في أسواق الألبسة ..أسعار تمتحن دخل الأسر .. وتحرم الأطفال من فرحة العيد!
دمشق – رحاب رجب
لا تختلف المبررات التي تسوقها الجهات المعنية حول قفزات الأسعار وموجة الغلاء الضاربة في مختلف الأسواق عن سابقاتها من المبررات، حيث عانى الناس وخاصة في شهر رمضان من ارتفاع أسعار الخضر والفواكه واللحوم، واليوم مع اقتراب الشهر الفضيل من نهايته وبدء التحضيرات والاستعدادات لاستقبال عيد الفطر يسيطر الغلاء على أسواق الألبسة.
“البعث”، وخلال جولة استطلاعية لرصد حركة البيع والشراء في أسواق الألبسة قبل العيد، التقت العيد من المواطنين الذين اتفقت أراؤهم على الارتفاع الجنوني لأسعار الألبسة حيث أكدت نها محمد (موظفة) التي كانت تبحث في أحد المحلات عن كسوة العيد وما يناسب أطفالها، أنها لن تستطيع شراء أي شيء فالغلاء كبير ولا يمكن مقارنته بدخلها الوظيفي هي وزوجها، فأي قطعة ولادية لا تقل عن ٥٠ ألف ليرة، وهذا فوق طاقة الأسر التي تعمل ليل نهار لتأمين ملابس العيد، خاصة أن الطفل لا يعي الظرف المعيشي الصعب، واهتمامه يتركز في كيفية ظهوره بلباسه الجديد أمام رفاقه. وأشارت إلى أن لديها ثلاثة أطفال وإذا أرادت شراء قطعة لكل واحد ستحتاج إلى ١٥٠ ألفاً أو ٢٠٠ ألف ليرة كحد أدنى، والطفل لا تكفيه قطعة واحدة ويحتاج لقطعة أخرى بنطلون وقميص أو كنزة، وهكذا.. ففي سبيل تأمين كسوة العيد لأطفالي أحتاج إلى نصف مليون ليرة على أقل تقدير.
أحد أصحاب المحال علل قلة البيع وضعف الإقبال من المواطنين إلى الغلاء بشكل عام، وضعف الدخل إذا ما قورن بأسعار المبيع، وخاصة للألبسة، فالقطعة التي كانت تباع بـ ١٥ ألف سابقا وصل سعرها اليوم إلى ٢٠٠ ألف.. فالبيجامة الولادية سعرها اليوم ١٧٥ ألف ليرة من النوعية الوسط، أما إذا تحدثنا عن الألبسة الرجالية فهنا الطامة الكبرى، فأسعارها مرتفعة وحركة الشراء تكاد تكون معدومة، وأقل طقم رجالي بـ ٤٥٠ ألف ليرة بلا سعر القميص وتوابعه الأخرى، بمعنى أن الموظف يحتاج لـ ٤ رواتب شهرية لشراء طقم متوسط الحال.