ثقافةصحيفة البعث

بلسمة الآثار النفسية للزلزال على الأطفال واليافعين

اللاذقية- مروان حويجة

لم يغيّب الزلزال وتبعاته النفسية دور الفعل الثقافي وأثره على الأطفال واليافعين الذين راعهم المشهد والموقف كشريحة عمرية أكثر من غيرهم، فكانت دُور الثقافة ومراكزها إحدى مقاصد وملاذات بعض منهم في الساعات الأولى لوقوع الزلزال الدامي، ولتسجّل مديرية الثقافة مشاركة فاعلة مع المجتمع المحلي في التخفيف من آثار أضرار الزلزال، وهذا ما يؤكده لـ “البعث” مدير الثقافة في اللاذقية، مجد صارم، الذي قال: تمّ استنفار جميع العاملين من أجل تقديم الدعم المعنوي والنفسي للمتضررين من الزلزال، وذلك بعد التأكد من السلامة الإنشائية لمبنى المركز الثقافي، وتمّ استقبال جميع الأهالي الذين تضرّروا من الزلزال أو دمّرت بيوتهم وأصيبوا بهلع وخوف، وتمّ فتح المركز الثقافي لهم ريثما يتمّ نقلهم إلى مراكز الإيواء التي جرى افتتاحها في معظم مناطق المحافظة.

وبيّن صارم أنّه تمّ التركيز على الأطفال، حيث تمّ توزيعهم على شريحتين عمريتين: الأولى طفولة مبكّرة من عمر السنة إلى ٩ سنوات، والثانية لليافعين من عمر ١٠ سنوات إلى ١٥ سنة، وقدّم فريق الثقافة لبناء مهارات الحياة وفريق التعلّم المتكامل برامج تعليمية ترفيهية تناسب أعمارهم ومستوى إدراكهم وتتلاءم مع الاختلاف العمري فيما بينهم، ونوّه بتوزيع مجلات وقصص للأطفال، ولم يكن القطاع الثقافي بمنأى عن هذا المصاب الجلل – بحسب صارم – مشيراً إلى أنّ أحد العاملين في المركز الثقافي قضى مع زوجته وابنتيه ونجا ولده، بالإضافة إلى إصابة أحد العاملين هو زوجته فيما توفي ابنه الذي لم يتجاوز السنة والنصف، كما أشار إلى الأضرار الطفيفة التي أصابت معظم المراكز الثقافية في المحافظة، وأكدّ أن العمل جارٍ على تقييم هذه الأضرار بحيث لا تعيق مسار العمل الثقافي.

ويستذكر صارم تلك اللحظات المأساوية الكارثية التي استيقظت فيها سورية فجر الاثنين، على وقع زلزال مدمّر لم تقتصر فيه الخسائر على الجوانب البشرية والمادية، بل طالت الآثار النفسية الكبيرة لدى الأهالي، ولفت إلى أنّ جميع الجهود الآن تمّ وضعها من أجل دراسة واقع الحالة بعد الزلزال.

ولفت صارم إلى أهمية تكامل الجهود والمبادرات والأنشطة بين المؤسّسة الثقافية وفعاليات المجتمع الأهلي من خلال الجمعيات الأهلية التي تُعنى برعاية وثقافة الطفل، إضافة إلى الملتقيات الثقافية بما يحقق تشاركية نوعية في العمل الثقافي وتوثيق جسور التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي.