تضاعف تكاليف إنتاج الثوم هذا الموسم.. واتحاد الفلاحين: هناك وفرة تزيد عن حاجة السوق المحلية
دمشق – محمد العمر
مع بداية إنتاج محصول الثوم لهذا الموسم المقدّر بـ40 ألف طن تنخفض أسعاره اليوم في الأسواق المحلية إلى مستويات متدنية، مقارنة مع التكلفة وفاتورة الفلاح المرتفعة، حيث تتراوح أسعار مبيع الثوم محلياً في سوق الهال بين 1000 و1500 ليرة، وهي أسعار للأسف أقل من سعر التكلفة الموضوعة في الزراعة بحسب منتجي محصول الثوم!.
عدد من الفلاحين أكدوا لـ”البعث” أن التكاليف المدفوعة لزراعة الثوم هذا الموسم اختلفت عن العام الماضي والذي قبله بكثير، وتضاعفت إلى أرقام قياسية لم يكن تصورها، وبات سعر الكيلو الثوم يصل إلى السوق بأقل من ألف ليرة، أما الأسعار في الأسواق بعد وصولها للتاجر فهي بأكثر من ألفي ليرة، في وقت كان الكيلو منذ عامين يكلف دون 400 ليرة، وتكلفته اليوم تتجاوز 2500 ليرة، مطالبين السورية للتجارة أن تتدخل بشكل أوسع وتنقذهم من كابوس الخسائر المتتالية، فكميات الإنتاج -حسب قولهم- وفيرة وهذا واضح بشكل كبير من خلال الكميات المعروضة في الأسواق، مما يستوجب فتح التصدير وأسواق خارجية أخرى لتصريف الإنتاج.
ودعا منتجو الثوم إلى ضرورة تدخل السورية للتجارة لاستجرار محصول الموسم كثوم أخضر كونه في بدايته، ويتم التعامل معه كمحاصيل الفول والبازلاء والبطاطا، ولاسيما أن هذا التدخل بالنسبة لهم يغطي جزءاً من التكاليف ويغني عن الحلقات الوسيطية ويوفر قيمة العمولات التي يتقاضونها، ناهيك عن توفير أجور نقل المحصول إلى أسواق الهال، وثمن العبوات، الأمر الذي يخفّف من فاتورة الإنتاج الزراعي ويعود بالفائدة على الزراعة والاقتصاد ككل.
بدوره رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد خليف أوضح أن الاتحاد لا يدخر جهداً في مساعدة الفلاحين، وهو يواصل بشكل حثيث للعمل في تسويق أي محصول زراعي كان ضمن المستطاع وفتح المجال الممكن لتسويق إنتاجهم الزراعي بأسعار ملائمة تضمن عدم تعرضهم للخسائر وتحميهم من احتكار التجار والسماسرة، وبيّن خليف أن هناك موافقة من اللجنة الاقتصادية بعد اجتماعات عدة مع الاتحادات في المحافظات بالسماح بتصدير كميات من الثوم بعد الوفرة وتأمين حاجة السوق المحلية، وإعادة النظر بالسعر ورفع ثمنه بما يخدم الفلاح ويعوّض جزءاً من خسائره جراء ارتفاع التكاليف الباهظة، لافتاً إلى وجود إنتاج جيد من محصول الثوم والبصل يزيد عن حاجة السوق المحلية.
المستفيد هو التاجر
الخبير التنموي أكرم عفيف من جهته أكد أن الفرق الشاسع بالسعر بين المحافظات بمحصول الثوم يعني أن الفلاح خاسر حقيقي بهذه الزراعة، وذلك بين تحميله وتجديله وأجور الحصاد والشحن وأجور العمال والكمسيون المدفوع لسوق الهال، مضيفاً: لو كان الفلاح يعرف أن إنتاجه سيتمّ تسويقه بهذه الأسعار المتدنية ما زرع بالأصل، ولكن تبقى أمور تخطيط الإنتاج وتنظيمه وضبابية الرؤية للتسويق كزراعة ككل تحديات ماثلة أمام الزراعة دون حلول تذكر، وهذا هو حال الفلاح بمادة البصل حين وصل إلى سعر 15 ألف ليرة، لكن عند الفلاح تبقى مسألة التسويق مختلفة لا تتعدى تكلفته، والمستفيد هو التاجر الذي يربح على حساب غيره، وفي وقت كان المواطن يخزن الأعوام السابقة من الثوم بين 10 كيلو و25 كيلو غرام، فإنه اليوم لا يخزن إلا القليل منه تناسباً مع قدرته الشرائية المتدنية.
وبيّن عفبف أنه لو تدخلت السورية للتجارة وأخذت المحصول كثوم أخضر من الحقل وباعته بشكل مباشر لاستفادت واستفاد الفلاح بتصريف الإنتاج دون خسائر، فشحن الإنتاج بسيارات تابعة للسورية للتجارة دون تحميل الفلاح أي تكلفة أو عناء ومن ثم طرحها في الصالات والمنافذ التابعة لها في دمشق وغيرها من المراكز بأسعار منافسة، ينشط العمل الزراعي ويحلّ مشكلة التسويق والتحديات الأخرى، داعياً إلى ضرورة فتح باب التصدير بكميات كبيرة من الثوم الأخضر، خاصة وأن الموسم جيد، لكن القرارات -وفق رأيه- دوماً تأتي متأخرة، والمطلوب ألا تتكرر مسألة البصل مرة أخرى مع محصول الثوم!!.