18 مليون ليرة كلفة عملية تبديل مفصل الركبة.. والنساء الأكثر عرضة للإصابة
دمشق – لينا عدره
تتراوح تكلفة عملية تبديل مفصل الركبة وسطياً مابين 15 إلى 18 مليون ليرة، لتتفاوت الأسعار بشكلٍ ملحوظ من مشفى لآخر، علماً أن سعر المفصل ارتفع خلال هذا الشهر فقط لأكثر من 5 ملايين ليرة، وفق ما ذكر مصدرٌ طبي.
هذا وتشهد عيادات العظمية ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد المرضى الذين يعانون من تنكس ركبة، فمن بين كلّ عشرة مرضى حكماً هناك 3 على الأقل لديهم مشكلة صحية، لكن هذا لا يعني أنهم بحاجة لتبديل مفصل، لتُسجِّلَ النساء النسبة الأكبر، فمقابل كل 4 نساء رجل واحد مصاب، ولتُشكِّل فئة المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 70 عاماً الشريحة الأكبر بنسبةٍ تُقدّر بنحو 40% وفق ما ذكر رئيس الشعبة العظمية في مشفى المواساة الجامعي الدكتور ياسر اسكندر الذي أكد أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الأشخاص الذين يلزمهم تبديل مفصل، منوهاً بأن هذا المرض أو التطور المرتبط بالتقدم بالعمر لا علاج له، أو بمعنى آخر العلاج يكون بالعمل على الأعراض ومحاولة معالجة العَرض والأسباب التي تؤدي إلى انتقاله من مرحلة لأخرى، خاصةً وأن وصوله من المرحلة الأولى للرابعة يحتاج لسنوات، ما يعني أن اكتشافه في المراحل الأولى من الممكن أن يُؤخّر الفترة الزمنية التي يلزمها انتقاله للمراحل المتقدمة، شريطة أن يتعاون المريض مع طبيبه.
وأشار اسكندر إلى ما أكدته مجمل الدراسات والتوصيات العالمية “الخاصة بالداء التنكسي في درجته الرابعة” والتي أثبتت عدم فعالية الحقن المرممة والبلازما أو حتى الخلايا الجذعية والتنظير المفصلي، لتقتصر فائدتها الوحيدة على تسكين الألم لفترة زمنية بسيطة جداً واللعب على العامل النفسي، هذا إذا لم تعرِّض المريض لمشكلات إضافية كالتهابٍ أو إنتانٍ قد يفقده فرصة إجراء عملية تبديل مفصل، مضيفاً إمكانية استخدام الكورتيزون في حالة واحدة فقط -وهنا نتحدث عن المراحل المبكرة- هي التهاب غشاء زليل أو في حال كان الألم ذا منشأ التهابي، موضحاً أن استخدامه في مثل هذه الحالة هو الأنسب، خاصةً وأنه الأرخص ثمناً.
وفيما يخصّ نسب نجاح عملية تبديل المفصل عالمياً، بيّن اسكندر أنها تتجاوز 90% منوهاً بإمكانية إجرائها مجاناً في بعض المشافي الحكومية دون حساب ثمن المفصل الذي يتوجب على المريض شراءه من خارج المشفى، علماً أن كلفة هذا النوع من العمليات في الفترة التي سبقت الحرب كانت صفراً في مشفى كالمواساة، شرط أن يحضر المريض شهادة فقر حال. وأشار اسكندر إلى أن معدل العمليات انخفض للنصف في الوقت الحالي ليبلغ شهرياً عشر عمليات مناصفةً ما بين ورك وركبة، في حين كان قبل سنة من الآن عشرين عملية أيضاً بالمناصفة بين ركبة وورك، ومردُّ هذا الانخفاض يرجع لعاملين أساسيين، الأول يتمثّل بضعف إمكانيات المستشفيات، فيما يتمثَّل الآخر بمشكلة التخدير نتيجة عدم وجود أطباء تخدير، لافتاً إلى أن متوسط الفترة الزمنية للعمل الجراحي تتراوح مابين ساعة ونصف لساعتين ونصف، يتمكن المريض بعدها من المشي بشكلٍ خفيف في اليوم 3 من العملية، ليبدأ الألم الشديد بالانخفاض بشكلٍ تدريجي خلال أشهر لغاية أن تأخذ الركبة وضعها الطبيعي، مشدداً على نوعية المفاصل المستخدمة والتي تعتبر الأفضل عالمياً، إضافةً إلى النتائج الممتازة للعملية ونسب الاختلاطات التي تعادل العالمية.
كما أشار اسكندر إلى أن هناك جملة أسباب تقف وراء تخرّب المفصل، منها رضيّ أو مرضي أو الداء التنكسي الأكثر شيوعاً، الذي نلحظه بعد سن الخمسين ويبدأ بالظهور في عمر أقل إلى أن يصل لاحقاً للدرجة الرابعة التي يُصبح فيها تبديل المفصل لزاماً، منوهاً بإمكانية تطور الوضع ليصبح ثنائي الجانب أي في الركبتين نتيجة تحميل الوزن على الجهة الأخرى، لافتاً إلى إمكانية التحكّم ببعض عوامل الخطورة المؤدية لالتهاب مفصل الركبة من خلال تجنّب الوقوف الطويل والإجهاد المتكرر والوزن الزائد، مبيناً أن انتشاره بين النساء ربما يرجع إلى طبيعة وأسلوب حياة الكثير من السيدات اللواتي يلزمن المنزل ولا يمارسن الرياضة، مشيراً إلى أن المبالغة في الأعمال المنزلية والإجهاد المرافق لها وفق ما بيّنته الدراسة والتجربة ليس إلا زيادة جهد وتعب وليس كما تعتقد بعض السيدات أنها نوع من أنواع الرياضة المفيدة.