الأسواق “حركة بلا بركة”.. وشد الأحزمة هو خيار المواطن
رغم الظروف المعيشية الصعبة يحاول المواطن تأمين متطلبات العيد في ظل التحديات والأزمة الخانقة، تشهد الأسواق “حركة بلا بركة” من المواطنين الذين يحاولون أن يعيشوا فرحة العيد بكل طقوسها وهم مدركون صعوبة تأمين احتياجات العيد من ألبسة وحلويات.
وفي جولة لـ “البعث” على بعض أسواق ريف دمشق اعتبر مواطنون أن أغلب مستلزمات العيد أصبحت خارج حساباتهم في ظل الغلاء الحاصل للمواد بكافة أنواعها مما جعلهم يلجؤون إلى بسطات السكاكر والحلويات التي تباع بـ “الفرط” كما يقال. في وقت استبعد آخرون فكرة شراء الألبسة لأولادهم، مكتفين بالضروري فقط ومن أسواق البالة التي أصبحت كالاسواق الأخرى من ناحية ارتفاع الأسعار.
ومع عجز المواطن عن تأمين نفقات العيد وكسوة أبنائه ولو بأضعف الإيمان يؤكد أصحاب المحال التجارية ضعف الحركة نظراً لانخفاض القدرة الشرائية، ولاسيما أن الأيام التي سبقت العيد لم تكن كما يجب، مشيرين إلى أن الأسواق تكتظ بالناس وأغلبهم يأتون للفرجة ليس إلا!!.
ويوضح خبراء اقتصاديون أن ظروف الحرب ومنعكساتها الاقتصادية مع الحصار الجائر أرخت بظلالها على واقع المعيشة للمواطن، ما أثر على قدرة المواطنين بمجاراة هذه الظروف، خاصة في فترة الأعياد، مشيرين إلى أن الاحتفال بطقوس الأعياد جاء كل حسب إمكانياته واستطاعته، فالفجوة كبيرة بين متوسط الأجر والنفقات اليومية.
ولم يخف متابعون أن معظم الطقوس الاجتماعية تشهد انحساراً نتيجة الوضع النفسي العام، ولكن ليس كالسابق، بل حدثت بعض التغييرات من حيث النوعية والكمية المشتراة لتلبية حاجة هذه الطقوس، فقد انخفضت كميات الحلويات المشتراة من قبل الأسر، وخاصة بعد ارتفاع أسعارها، واتجهت الكثير من الأسر لتصنيع الحلويات في منازلها للتقليل من الفاتورة التي تدفعها، رغم أن تكلفتها ليست قليلة كما لجأ الكثير من الأسر إلى الألبسة المستعملة عبر شراء البالة.
ويؤكد مواطنون أنهم لم يجدوا أمامهم سوى ترشيد الاستهلاك وشدّ الأحزمة لتبقى ضمن إطار الطقوس الخاصة بالأعياد، إذ استعانوا بصفحات التواصل الاجتماعي وما ينشر عبرها من طرق لصناعة الحلويات بأقل التكاليف لكي لا يخرجوا أسرهم من أجواء العيد وخاصة الأطفال.
مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك وعلى لسان مديرها نائل اسمندر أكد استنفار دوريات الرقابة في الأسواق على مدار الساعة لمتابعة ومراقبة الأسعار وتنظيم الضبوط بحق المخالفين .
يُشار إلى أن الأسواق شهدت في الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً في أسعار كافة المواد وخاصة الحلويات والمواد الداخلة في صناعاتها من سمون وزيوت وسكر،إضافة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الألبسة والتي تغيب عنها الرقابة.
علي حسون