أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: واشنطن لا تريد إنهاء الحرب في أوكرانيا

موسكو – تقارير:

أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن واشنطن تبذل قصارى جهدها لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا ولا تريد إنهاءها.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله اليوم ردّاً على سؤال صحفي حول مدى قدرة الصين على تغيير مسار الأحداث: “نحن نولي اهتماماً كبيراً لجميع الاعتبارات التي نسمعها من بكين”.

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الصيني تشين جانغ في المؤتمر الصحفي السنوي: إن الجهود المبذولة لتعزيز المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية تعثّرت بشكل متكرّر كما لو أن هناك “يداً خفية” تساعد في إطالة أمد الصراع وتصعيده.

وشدّد بيسكوف على أن العملية العسكرية الخاصة مستمرة، ولا توجد بوادر للانتقال إلى مسار سلمي.

من جهة ثانية أعلن بيسكوف أن روسيا لا تعترف بسقف سعر برميل النفط الذي حدّدته مجموعة السبع، مشيراً إلى أن موسكو تتبع مصالحها فيما يتعلق بالمسألة.

وردّاً على بيان أمريكي أفاد بأن السقف السعري الذي حدّدته مجموعة السبع الكبار يعمل بشكل جيد، قال بيسكوف: اتخذنا بالطبع تدابيرنا الخاصة ردّاً على السقف السعري، ونحن لا نعترف بأي سقف ونعمل بطريقة لا تضرّ مصالحنا، مشيراً إلى أنه في الواقع لا يوجد سقف سعري وذلك بناء على مستوى أسعار السوق في الوقت الراهن.

وكان الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع فرضوا في كانون الأول الماضي سقفاً سعرياً على برميل النفط الروسي، حيث حظر على شركات النقل والتأمين الأوروبية تقديم خدماتها إذا تم بيعه فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل.

وفي سياق متصل، أكّد القنصل الروسي في ولاية هيوستن الأمريكية ألكسندر زاخاروف أن القنصلية العامة الروسية لن تشارك في المنتدى الدولي للطاقة في هيوستن لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً.

وقال زاخاروف في حديث لوكالة سبوتنيك: “للأسف نحن لن نشارك هذا العام لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، تم إلغاء التسجيل في المؤتمر من المنظمين في اللحظة الأخيرة”، مضيفاً: “علاوة على ذلك أوضحوا أن وجود المندوبين الروس في المنتدى أمر غير مرغوب فيه، وعاودوا الاتصال للتأكد من فهمي لعدم الرغبة في مشاركة روسيا بشكل صحيح”.

وتساءل زاخاروف: “كيف يمكن للمشاركين في المنتدى مناقشة وتحليل مشكلات الطاقة العالمية في غياب أحد أكبر منتجي ومصدّري موارد الطاقة”.

ويُقام منتدى هيوستن تحت عنوان “الإبحار في عالم مضطرب.. الطاقة والمناخ والأمن”، وتنظمه وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال بحضور أكثر من 7 آلاف مشارك من بينهم صنّاع سياسات ورواد صناعات ومديرون تنفيذيون للشركات ومستثمرون وباحثون من أكثر من 80 دولة ومنطقة حول العالم.

وفي شأن آخر متصل بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، أكّد القائم بأعمال الممثل الدائم لروسيا لدى الاتحاد الأوروبي كيريل لوغفينوف أن أيّ شكل من أشكال سحب الأموال الروسية المجمّدة في الغرب يتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي، مشدّداً على أنه سيتعيّن على الدول الغربية إعادة هذه الأموال عاجلاً أم آجلاً.

ونقلت وكالة نوفوستي عن لوغفينوف قوله اليوم في تصريح: “مهما كان الشكل الذي يحاولون اختراعه لأخذ الأصول الروسية، فإن أي مخطط يتعارض بحكم التعريف مع المعايير القانونية المقبولة عموماً سيعدّ لصوصية وسرقة موصوفة”، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيضطرّ لاحقاً لتعويض روسيا بخسائر من جيب دافعي الضرائب الأوروبيين.

وأشار لوغفينوف إلى أن الخدمة القانونية لمجلس الاتحاد الأوروبي أقرّت في أكثر من تصريح بأنه سيتعيّن إعادة أصول الدولة الروسية عاجلاً أم آجلاً.

من جهة ثانية، أكدت إيرينا تيازلوفا ممثلة روسيا في اجتماع لفريق العمل المعني بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن الدول الغربية تجنّد قراصنة انترنت لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد موسكو.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن تيازلوفا قولها في الاجتماع التابع للأمم المتحدة: إن “الكتلة الغربية تجنّد بنشاط قراصنة مرتزقة وتستخدم إمكانات المعلومات والاتصالات الخاصة بحلفائها، وكذلك الشركات الخاصة التي تسيطر عليها وتعمد إلى إشراك مستخدمين من جميع أنحاء العالم في أنشطتها الإجرامية”، مبيّنة أنه لا تزال مرافق المعلومات الروسية تواجه هجماتٍ إلكترونية ضخمة تضاعفت عشرة أضعاف منذ إطلاق العملية الخاصة في دونباس.

وأوضحت تيازلوفا أن هذا السيناريو يشمل أوكرانيا كأرض اختبار فالغرب يخصّص أموالاً كبيرة، ويدرّب الأفراد ويقدّم المساعدة الفنية لزيادة الإمكانات الهجومية الإلكترونية لنظام كييف، ولا عجب في أنهم أشركوا كييف في أنشطة مركز الدفاع الإلكتروني التابع لحلف شمال الأطلسي.

ولفتت تيازلوفا إلى أنه في الواقع تسعى دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” علناً إلى عسكرة الفضاء الإلكتروني وزيادة قدراتها الهجومية بشكل نشط وتحسين طرق شنّ هجمات إلكترونية، فهناك أدلة وثائقية كثيرة على ذلك بما في ذلك الإعلان عن قيام كبار المسؤولين بالكشف العلني عن أعمال التخريب السيبراني ضد روسيا.

وكانت صحيفة إزفيستيا الروسية كشفت في كانون الثاني الماضي أن روسيا كانت من الدول الأكثر تعرّضاً للهجمات السيبرانية “الإلكترونية” التي تستهدف شركاتٍ خاصة ومؤسساتٍ حكومية العام الماضي بنسبة 8.4 بالمئة من إجمالي الهجمات ضد بلدان العالم كله.

أمنيّاً، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم مداهمة 23 ورشة لتطوير الأسلحة وتصنيع الذخيرة، بعد عمليات تفتيش وبحث في 27 منطقة روسية.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن الجهاز قوله في بيان: “تمكّن الأمن الفيدرالي بالتعاون مع وزارة الداخلية والحرس الوطني من إحباط الأنشطة الإجرامية لـ59 شخصاً من سكان 34 منطقة في البلاد متورّطين في إصلاح وتطوير الأسلحة القتالية المدنية في الخفاء”، مشيراً إلى أنه تم إيقاف 23 ورشة سرية لتحديث الأسلحة وصناعة الذخيرة، عن العمل.

وتلاحق أجهزة الأمن في المدن والأقاليم الروسية الأنشطة الإجرامية المختلفة، وكذلك الجماعات الإرهابية المحلية الأخرى التي تسعى إلى تحويل عدد من المناطق في روسيا إلى بؤر عدم استقرار.