يرماكوف يحذّر من زيادة مخاطر المواجهة العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة
موسكو – تقارير:
لا ينفكّ المسؤولون الروس يحذّرون بشدة من احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة يكون طرفاها الرئيسان روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على خلفية الإصرار الأمريكي المتزايد على الانخراط بشكل مباشر في الحرب في أوكرانيا، عبر الدعم المالي والعسكري غير المحدود الذي تقدّمه الإدارة الأمريكية لنظام كييف الإرهابي، فضلاً عن المساهمة الأمريكية الواضحة عبر الاستخبارات في توجيه العمليات الإرهابية التي يقوم بها عناصر الاستخبارات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، والمساعدة التي تقدّمها الأقمار الصناعية الأمريكية في هذا الشأن، والعرقلة المتعمّدة لجميع المحاولات الرامية للوصول إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى ما كشفت عنه موسكو سابقاً من وجود برامج عسكرية أمريكية بيولوجية على الأراضي الأوكرانية مجهّزة لاستهداف روسيا بشكل خاص.
فقد حذّر رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية للرقابة على التسلّح فلاديمير يرماكوف من ازدياد مخاطر المواجهة العسكرية المباشرة، والصدام بين روسيا والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة تاس عن يرماكوف قوله في تصريح: “استمرار واشنطن باتباع مسار المواجهة مع روسيا قد يتطوّر إلى صدام عسكري مباشر بين أكبر قوّتين نوويتين، ولن يكون القلق على مصير معاهدة “ستارت” فقط، الذي سيكون محسوماً ولكن على الوضع في كل العالم”، مشيراً إلى تزايد مخاطر التهديد الرئيسي المتعلق بالتصعيد النووي بين البلدين في حال المواجهة العسكرية المباشرة.
من جانب آخر، أدان أناتولي أنطونوف سفير روسيا لدى واشنطن موقف الولايات المتحدة تجاه منع إحياء ذكرى أبطال الحرب العالمية الثانية من السفارة الروسية.
وقال أنطونوف: “بات يصعب على روسيا بشكل متزايد التواصل مع الولايات المتحدة بشأن أهمية الحفاظ على ذكرى بطولات وأبطال الحرب العالمية الثانية، حيث يتم منع السفارة الروسية والدبلوماسيين الروس للعام الثاني على التوالي من إقامة مراسم تقليدية لوضع إكليل الزهر عند اللوحة التذكارية “لقاء إلبه” التي تشير إلى ذكرى لقاء الجنود السوفييت والأمريكيين عند نهر إلبه في تروجاو بألمانيا، وكذلك زيارة مقبرة فورت ريتشاردسون الوطنية في أنكوريج التي تم دفن العديد من الطيارين الحربيين السوفييت فيها”.
واعتبر أنطونوف أن هذا الموقف يعدّ إهانة ليس فقط لقدامى المحاربين في البلدين، بل لكل من يذكر إنجازهم العظيم.
من جهته، دعا سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف العلماء الروس إلى التصدي للخطط الأمريكية، المتعلقة بشنّ حرب بيولوجية ضد روسيا ودول أخرى.
ونقلت وكالة نوفوستي عن باتروشيف قوله اليوم، في كلمة له خلال اجتماع للمجلس العلمي التابع لمجلس الأمن الروسي: يجب أن يركّز الوسط العلمي في روسيا اهتمامه الثاقب على الدراسات البيولوجية المتخصصة التي تستخدمها الولايات المتحدة في تطوير البرامج العسكرية، كما يجب التصدّي الفعّال للحرب البيولوجية التي يتم تحضيرها فعلا ضدّ روسيا ودول أخرى.
وأضاف باتروشيف: تمّت مناقشة المسائل المتعلقة بمواجهة الولايات المتحدة وحلف الناتو والغرب الجماعي في ظروف الحرب الهجينة التي يتم شنّها ضد روسيا، وإضافة إلى ذلك تم النظر في مسائل تعزيز التعاون مع الهند والصين والدول الإفريقية، وزيادة فعالية مشاركة الجانب الروسي في مجلس القطب الشمالي، ومجلس القطب الشمالي الاقتصادي، وكذلك تم بحث مستقبل نظام بريتون وودز والدولار.
وشدّد باتروشيف على ضرورة تركيز الاهتمام الخاص على عملية التنبّؤ بتطور الوضع في العالم على خلفية الأحداث حول أوكرانيا، وعلى مسائل منع تفاقم الوضع في أجزاء ما بعد الاتحاد السوفييتي، بما في ذلك جنوب القوقاز وبيلاروس وبريدنيستروفيه.