لقاء سوري لبناني لحل مشاكل وصعوبات تبادل المنتجات الزراعية وانسيابها بين البلدين
دمشق – سانا:
تمحور اللقاء السوري اللبناني في مجال الزراعة الذي عقد بدمشق اليوم حول المشاكل والصعوبات التي تواجه عمليات تبادل المنتجات الزراعية الطازجة والمصنعة، ومستلزمات الإنتاج الزراعي والترانزيت بهدف إيجاد الحلول لها.
وبين وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا أن الهدف من الاجتماع هو الحوار والتشاور لطرح المشاكل التي تعيق عمليات التبادل التجاري للمنتجات الزراعية وتسويقها، واقتراح الحلول المناسبة لاتخاذ ما يلزم من السلطات التنفيذية في البلدين لتقديم التسهيلات وفق الواقع الراهن، بما يدعم المنتجين في البلدين لجهة تسويق منتجاتهم ويساعد المصدرين على تخفيف تكاليف الشحن والنقل.
وأوضح الوزير قطنا أن هذا اللقاء يأتي استكمالاً لأعمال الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة في سورية والعراق ولبنان والأردن والذي اختتم أمس وكأحد نتائجه، ويتيح المجال للقطاع الخاص في البلدين من اتحادات ونقابات ورجال أعمال وتجار معنيين بتسويق المنتجات ونقلها وتصديرها لطرح الصعوبات التي تواجههم وما هو مقترحهم لحلها، لافتاً إلى ضرورة الخروج بورقة عمل تكون بمثابة خارطة طريق للمرحلة القادمة تسهم في زيادة تبادل المنتجات وتقليل تكاليفها بما فيه مصلحة البلدين، ويحافظ على خصوصية المنتجات في كل بلد.
من جهته بين وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن أن هذا اللقاء يفتح الأفق للحوار ويتيح المجال لحل المشاكل العالقة، مؤكداً ضرورة الخروج بمقترحات تخدم البلدين.
بدوره أشار نصري الخوري الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري إلى أهمية اجتماع رجال الأعمال في كلا البلدين لإزالة كل ما يعترض عمليات التبادل التجاري للمنتجات الزراعية والصناعية بين البلدين، وتحقيق التكامل الاقتصادي، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقاً.
وقال رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو: إن هذا الاجتماع مع وفد من رجال الأعمال اللبنانيين يأتي كأحد المخرجات الفورية للاجتماع الرباعي ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها يوم أمس، لافتاً إلى ضرورة الخروج بنتائج أكثر مرونة تطبق بشكل فوري وتحقق فائدة لكلا البلدين.
وبين رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع اللبناني إبراهيم ترشيشي أهمية تقديم حلول قابلة للتطبيق تخفف من التعقيدات وتساعد على زيادة تسويق المنتجات، لأن الفلاحين لا يمكن أن يستمروا بالإنتاج إلا إذا توافرت الأسواق والأسعار المناسبة.
وأكد مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور أحمد دياب أن هذا اللقاء يشكل الخطوة التنفيذية الأولى لمذكرة التفاهم الرباعية، بهدف السعي لتذليل العقبات التي تواجه التجارة البينية بين البلدين للمنتجات الزراعية، والطروحات مقدمة لوضع روزنامة زراعية مشتركة تكون ضابطاً لكميات المنتجات الداخلة والخارجة من البلدين، وهي تعتمد على تقديرات الإنتاج وحاجة الأسواق وتأمين وتبادل مستلزمات الإنتاج الزراعي المتاحة في البلدين.
وبين أمين سر غرفة زراعة دمشق محمد جنن أهمية هذا اللقاء لمناقشة كل الصعوبات وطرح المشاكل واقتراح الحلول المناسبة بحضور السلطة التنفيذية في البلدين، وهذا من شأنه أن ينشط التبادل التجاري ويزيد كمياته بما يعود بالفائدة على الجميع.
حضر الاجتماع من وزارة الزراعة السورية معاونو الوزير الدكتور فايز المقداد والدكتور رامي العلي ومدير الاقتصاد الزراعي الدكتور أحمد دياب، ومن الجانب اللبناني مدير إدارة وزارة الزراعة اللبنانية لويس لحود والقائم بأعمال السفارة اللبنانية بدمشق، ورؤساء اتحادات غرف الزراعة والصناعة والتجارة في كلا البلدين وعدد من رجال الأعمال والمصدرين والمستوردين.
وفي وقتٍ سابق، قام الوزراء بزيارة إلى منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) في ريف دمشق.
واستمع الوزراء خلال الزيارة لعروض شاملة قدمها مدير المركز وخبراؤه عن أكساد ومجالات عملها وتاريخ تعاونها مع الدول الأربع والمشاريع التي تنفذها وقصص النجاح في مجال الإنتاج النباتي وتطوير الثروة الحيوانية ومكافحة التصحر وحصاد المياه وإدارة الموارد المائية واستنباط أصناف جديدة من الحبوب، وما حققته من نتائج بزيادة الإنتاج والإنتاجية في المنطقة العربية، ما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي العربي.
وفي تصريح للصحفيين أوضح وزير الزراعة قطنا أن الهدف من زيارة المركز وضعه بصورة نتائج البحوث والدراسات التي يجريها والتي تهتم بتحقيق الأمن الغذائي ومعالجة كل المشاكل التي تعاني منها الزراعة في الوطن العربي.
وأشار قطنا إلى أن إعادة تأهيل البنى التحتية والمشاريع المدمرة بفعل الحرب الإرهابية تحتاج إلى تعاون وتكامل على المستوى الإقليمي، مبيناً أن اجتماع الدول الأربع أمس هو من أجل تحقيق التكامل في السياسات والإجراءات والبحوث والخبرات.
وزير الزراعة العراقي المهندس عباس العلياوي نوه بتعاون منظمة أكساد المستمر في القطاع الزراعي في ظل التحديات المناخية الكبيرة التي تعاني منها المنطقة، مشيراً إلى أن الأمن الغذائي أحد التحديات ويشكل أولوية لدى الحكومات العربية، وأنه لا يمكن النهوض بالقطاع الزراعي ومواجهة هذه التحديات إلا عبر التعاون مع الجميع، لافتاً في هذا المجال إلى أهمية الاتفاقية الموقعة بين الدول الأربع في تحقيق التكامل العربي ليكون لبنة أساسية لبناء مشروع اقتصادي كبير في المنطقة.
بدوره وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات لفت إلى الدور الكبير الذي تنفذه (أكساد) في الأردن بإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من المشاريع التي نفذها المركز في الدول العربية، ومن خبراته التي يملكها والتي تساعد في إيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالقطاع الزراعي.
من جهته وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن أوضح أن وجود مركز (أكساد) في سورية له دور مركزي في تقريب وجهات النظر وتحفيز العمل الزراعي في المنطقة، مشيراً إلى أن المركز شريك أساسي في تفعيل العمل العربي – العربي البيني من خلال تحفيز العمل الزراعي في كل بلد على حدة.
مدير عام (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد بين أن الزيارة تهدف إلى الاستفادة من المشاريع البحثية التي يقوم بها المركز من استنباط أصناف وسلالات من الحبوب لزيادة الإنتاجية على مستوى المنطقة العربية، حيث يمتلك المركز أكثر من 87 صنفاً من القمح القاسي والطري والشعير والذرة الملائمة للمنطقة العربية، إضافة الى التركيز على مشاريع حصاد المياه، وتطوير الثروة الحيوانية وإنتاجيتها من الحليب واللحم بما يحقق تقليص الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي العربي.
وفي ختام الزيارة اطلع الوزراء على المخابر في المركز والتقانات الحيوية ومراحل زراعة النخيل بالأنسجة.