المقاومة الفلسطينية: مستمرّون حتى طرد الاحتلال وتحرير فلسطين
الأرض المحتلة – تقارير:
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسعاً على الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، واقتحمت بعددٍ كبير من القوات والآليات العسكرية عدداً من مدن وبلدات الضفة، وقوبلت بمقاومة من الشبان الفلسطينيين الذين خاضوا مواجهاتٍ معها، وأسفرت الاقتحامات عن إصابة واعتقال العشرات من الفلسطينيين وهدم منزل عائلة شهيد.
في الأثناء، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر بياناً أكّدت فيه، أن اقتحامات المستوطنين اليومية لساحات المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال تمثل عدواناً خطيراً على قدسيّته.
وأضافت الفصائل في بيان لها: إن اجتماع حكومة الاحتلال المتطرّفة في أحد الأنفاق تحت حائط البراق لن يصنع لها شرعية، موضحةً أن المسجد الأقصى سيبقى مُقدّساً إسلامياً خالصاً وكل مساعي الاحتلال في تقسيمه لن تنجح.
وشدّد البيان على أن الاحتلال يتحمّل كامل المسؤولية عن تداعيات استمرار انتهاكه لحرمة المسجد الأقصى واستفزازه لمشاعر الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه لن يسمح باستمرار ذلك أو بتغيير الواقع داخل المسجد الأقصى مهما كلّف ذلك من ثمن.
ودعت الفصائل، جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 48 إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وتكثيف الرباط فيه دفاعاً عنه وإفشالاً لمخططات الاحتلال التهويدية والاستيطانية.
وأشارت إلى أن المقاومة مستمرة حتى طرد الاحتلال وتحرير فلسطين وعودتها إلى حضنها العربي والإسلامي.
كذلك أكّدت الفصائل ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني على برنامج المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت، قائلةً: إن وحدة شعبنا على خيار المقاومة شرط أساسي في تحقيق الانتصار.
وشدّدت على معادلة وحدة الساحات وترابط جبهات المقاومة في مواجهة المحتل، موجّهة التحية لسرايا القدس وغرفة العمليات المشتركة التي أربكت حسابات الاحتلال وأكّدت وحدة الخندق والبندقية والهدف في معركة “ثأر الأحرار”.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن الإدانات الدولية للاقتحام الاستفزازي الذي قام به الوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك يوم الأحد الماضي لا ترتقي إلى مستوى المسؤوليات السياسية والقانونية والأخلاقية، التي تقع على عاتق الدول والمجتمع الدولي في وقف انتهاكات الاحتلال وجرائمه.
ورأت الخارجية في بيان، أن هذه الإدانات غير كافية، وتندرج في إطار النمطية التقليدية لردود الفعل الدولية التي تكتفي بعبارات الإدانة والتعبير عن القلق دون أن ترتبط بإجراءات وتدابير عقابية في حال عدم التزام الاحتلال بالقانون الدولي.
وأشارت الوزارة، إلى أن الاحتلال بات يتعايش مع تلك الصيغ التي تكتفي بها الدول والمجتمع الدولي، دون أن تقترن بضغوط حقيقية تجبر حكومته على التراجع عن تنفيذ المزيد من مخططاتها الاستعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين، التي تقضي على أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكدت، أن التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية يتطلب موقفاً دولياً حقيقياً يجبر الاحتلال على وقف مخططاته التهويدية في مدينة القدس المحتلة والضم التدريجي للضفة الغربية، واتخاذ ما يلزم من العقوبات ضده لضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدّمتها القرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه.
جاء ذلك في وقت جدّد فيه عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته وقرب أبوابه.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، بلدة قباطية في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات مسلّحة عنيفة بين مقاومين وقوات الاحتلال في أرجاء البلدة عقب اقتحامها، وأطلق المقاومون صليات كثيفة من الرصاص تجاه القوات المقتحمة، وألقوا عدداً من العبوات الناسفة المحلية الصنع تجاه الجيبات العسكرية لجيش الاحتلال.
بدورها، أعلنت كتيبة جنين- مجموعات قباطية “أنها تصدّت لقوات الاحتلال المقتحمة للبلدة، وأمطرتها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجّرة.
في الأثناء، فجّرت قوات الاحتلال منزل الشهيد معتز الخواجا في بلدة نعلين في رام الله، بعد حصار دام أكثر من 4 ساعات، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
وكانت حاصرت قوات كبيرة تابعة للاحتلال منزل الشهيد الخواجا فجر اليوم تمهيداً لهدمه، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب منازل الأهالي في الحارة الشرقية في بلدة نعلين، ما أدّى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح، كما قامت بتفتيش عدة منازل وأجبرت سكانها على مغادرتها، بينما اندلعت مواجهات عنيفة بين مجموعة من الفلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها للبلدة.
وكان الشهيد معتز الخواجا 23 عاماً قد نفّذ عملية إطلاق نار في شارع ديزنغوف في مستوطنة تل أبيب في 9 آذار الماضي، أسفرت عن إصابة 5 مستوطنين، قبل أن يرتقي شهيداً.
في سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية بلدات الطور وجبل المكبّر وسلوان بمدينة القدس المحتلة، وبيت فجار والخضر وحوسان غرب بيت لحم، والعوجا شمال أريحا، والمغير وبير زيت شمال رام الله ومخيم الأمعري جنوبها، وسالم ومنطقة المساكن الشعبية في نابلس، ومخيم العروب شمال الخليل، واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أسفر عن إصابة أربعة شبان، أحدهم وصفت جروحه بالخطيرة، بينما اعتقلت 13 آخرين، كذلك اعتقلت 14 فلسطينياً بعد مداهمة منازلهم، والعبث بمحتوياتها في قرية صندلة بالأراضي المحتلة عام 1948، كما اعتقلت شاباً من قرية الجلمة شمال شرق جنين أثناء مروره على حاجز زعترة جنوب نابلس.