدة لصنع أشياء عظيمة هي أن تحبّ ما تفعله، هكذا يترجم الكاتب المبدع سلوم أحاسيسه وأفكاره على الورق لينتج لنا هاتين المجموعتين.
بدايةً حدّثنا القاص مهران سلوم عن وليديه، مبيّناً أنّ رحلته كانت طويلة حتى استطاع وضع إنتاجه الأدبي بين أيدينا، مؤكداً أهمية الكلمة التي منها انطلقت الأبجدية إلى العالم، وكيف كان يخوض حروباً في مخيلته، وكيف شاركته أحلامه حكايتها، فكم ضحك عندما كان يتقمص شخصياتها كشخصيتي “الراقصة والشيخ”، وكم حَزِنَ عندما حمل بين أضلاعه أحلاماً لم يستطع تحقيقها وقَلقَ على أبناء جيله أو من سيأتي من بعده ألا يستطيع تحقيقها أيضاً، كقصة الفتى الذي عاد به الزمان ليعيش نسخة تشابه حياته، مؤكداً لنا أنه كان يعيش بين شخصياته القصصية حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ كأنهم جسد واحد، وأخيراً ختم حديثه بأنه يأمل أن يترك بصمة في لوحة الأدب العربي ويسعى لذلك.
وقد كان هناك عدة مشاركات في التقديم والقراءة النقدية من أصحاب الاختصاص والمؤثرين في المجال الأدبي محلياً وعربياً، بدايةً كانت بعرض فيلم مصوّر عن المجموعتين القصصيتين بتعليق صوتي لسميحة مغربي من فلسطين، وزهير عبد العال من سورية، رفيدة مندور من مصر، وجعفر مهنا من سورية.
بدأ بعدها الدكتور الناقد زكوان العبدو الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية، جامعة تشرين، قراءته النقدية، حيث قال إن المجموعتين تتفقان على النقد الاجتماعي وتضمنتا موضوعات شتى تحكيان عن الإنسان بأسلوب الكاتب الخاص وطريقة السرد الرائعة ومخيّلته التي كانت أقرب إلى الواقع، ونوّه بطريقة معالجته للمواضيع التي طرحها في قصصه وترك بصمته الأدبية فيها مُبتعداً عن الحبكة والخاتمة اللتين تُبعدان القارئ، بل عاش شخصياته في مخيلته لُيفرغها على ورقةٍ بطريقةٍ محببةٍ قريبةٍ من واقعهِ.
بدورها الدكتورة بانة شبانة الأستاذة المساعدة في قسم اللغة العربية، جامعة تشرين، قالت: المجموعتان تضمان موضوعات شتى تحكي عن الإنسان والمجتمع وتخاطبان الأذواق المختلفة، وتضيف أن القاص مهران له بصمته في عالم الصحافة التي أغنت فكره، ولقد ترجمه في نتاجه الأدبي الذي أضاف الكثير للثقافة والإبداع.
من جهته الكاتب الحرّ غزال قال: تمتلك القصة القصيرة ميزة أنها كاشفة من خلال موقف واحد ما يمكن أن يكشف عن عدة أشياء تخفي خلفها وحدة متكررة من جمل متعددة حتى نشكّل نظام حياتنا، مؤكداً أن الكتابة تستحق التعب لما لها من أهمية، منوهاً بصفات القاص سلوم، وكيف استطاع أن يمتلك ناصية كلمة غير مكتفٍ بتعلّمها بل بتعليمها ولم يكن نتاجه في مدينته فقط، بل خارجها أيضاً في مجال الكتابة والسيناريو.
وأشادَ القاضي عز الدين خضور بالعملين وقال إنهما مميزان، وتحدث عن أهمية استثمار الشباب ودعمهم وصقل طاقاتهم، منوّهاً بدور الكاتب مهران سلوم ومساهمته وتشجيعه الدائم في هذا المجال من أجل النهوض بالفكر الأدبي وإثراء مخزونه.
ولم تكن المشاركات النقدية محليّاً فقط بل كانت عربيّة أيضاً من خلال أفلام مسجّلة شارك بها أدباء من خارج سورية بإلقاء الضوء على المجموعتين القصصيتين، ووضعوا بصمتهم في حفل التوقيع هذا، والأدباء هم: الدكتور الروائي إيهاب البديوي من مصر، الدكتورة وسام علي الخالدي من العراق، والمؤلّف القاص المصطفى المغولي من المغرب.
وجدير بالذكر أن المجموعة القصصية “الحالمون بغدٍ مشرقٍ” ضمّت ثمانية عشر عنواناً، أما المجموعة القصصية الثانية “الراقصة والشيخ” فقد ضمّت أربعاً وعشرين قصة.