الفنانون السوريون.. الحزن كبير والمصاب جلل
أمينة عباس
لأن الفنّ ليس بطولة في الأداء فقط، بل رسالة ومواقف تُمارس على أرض الواقع، كما جاء على لسان العديد من الفنانين السوريين، تداعى الفنانون السوريون لمُساندة ضحايا الزلزال الذي شهدته سورية. وبيَّن نقيب الفنانين محسن غازي أن الفنان يحمل همّاً حقيقياً، وطنياً وأخلاقياً، وهو حاضر في الأوساط الاجتماعية، والنقابة أمام واجب وطني وإنساني واجتماعي وأخلاقي اتجاه هذه الكارثة الإنسانية التي حلَّت بسورية، ومن المفروض على كلّ مؤسسة وفرد القيام بمبادرة، وألا يتردّد إن كان بإمكانه فعل شيء لأن حزن السوريين كبير أمام كارثة نعيشها اليوم في ظلّ حصار قاسٍ وعقوبات أثّرت على إنقاذ الضحايا، مشيراً إلى أن النقابة تبرعت بمبلغ مالي للضحايا، في الوقت الذي أطلقت فيه حملة تبرعات للمحافظات المنكوبة، حيث طلبت من الفنانين الذين يستطيعون المساعدة مادياً أن يساهموا في التبرع لمصلحة المحافظات المتضررة جراء الزلزال، منوهاً بأن عدداً كبيراً لبّى، كما تمّ التوجيه لفروع المحافظات أن تكون فاعلة في حملات التبرع بالدم.
رفع العقوبات عن سورية
وطالب عددٌ من الفنانين برفع العقوبات عن سورية والتي كان لها دور كبير في تأخير عمليات إنقاذ الضحايا، حيث تساءلت الفنانة عبير شمس الدين: “أين ضمير العالم والمبادئ الإنسانية التي يتحدثون عنها وسورية اليوم أمام كارثة بعد حرب قاسية مرّت عليها”، مطالبةً برفع العقوبات وخرقها من قبل الدول إنقاذاً للإنسانية. وبيَّنت الفنانة تولاي هارون أن ما حدث في سورية أمر مرعب في ظل حصارٍ جعلها أمام نكبة إنسانية، وعلى الإنسانية أن تقول كلمتها. أما الفنانة تماضر غانم فقد أشارت إلى أن سورية الجريحة اليوم والتي لم تقف يوماً متفرجة على آلام الآخرين بحاجة لمساعدة ورفع العقوبات عنها لتستطيع إنقاذ الضحايا. في حين شكر الفنان مصطفى الخاني كلّ دولة ومؤسّسة أرسلت مساعداتها للمنكوبين في سورية، مطالباً برفع العقوبات عن سورية لأن الإنسانية لا تتجزأ، فالضحايا ما زالوا تحت الأنقاض لعدم وجود آليات وسيارات إسعاف وإطفاء بسبب العقوبات. كما أكدت الفنانة ديمة بياعة أن أي كلمة لن تخفّف من وجع من تأذى بالزلزال، إلا أنها بيَّنت أن وجع السوريين واحد، ويجب على الجميع المطالبة برفع العقوبات عن بلدنا الذي عانى ما عاناه خلال الحرب. وأوضحت الفنانة رنا جمول أن ما حدث مؤلم ومصاب جلل في بلد عانى وما زال يعاني من جراء حرب قاسية، مبينة أن هذه الكارثة أثبتت أن السوريين قلوبهم ما زالت عامرة بالمحبة والخير. ودعت الكاتبة والمخرجة لوتس مسعود جميعَ السوريين للتكاتف والتعاون لمساعدة المتأذين من هذه الكارثة بفتح باب التبرعات، شاكرة كلّ من وقف إلى جانب سورية التي كانت أبوابها مفتوحة للجميع، داعية جميع الدول إلى الوقوف الى جانب سورية لأنها بأشدّ الحاجة للمساعدة، ولم يتوانَ الفنانون خلال مقابلاتهم مع وسائل الإعلام العربية والمحلية عن شرح الأوضاع التي يعيشها الشعب السوري في ظلّ الحصار الجائر المفروض عليه، مناشدين العالم أن يتحرك لمساعدته وإنهاء الحصار.