عبد اللهيان: الاتفاق بين إيران والسعودية ليس موجّهاً ضد أيّ دولة
طهران – وكالات:
أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد، أنّ الاتفاق بين إيران والسعودية على استئناف العلاقات بينهما ليس موجّهاً ضدّ أي دولة، بل “يصبّ في مصلحة دول المنطقة”.
وقال أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني: إنّ “المحادثات مع الرياض، التي تمّت بوساطة صينية، كانت معقّدة وصعبة، لكن المهمّ أنّها أدّت إلى نتيجة واضحة”، لافتاً إلى أنّ “الجانب السعودي أكّد إعادة العلاقات إلى حالتها الطبيعية”.
وأضاف أمير عبد اللهيان: إنّ “الاتفاق بين طهران والرياض يتماشى مع مصالح الشعبين، كما أن هناك قضايا في المنطقة، بما في ذلك اليمن وسورية وأفغانستان وحتى أوكرانيا، التي لها آلياتها الثنائية الخاصة بها”، مشيراً إلى أنّ “طهران تعدّ الحوار المحور الرئيسي في هذه التحدّيات”.
وعن تفاصيل المفاوضات الإيرانية السعودية، أوضح أمير عبد اللهيان، أنّها جرت “على مستوى أميني المجلس الأعلى للأمن القومي في البلدين”، لأن جزءاً مهمّاً من التحدّيات القائمة يتعلق بالقضايا الأمنية.
وأضاف: إنّ “الوفد ضمّ بالإضافة إلى مسؤولين أمنيين، مديرين معنيين بالشأن السياسي، حيث تم عقد ما يقرب من 50 ساعة من المحادثات حتى تم التوصّل إلى اتفاق”.
وحسب الوزير، تم الاتفاق أيضاً على تبادل السفراء وإعادة فتح السفارات خلال مهلة أقصاها شهران.
ولفت أمير عبد اللهيان، إلى أنّ بلاده شكرت سلطنة عُمان والعراق على جهودهما التي تمّ عقد 8 جولات من المفاوضات الأمنية بين السعودية وإيران فيهما.
وفي الإطار نفسه، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني: إنّ “المحادثات بين البلدين كانت صريحة وشفافة وشاملة وبنّاءة”، مشيراً إلى أنّ “إزالة سوء الفهم، والتطلع إلى المستقبل في العلاقات بين طهران والرياض، سيؤدّيان إلى تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين، وزيادة التعاون بين دول الخليج والعالم الإسلامي بشأن إدارة التحدّيات القائمة”.
كذلك قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد حسيني: إنّ “إيران والسعودية هما قوّتان كبيرتان في المنطقة، وخصوصاً أنّ السعودية تحظى بأهمية لدى دول الخليج”، مؤكّداً أنّ “التعاون بين طهران والرياض من شأنه أن يؤدّي دوراً فعّالاً في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية”.
إلى ذلك، صرّح مستشار قائد الثورة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون العسكرية اليوم الأحد، اللواء يحيى رحيم صفوي، أنّ مرحلة ما بعد الولايات المتحدة بدأت في منطقة الخليج مع الاتفاق بين طهران والرياض، واصفاً الاتفاق بالزلزال السياسي.
وقال رحيم صفوي: “إنّ هذا الاتفاق السياسي يُمثّل نهاية الهيمنة الأميركية على المنطقة”، كما أشار إلى أنّ “مرحلة ما بعد الولايات المتحدة بدأت في منطقة الخليج مع الاتفاق بين طهران والرياض”.
وأوضح أنّ “الاتفاق الإيراني السعودي يأتي لمصلحة البلدين ومنطقة غرب آسيا”، معقّباً بقوله: “الاتفاق غير موجّه ضد أيّ دولةٍ في المنطقة”. ولفت إلى أنّ “الاتفاق ثاني أكبر ضربة من الصين موجّهة لأميركا، ويبدو أنّ الصين وروسيا ستساعدان السعودية لتصبح عضواً في منظمة شنغهاي للتعاون”.
من جانبه، أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، أن الاتفاق بين إيران والسعودية يشكّل بداية لتطوير التعاون السياسي الاقتصادي بين البلدين ولمصلحة جميع دول المنطقة، مشيراً إلى أنّ التدخّل الأجنبي كان فعّالاً في إثارة الخلافات بين هذين البلدين الإسلاميين، ومجدّداً التأكيد أن سياسة إيران تتمثّل بالحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة والخليج دون التدخّل الأجنبي، ولافتاً الانتباه إلى أنّ السبب الرئيسي للنزاع في المنطقة هو هذه القوى الأجنبية.
وبيّن قاليباف أن إحياء العلاقات بين دولتين مهمّتين ومتجاورتين خلق الأمل الجاد في أن يكون هذا الاتفاق بداية لتطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين بما يصبّ في مصلحة جميع دول المنطقة، مشدّداً على أن الشرط المسبق لتطوير هذا التعاون هو “مراعاة حسن الجوار وخلق الثقة المتبادلة”.