في نكبة الزلزال.. الرياضيون وقفوا وقفة رجل واحد
ناصر النجار
خيراً فعل الاتحاد الرياضي العام عندما أعلن تعليق النشاط الرياضي إلى أجل مسمّى بسبب الزلزال الذي ضرب عدة محافظات سورية، وقد رأينا تضامناً كبيراً من كلّ الرياضيين مع الحدث الجلل، والذي تكبّدت به رياضتنا وفاة لاعبها السابق نادر الجوخدار ونجله، ووفاة لاعب سلة شباب العروبة ألبير تنكجيان ووالدته.
الكشف الأوليّ على المنشآت الرياضية في المحافظات المنكوبة دلّ على أن المنشآت بخير، ولم يطالها الأذى باستثناء بعض المحلات المستثمرة في محيط ملعب جبلة وقد تأثرت جزئياً من الزلزال.
الاتحاد الرياضي وضع كلّ إمكانياته للمساعدة في تفادي آثار الزلزال من خلال وضع المقار والملاعب والصالات تحت تصرف عمليات الإنقاذ، كما وضع كلّ آلياته في خدمة هذه العمليات، وأوعز لكلّ الرياضيين للمساهمة مع فرق الإنقاذ بكل ما يستطيعون من جهد ووسائل.
وانهالت على الاتحاد الرياضي العام والاتحادات الرياضية المعنية برقيات العزاء والمواساة من كلّ مكان خارج القطر، ومن هؤلاء رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كما نشرت مواقع الأندية العالمية (بوستات) تعرب عن تضامنها مع سورية وضحايا الزلزال.
هذه الفاجعة أنستنا المشكلات الرياضية وأزماتها، وقد تأجلت حتى يلتئم الجرح الكبير وتعود العافية للجرحى، وتجد الأسر المنكوبة مكاناً يؤويها في ظل الظروف المناخية الصعبة جداً.
أصالة الشعب السوري تظهر دوماً في الابتلاءات، وها نحن نجد كيف أن الأيادي قد تكاتفت في مواجهة هذه المأساة، ووقف الرجال من محافظات شتى جنباً إلى جنب وهم يقومون بعمليات الإنقاذ والإسعاف والإيواء وتقديم الطعام والشراب، ما يدلّ على اللحمة الوطنية التي وضعت شعبنا المخلص الأبي تحت راية الوطن.
كلّ الأندية في المحافظات المنكوبة هبّت للنجدة، والعديد من الرياضيين لبوا نداء الاستغاثة من كلّ المحافظات، وهذا هو عهدنا بكل الرياضيين الذين نسوا كل منافساتهم وصراعاتهم الرياضية في مثل هذا الموقف، فوجدنا الحطيني بجانب التشريني، ووجدنا الكثير من أنصار أندية الأهلي والحرية والكرامة والوحدة وغيرهم في كلّ الأماكن المنكوبة في لوحة عبّرت عن التضامن التام بين أطياف الشعب السوري وألوانه، فكان الوطن هو اللون وهو المقصد وهو الأول والأخير.