سياسيون وكتاب عرب: كلمة الرئيس الأسد أمام قمّة جدّة وضعت خطة رؤيوية للحاضر والمستقبل
عواصم – سانا
أكد عدد من السياسيين والكتاب والصحفيين العرب أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية ومشاركة السيد الرئيس بشار الأسد في قمة جدة شكلت حدثاً بارزاً ميّز هذه القمة، وثبّت دور سورية كعامل مهم وأساسي في العمل العربي المشترك.
وفي السياق، أكد النائب اللبناني علي حسن خليل رئيس لجنة الأخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية السورية أهمية مضمون كلمة الرئيس الأسد أمام القمة العربية التي عقدت في جدّة أمس.
وقال خليل: “لا نبالغ إذا قلنا إنكم في خمس دقائق وضعتم الإصبع على مكمن الخلل الذي تعيشه المنطقة ومعها العروبة منذ أكثر من خمسة عقود، وهذا ديدن سياستكم الحكيمة التي تنطلق من الرؤية الواضحة والسياسة الصادقة والانتماء العربي الثابت قبل أي حسابات أخرى ومهما كانت الضغوط والأثمان”.
وأضاف خليل: إن سورية بقيادة الرئيس الأسد لم تنطق سوى بكلام الحق، ولم تعمل سوى لجمع العرب على كلمة سواء كما كانت دوماً، وأثبتت مجدداً أنها مقياس الانتماء للعروبة وقلبها النابض.
وتابع خليل: “إذا كانت هناك فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤون المنطقة عبر التفاهمات وترتيب شؤون البيت العربي عبر المصالحات فإن هذه فرصة إنما توافرت بفضل سياستكم التي تقوم على الصدق والرؤية والثبات وهذا ما تحتاجه الشعوب العربية قبل أي شيء آخر”.
وأشار الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم في مقال بصحيفة الوطن الإماراتية إلى أن سورية كانت وما زالت بلد الطموحات الكبيرة ورغم ما مرت به “فإن أدوات القتل والدمار والتفجير والأحزمة الناسفة كلها دفنت اليوم بنعوشها التي أرادت أن تحول دمشق الى نعش للشعب السوري”، موضحاً: إن عودة سورية تقتضي دعماً عربياً لتتمكن من تقديم إسهاماتها الكبيرة في تقدم العرب وتطورهم.
من جانبه، أكد الكاتب نسيم الخوري في مقال بصحيفة الخليج الإماراتية أن سورية شكلت عبر تاريخها ملجأ دائماً لكل الباحثين عن الأمن والسلام، وهي اليوم تمد ذراعيها مجدداً لأشقائها العرب للنظر إلى المستقبل بعيون تملؤها الآمال والطموحات الواعدة.
وأشار الكاتب إلى أن قمة جدة “تبدو كأنها قمة سورية بل محطة تعد بالخروج نحو المستقبل العربي، يشارك فيها الرئيس بشار الأسد عقب سنوات مثقلة بالتهديم وبعثرة الأزمنة العربية بالكوارث والتشظيات والحروب الهائلة التي دمغت العقد بمآسي ما سمي الربيع العربي”، مشدداً على أن سورية ستبقى دائماً محمية من كل ما يهددها ويستهدف شعبها وأمنها واستقرارها.
وأكد الكاتب الصحفي محمد صادق الحسيني في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية أن القمة العربية في جدة “كانت قمة الرئيس الأسد بامتياز”.
ونوه الكاتب بأن كلمة الرئيس الأسد في القمة “المصاغة بعناية بالغة، استطاعت عملياً رد الصاع صاعين للمخططات الأمريكية ضد سورية”، معتبراً أنها ميزت الطروحات والتحديات التي تواجه الأمة حالياً، وسبل التصدي لها.
ولفت الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاولت التشويش على عودة دور سورية الفاعل في الإقليم عبر قمة جدة لكن هذه المحاولات “لم تغير مطلقاً اتجاه الرياح التي وصلت إلى ميناء جدة معززة بموازين الميدان وبكل حزم وقوة على لسان الرئيس الأسد ممثلاً لمحور المقاومة”.
بدوره قال مدير مركز (دال) للإعلام المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر: إن الرئيس الأسد “رسم في 5 دقائق معالم خطة رؤيوية ليس لها علاقة بالحاضر فقط بل بالمستقبل أيضاً”، لافتاً إلى أن مشاركة الرئيس الأسد في القمة كانت الحدث الأبرز الذي خطف الأضواء.
وتحت عنوان “عودة رجل شجاع”، رأت صحيفة الأخبار اللبنانية أنه “يمكن القول، إن لحظة سورية الدولة حانت بالفعل، وعودتها إلى الجامعة العربية باتت الحدث الأبرز”.