ما حكاية حلب في يوم الرقص العالمي؟
البعث – البعث
حلب مدينة الأدب والطرب، تعشق الموسيقا والرقص، وموروثها المادي والمعنوي صار من التراث الإنساني المسجّل في اليونسكو، ففي كل بيت حلبي لا بد وأن تجد آلة موسيقية، وصوتاً جميلاً يردّد القدود والموشحات، وحيوية تردّد مثلها الشعبي: “من دون طبل راقصين”.
لكن، لهذه المدينة حكاية تراجيدية مع الحرب والزلزال والمآسي، ورغم ذلك، ستظلّ صامدة مثل قلعتها الشامخة، تزيل بالتدريج آثار الظلم والدمار، وتعبّر عن الحياة في مختلف المجالات، وتستمر بالاحتفال مع عدة محافظات في سورية، مع العالم، باليوم العالمي للرقص، لأن الرقص ثقافة فنية واجتماعية وعلاج نفسي أيضاً، ولأن للرقص صوتاً، كما يصرّح شعار الاحتفالية “عندما يكون الرقص صوتاً”، جامعاً بين حركة الجسد الراقية كلغة بصرية مع الصوت تعبيراً عن حاسة الموسيقا المتجدولة من الأذن إلى العقل والقلب.
3 فرق و10 لوحات فنية
وضمن هذه المسارات المشهدية، أحيت حلب يوم الرقص العالمي، على مسرح دار الكتب الوطنية، بمشاركة ثلاث فرق: حكمت للرقص المسرحي، شوشي للفلكلور الأرمني، كارني للرقص المسرحي، حيث قدمت 10 لوحات فنية عكست ثقافات العالم انطلاقاً من رقص السماح الأندلسي، عبوراً برقصة الفالس الثنائية “الدانوب الأزرق”، والتانغو، والهندي، والفلامنغو، والباليه كلاسيك الإفرادي وأدّته الطفلة آنيتّا قزاز، والفلكلور الأرمني، والرقص الشعبي، وصولاً إلى الدبكة المحلية السورية و”زيّنوا المرجة”، وانتهت الاحتفالية بلوحة فنية شارك فيها جميع الراقصين من الفرق المشاركة المتّسمة بأعمار أعضائها المختلفة بين طفولة ويافعين وشباب، وتميّز الأداء بفنيات جميلة متناغمة.
نحلق مع المشاركين والحضور
وعن مشاركته من وراء الكواليس في التنظيم والإشراف الفني على الرقصات والموسيقا والأداء، قال المايسترو شادي نجار: لا شكّ، نؤمن تماماً أن الرقص هو فن راقٍ، ولم تعتد حلب إلاّ على ما هو راقٍ وثقافي، وهو ما يقدّمه مسرح حلب القومي في يوم الرقص العالمي لنحلق مع المشاركين والحضور لسماء الثقافة والفن والرقي من خلال رحلة حول بلدان العالم.
لوحات فسيفسائية راقصة
بدورها، قالت رنا ملكي رئيسة هيئة المسرح القومي بحلب: نحتفل مع العالم بهذا الفن الذي يقدّم لوحات محلية فسيفسائية هي من طبيعة المجتمع السوري وحضارته، وحرصنا على حضور فرق أخرى كالفرقة الشركسية والكردية، ولكن الظروف والوقت لم يسعفانا، إضافة إلى تقديم لوحات عالمية تعكس حضارات العالم ومنها “الباليه”.
“باليه” شرقي غربي
وأخبرنا حكمت صانجيان عن فرقته وعروضها المختلفة، لافتاً إلى أهمية حضور رقص السماح الأندلسي، وفقرة تحية لميادة بسيليس، ولوحة بانوراما الورد المتشكلة من الفلكلور الشعبي لكافة المحافظات، مع تقديم فقرة باليه كلاسيك فردي جمعت فيه الشرقي فيروز وسهر الليالي، والغربي بحركات الباليه المناسبة، إضافة للوحة التانغو.