ثراء الرومي في عيد المرأة
“لا تَنسيْها: أنتِ… وأنتِ تُعدّين الطّعام لصغاركِ وتمارسين طقوس حنانِكِ لا ضيرَ أن تتذكّري أحداً هو أنتِ”، بهذه الكلمات عبّرت الشاعرة والمترجمة ثراء الرومي عن عيد المرأة وتابعت بالقول: ليس انتقاصاً من أمومتكِ أن تشاركي طفلك قضمةً من حلواه المفضّلة، فأنت بذلك تحفّزين فيه العطاء وتنأين به عن الأنانيّة.
وأنتِ تَعُدّين الأطباق التي عليكِ تنظيفها في منزلِك تذكّريها… أنتِ.
وأنت تلهثين خلف التزاماتكِ كزوجةٍ، وعاملةٍ أو حتّى ربّة منزل لا تغفليها أبداً… أنتِ.
ثقافة الإيثار الباذخ قد تنسيكِ نفسكِ وتجعل من حولكِ يعتادون على أنّك شخص مُتاحٌ لكلّ الطلبات المستحيلة وكائن لا يتعب ولا يشكو أبداً، ففكّري بِكِ ولو لبرهة.
أن تحملي أكثر من شعلةٍ كأمّ وربّة منزلٍ بالمقام الأوّل، وكإنسانة تبحثُ عن بصمتها الإبداعيّة والإنسانيّة في كلّ خطوة تقومين بها، فذلك قد يعرّض أصابعك للاحتراق حين تهبّ رياح تلك المشاغل اليوميّة لدرجةٍ قد تغريكِ بالاستسلام لروتين الحياة.
أنا أجد أنّ الله حَباني برسالةٍ تحتّم عليّ الاستمرار مهما تفاقمت الضّغوطات، ربّما أنْحَتُ سويعاتِ اللّيل بإزميل إرادتي لأصنع حلمي هذا وأنا أكتب نصّاً إبداعيّاً أخاطب فيه الأطفال عبر الشّعر والقصّة مستحضرةً الطّفلة التي في داخلي، متوخّية كلّ البساطة في طرح الأفكار دون أن أغفل القيم التربويّة والأخلاقيّة في كلّ ما أكتبه أو أترجمه لهم.
من جانب آخر، لا أسمح لنفسي أن أكون متفرّجة على ما أفرزته الحرب والأوبئة ومن بعدها الكوارث من سيناريوهات، وأخصّ بذلك ما يتعلّق بالأطفال واليافعين الذين هم عماد إعادة البناء، أؤمن أنّه لا زال بإمكاننا أن نغرس في نفوس أطفالنا ويافعينا بذرة شغف القراءة التي باتت مستهجنة وسط طغيان تطبيقات وألعاب يتيحها ما يسمّى بالجهاز الذّكيّ الذي يستنزف وقتهم وطاقاتهم، هي مهمّة تبدو عسيرة للغاية لكن لا بدّ من الإيمان بها وابتكار طرائقَ ناجعةٍ كنشر ثقافة الكتاب المهدى وتحفيز تلك الفئات العمريّة على تغذية أرواحها بالقراءة بكلّ السبل الممكنة. هي رسالة أسعى لترجمتها إلى واقع انطلاقاً من دوري كأمّ ومربّية وقبل كلّ شيء كإنسانة.
كوني أنتِ، وحتماً ستتوهّجين بعطاءات شتّى وتكونين قدوة لكلّ من حولكِ. وليكن شعاركِ: أنا أبدع إذاً أنا ومن حولي بخير.