مدفيديف: سندقّ آخر إسفين في نعش النزعة الاستعمارية الغربية
موسكو – تقارير:
قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف: مثلما ساهم الاتحاد السوفييتي في موت النظام الاستعماري، “فإننا مع دول أخرى سندقّ آخر إسفين بنعش النزعة الاستعمارية الجديدة للغرب”.
وأكّد مدفيديف في مقال على الموقع الاجتماعي “VK”، وموقع حزب “روسيا الموحّدة”، أن العالم الجديد المتعدّد الأقطاب سيكون أكثر تعقيداً، من ثنائية الأقطاب أو أحادية القطب، لكن ذلك سيكون مناسباً لروسيا.
وأضاف رئيس مجلس الأمن الروسي: “ليس لدينا مناطق محظورة للحوار. لم يكن لدى روسيا مستعمرات أبداً. وإذا كان الاتحاد السوفييتي قد ساهم في موت النظام الاستعماري في العالم، فإننا، مع البلدان الأخرى، سندقّ المسمار الأخير في نعش النزعة الاستعمارية الجديدة للغرب”.
وأشار مدفيديف إلى أن “الدول ذات السيادة الحقيقية لم تعُد تخشى إملاءات ما يُعرف بالغرب الجماعي”، كما أنها لم تعُد تخشى العقوبات.
وأوضح أن جزءاً كبيراً من النخب الغربية بات يدرك هذه التغييرات الجارية بشكل جيد.
وقال مدفيديف: إن نفوذ فرنسا في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، آخذ في التراجع بسرعة، وأشار إلى أنه “في العدد الأخير من صحيفة لو إكسبريس الفرنسية هناك توقعات مستقبلية للقوات المسلحة المحلية والسياسة الخارجية بشكل عام، ولا يوجد بينها أي توقّع إيجابي”.
وتطرّق مدفيديف إلى علاقة فرنسا، وأشار إلى أن “جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، دون الكثير من المراسم، قد أشاروا إلى الباب وطلبوا من القوات الفرنسية المغادرة”.
كذلك ندّدت حكومة بوركينا فاسو بمعاهدة المساعدة العسكرية المبرمة في عام 1961.
وأكد أن نفوذ فرنسا مثله مثل نفوذ باقي الدول الغربية يتقلّص بشكل متزايد في مختلف أنحاء العالم.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس أنطوان تشيسكيدي، قال مؤخراً خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “يجب أن تتغيّر طريقة رؤية الأشياء عند التحدّث عن علاقاتنا مع فرنسا على وجه الخصوص، ومع الغرب بشكل عام”.
وأضاف: “أعتقد أنه يجب أن يكون هناك احترام للاعتبارات التي لدينا تجاه بعضنا البعض. يجب أن تتغيّر طريقة التعاون مع فرنسا وأوروبا.. يجب ألا تنظروا لنا نظرة أبوة”.
من جهة ثانية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن صمت الأنظمة الغربية بشأن محاولة اغتيال مؤسس قناة “تسارغراد” التلفزيونية يعني تورّطها الضمني في دعم مثل هذه الجرائم.
وأوضحت زاخاروفا في تصريح صحفي اليوم الاثنين، أن “صمت الأنظمة الغربية، التي عادة ما تكون نشطة للغاية في أي مناسبة للتضييق على الصحفيين، فيما يتعلق بمحاولة اغتيال مؤسس قناة “تسارغراد” قنسطنطين مالوفيف سيعني تورّطها الضمني في دعم مثل هذه الجرائم، وكذلك دعم أيديولوجية كييف المتطرّفة”.
تجدر الإشارة إلى أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أحبط في وقت سابق محاولة اغتيال مالوفيف.
وحسب جهاز الأمن الفيدرالي فإن دينيس كابوستين، الذي خطّط لمحاولة اغتياله، هو المنظم والمشارك في الهجوم على قرى في منطقة بريانسك في وقت سابق.
واتّضح أن الهجوم كان مخططاً له بتفجير عبوة ناسفة مثبتة أسفل سيارة مالوفيف، وفق مخطط شبيه بمقتل الصحفية الروسية داريا دوغينا نهاية العام الماضي.