الطوائف المسيحية تحتفل بالفصح المجيد بإقامة القداديس والصلوات
دمشق – الحسكة – البعث / سانا:
احتفلت الطوائف المسيحية في سورية التي تتبع التقويم الغربي اليوم بعيد الفصح المجيد، عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام، بإقامة الصلوات والقداديس في الكنائس ودور العبادة.
ففي دمشق (ملده شويكاني)، احتفلت مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها برئاسة المطران آرماش نالبنديان الذي أكد أننا “مع عيد الفصح نقوي أملنا وثقتنا.. عيد القيامة يعطي الأمل ببداية جديدة”، وذلك خلال إلقائه عظة العيد، التي تطرق فيها أيضاً وبشكل أساسي إلى كارثة الزلزال، مؤكداً على الأمل ببداية جديدة، وذلك أثناء الاحتفال بعيد الفصح المجيد على وقع الترنيمات في القداس الإلهي، الذي أقيم صباح اليوم، في كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس في حيّ باب شرقي، وبمعاونة الأب الأرشمندريت كابرييل سركيسيان، والأب الكاهن درطارد كيراجيان، وحضور سفير جمهورية أرمينية في دمشق السيد ديكران كيفوركيان والسيدة عقيلته، وأعضاء المجلس الملي في مطرانية الأرمن الأرثوذكس، كما حضر الحفل ممثلو الجمعيات الخيرية والثقافية الأرمنية في دمشق مع حشد كبير من أبناء الطائفة.
كذلك ألقى المطران نالبنديان خلال عظة العيد، عظة صاحب القداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني كاثوليكوس عموم الأرمن، والتي تُتلى من على هياكل جميع الكنائس الأرمنية في مختلف أرجاء العالم، ثم ألقى المطران كلمة قلب، تحدّث فيها عن المعاني السامية التي يحملها عيد الفصح المجيد، داعياً المؤمنين جميعاً إلى الاقتداء بالسيرة الجليلة التي كرّسها السيد المسيح رسول المحبة والسلام في نقله رسالة السماء إلى الأرض.
وتابع: “يصادف اليوم عيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات، والتي تعطي من خلال رسالة عيد الفصح الأمل بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب أنحاء عديدة من سورية والمنطقة، واليوم نحتفل بعيد الفصح لأول مرة بعد الزلزال، لقد صمدت رسالة القيامة مرة أخرى، وستظل صامدة وقائمة”.
وأضاف: بعيد الفصح يردّد الناس مبتهجين مرنمين “المسيح قام، حقاً قام” ويتعزى ذلك اليقين العميق بأن ليس للموت الكلمة الأخيرة المسيح قام …حقاً قام، وفي هذه الأوقات أصبحت الثقة منحة صعبة.. لقد سئمنا من آلام الحياة وتحدّياتها، ومن تأخّر تحقيق آمالنا، واليوم نحن ننتظر القيامة، وقد نكون نحن الجميع هنا وهناك في نهاية قوتنا، وفي عيد الفصح علينا أن نتعامل مع قوة القيامة، وهذا يمكن أن نشعر به بشكل خاص في هذا العام.
وأشار إلى أننا “يجب أن نحتفل بالحياة في عيد الفصح على الرغم من الأزمة، إذ تحوّلت الأزمة إلى فترة جفاف تتطلب الكثير من القدرة على التحمل منا، لكن مع عيد الفصح نقوي أملنا وثقتنا بأن كل تعويذة جافة لها نهاية، وأن الحياة في النهاية تفوز، فعيد الفصح هو عيد الحياة، عيد القيامة الذي يعطي الأمل ببداية جديدة”، مهنئاً أبناء شعب السوري وأبناء الكنائس المسيحية الشقيقة بمناسبة العيد، كما وجّه تهنئة خاصة إلى السيد الرئيس بشار الأسد متمنياً له دوام الصحة والعافية.
وفي دمشق أيضاً، أقيم في كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك البطريركية في حارة الزيتون بدمشق، قداس ديني ترأسه غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وعاونه النائب البطريركي العام المطران نيقولا أنتيبا وعدد من الكهنة الأجلاء، وقامت جوقة الكاتدرائية بخدمة القداس.
وأشار البطريرك العبسي خلال كلمته في القداس إلى المعاني السامية للفصح المجيد، التي تتركز في الابتسامة والفرح والخدمة والإحسان وتظهر في العدل والسلام والغفران.
وقال: “إن السيد المسيح لا يسكن القلوب المتحجرة المغلقة، ولا العقول المظلمة الضيقة، بل القلوب المحبة المنفتحة والعقول النيرة الرحبة”.
ولفت البطريرك العبسي إلى أن الزلازل التي ضربت بلدنا ومنطقتنا وما زالت تتهدّدها وقتلت وشرّدت ونكبت الآلاف، كانت سبباً في تآلف القلوب بين الناس من مختلف الفئات والديانات والدول التي هبت من كل الجهات للمساعدة، مظهرة تعاطفاً وتضامناً محمودين.
وشكر البطريرك العبسي كل من قدم مساعدة للشعب السوري من الأفراد والدول قائلاً: “إننا ما زلنا بحاجة إلى ما يحرّك الضمائر والقلوب التي ما زالت متصلّبة مظلمة متحيزة لا تعرف للإنسانية معنى، ولا تقيم للأخوة البشرية وزناً، نصلي من أجلها لكي يسطع فيها نور المسيح، ونصلي من أجل ضحايا الزلازل وإخوتنا المسيحين والمسلمين، وأن يتقبل الله صيامهم ويبهجهم بالعيد”.
ودعا البطريرك العبسي الله أن يحفظ سورية وشعبها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد وأن يسدّد خطاه في كل عمل صالح، وأن يحفظ جيش سورية ويرحم شهداءه ويشفي جرحاه.
وفي الحسكة (كارولين خوكز)، احتفلت الطوائف المسيحية في مدينة القامشلي التي تسير على التقويم الغربي اليوم بعيد الفصح المجيد، وأقيمت القداديس والصلوات في كنائس المنطقة.
ففي كنيسة القديس هاكوب للأرمن الأرثوذكس، ترأس القداس الإلهي الأرشمندريت ليفون يغيان، الذي دعا في عظته أن تتخلص سورية وشعبها الصامد الذي تعود على الألم، في سبيل الانتصار، من كل الظلم والشر الذي أراده الآخرون لهم، وأن يعم السلام والأمان في بلدنا الحبيب.
وأكّد المشاركون في الصلاة المعاني السامية بعيد الفصح المجيد، داعين الله أن يحفظ سورية ويشفي جراحها، ويرحم شهداءها، ومعربين عن ثقتهم بصمود الجيش السوري وقدرته على تحقيق النصر وإعادة الأمن والاستقرار لكامل ربوع البلاد.