أخبارصحيفة البعث

شهيدٌ خلال اقتحام الاحتلال مدناً في الضفة.. والمقاومة تتصدّى

الأرض المحتلة – تقارير:

كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث استُشهد فلسطيني وأصيب واعتقل آخرون اليوم خلال اقتحام قواته مناطق متفرقة في الضفة الغربية، بينما أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أنها أفشلت محاولة الاحتلال اقتحام مخيم جنين.

وفي الأثناء، أعاد مستوطنون إسرائيليون، بناء مدرسة دينية في موقع مستوطنة “حومش” المخلاة، المقامة على أرض فلسطينية خاصة في شمال الضفة، على الطريق الواصلة بين محافظتي نابلس وجنين، وذلك بتصديق وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الأمر الذي عدّته خارجية السلطة الفلسطينية تصعيداً خطيراً، مشدّدة على أن الاستيطان جريمة وفق القانون الدولي.

وفي التفاصيل، اقتحمت قوات الاحتلال فجراً مدينة جنين من عدة محاور وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة ثمانية فلسطينيين، بينهم الأسير المحرّر أشرف إبراهيم الذي استُشهد في وقت لاحق متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال، كما قامت باعتقال ستة آخرين.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أنها أفشلت محاولة الاحتلال اقتحام مخيم جنين.

وجاء في بيان للسرايا، أن “قوات الاحتلال وآلياته دخلت في أكثر من محور إلى المخيم في محاولة لتشتيت المقاومين الذين تمكّنوا من تحويل عملية الدفاع إلى هجوم”.

وقالت السرايا: إن “المقاومين تمكّنوا من توجيه ضرباتٍ مكثفة صوب قوات الاحتلال وآلياته التي تمركزت في الحي الشرقي، وأمطروها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجّرة، محققين إصاباتٍ مباشرة”.

وأوضحت كتيبة جنين أن عناصرها استهدفوا آليات الاحتلال في محيط المخيم بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص وأجبروها على التراجع.

ووفقاً للبيان، تم أيضاً تنفيذ عمليات استهداف لقوات الاحتلال في البيادر وشارع الناصرة والمراح والمنطقة الشرقية، وسط اشتباكاتٍ عنيفة معها.

في سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال مخيم عسكر شرق نابلس وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أسفر عن إصابة خمسة عشر فلسطينياً بحالات اختناق، بينما اعتقلت ثلاثة شبان واقتحمت بلدات بيت حنينا في القدس ودورا في الخليل وطمون في طوباس، واعتقلت أربعة فلسطينيين.

إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال لليوم السابع عشر إغلاق المدخلين الرئيسيين لقرية المغير شرق رام الله، وتمنع الفلسطينيين من الدخول إليها أو الخروج منها.

كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال شرق أريحا وقرية أرطاس جنوب بيت لحم، وهدمت منزلين وشرّدت قاطنيهما.

من جانبهم، أعاد مستوطنون، بناء مدرسة دينية في موقع مستوطنة “حومش” المخلاة، المقامة على أرض فلسطينية خاصة في شمال الضفة، على الطريق الواصلة بين نابلس وجنين، وذلك بتصديق وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: إن ما يحدث على أرض الواقع يُنذر بكارثة في ظل أطماع المستوطنين في بناء ما يسمّى “حومش الكبرى”، ويعدّ صفعة في وجه المجتمع الدولي والبعثات الدولية التي زارت المنطقة، وأكّدت أنها أراضٍ فلسطينية.

وأضاف دغلس: إن عودة المستوطنين إلى هذه الأراضي جاء بقرار وغطاء سياسي من حكومة يمينية متطرّفة، لا تفكّر إلا في تعزيز الاستيطان والاستيلاء على المزيد من الأراضي.

وتابع: “نحن سنقطع الطريق عليه من خلال المقاومة الشعبية وبجاهزية عالية، في إطار الدفاع عن أراضينا حتى إفشال هذا المشروع”.

يُشار إلى أن مستوطنة حومش التي أخلاها الاحتلال عام 2005 مقامة على 923 دونماً من قمّة جبل القبيبات الذي تقع على سفحه قريتا برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين بالضفة الغربية.

وفي الشأن ذاته، أحرق مستوطنون أشجار نخيل في بلدة برقة شمال غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وأوضح دغلس، أن مستوطنين اقتحموا البلدة، وأحرقوا أشجار نخيل، مشيراً إلى أن البلدة تتعرّض لاعتداءات يومية من المستوطنين في محاولة منهم لفرض أمر واقع عقب قرار الاحتلال إعادتهم إلى مستوطنة “حومش”.

وفي قطاع غزة المحاصر، توغّلت خمس جرافات وعدة آليات عسكرية للاحتلال شرق رفح جنوب القطاع، وجرّفت أراضي زراعية.

سياسياً، أكّد المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن جميع المستوطنات “الإسرائيلية” على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية، مشدّداً على أن بيانات الشجب والاستنكار الدولية لم تعُد كافية لمواجهة ممارسات الاحتلال العدوانية.

وقال أبو ردينة: إن جميع المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين غير شرعية، مضيفاً: إن قرار الاحتلال إعادة المستوطنين إلى مستوطنة “حومش” مدانٌ ومرفوض، ويمثل تحدّياً للمجتمع الدولي.

وأشار أبو ردينة، إلى أن جميع قرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار الأممي 2334 أكّدت بكل وضوح أن جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بما فيها المقامة شرق القدس مخالفة للقانون الدولي ويجب إزالتها.

من جانبها، أكّدت خارجية السلطة الفلسطينية أن قرار الاحتلال إعادة المستوطنين إلى مستوطنة “حومش” تصعيد خطير، مشدّدة على أن الاستيطان جريمة وفق القانون الدولي.

وأدانت الخارجية، جميع عمليات الاستيطان بما في ذلك إقدام مستوطنين على إقامة وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة “حومش”، مشيرةً إلى أن هذا الإجراء وتصعيد المستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين وعمليات شق الطرق الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي، تندرج في إطار تنفيذ الاحتلال مخططات ضمّ الضفة الغربية تدريجياً.

ولفتت الخارجية إلى أنها ستتابع العمل مع المحكمة الجنائية الدولية وصولاً إلى وقف جرائم الاحتلال ومحاسبة مرتكبيها.