الخارجية الروسية تحذر من لجوء نظام كييف إلى استفزازات نووية
موسكو- سانا
حذّرت وزارة الخارجية الروسية اليوم من لجوء نظام كييف إلى استفزازات نووية من خلال دراستها إمكانية تفجير منشأة تخزين الوقود النووي المستنفد في خاركوف.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم الوزارة قولها: “نتلقّى تقارير عن أعمال إرهابية أخرى وبسبب إخفاقات نظام كييف العسكرية في المواجهة مع روسيا يفكّر في تفجير منشأة تخزين الوقود النووي المستنفد في خاركوف، ثم اتهام موسكو لاحقاً بشن هجوم صاروخي على منشأة نووية”.
ولفتت زاخاروفا إلى أن نظام كييف أوصل نفسه إلى حافة الهاوية ودفع بها إلى الطريق المسدود، وأصبح يعجز عن الخروج وعن إيجاد الإرادة اللازمة للاعتراف بأنه باع البلاد والشعب والتاريخ.
وأكّدت زاخاروفا أن نظام كييف والتنظيمات المتطرّفة سيوجّهان إرهابهما تجاه من قام برعايتهما من الدول الغربية، وقالت: “للتذكير، التنظيمات الإرهابية دعمها الغرب ورعاها وقام بتقويتها ظناً منه أنها ستخدمه في قتل الآخرين لكن تبيّن أنه قام بتربيتها لتنقلب ضده”.
وأضافت: “مخطئ من يشكّ بأن نظام كييف لن يوجّه إرهابه لاحقاً ضدّ من قاموا برعايته”.
وفي سياق متصل، أعلنت زاخاروفا عن تسرّب المواد الخام نتيجة تفجير أنابيب الأمونيا “تولياتي أوديسا” في منطقة خاركوف، وقالت: “تعطّلت وتوقفت عن العمل إحدى محطات الضخ وعند وقوع الحادث عملت صمامات السدّ، لكن رغم ذلك حدث تسرّب للمواد الخام ووفقاً للتقديرات الأولية ستستغرق أعمال الصيانة والإصلاح ما يقرب من شهر إلى ثلاثة أشهر في حال توفرت إمكانية الوصول إلى مكان التفجير”.
ولفتت زاخاروفا إلى أنه “بعد الحادث قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه يستطيع حل المشكلة لكن لا يعني أنه مستعد لاستئناف نقل الأمونيا”، مشيرة إلى أن “الطرف الوحيد الذي لم يكن مهتماً بإعادة تنشيط خط الأنابيب هو نظام كييف”.
وشدّدت زاخاروفا على أن السلطات الروسية ستبذل جهودها لمعرفة وتحديد ملابسات الحادث.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق، أن ردّ فعل دول الغرب الجماعي على حادث محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية كان متوقعاً تماماً.
وقالت زاخاروفا في حوار مع إذاعة سبوتنيك اليوم: إن “ردّ فعل الغرب يمكن التنبّؤ به بنسبة 100 بالمئة في مثل هذه الحالات.. إنه يعكس رغبة لا حدود لها لإلقاء اللوم على روسيا في كل ما يحدث، بغض النظر عما إذا كان يحدث بالفعل أو أنه من نسج الخيال”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الحملة الإعلامية التي تتهم موسكو بشن هجوم على المحطة أصبحت جزءاً من الحرب الإعلامية الغربية ضد روسيا، التي تهدف إلى زيادة تمويل نظام كييف، وقالت: “هذا جزء من الحرب الإعلامية والنفسية، يتمثل في المحاولات التي لا تتوقف لربط كل ما يحدث داخل بلدانهم وخارجها ببلادنا، من أجل إبقاء السكان في الدول الغربية، متأثرين بالموقف الهستيري من روسيا والتطوّرات حولها”.
وأكّدت زاخاروفا أن حادث محطة كاخوفكا يجب أن يصبح جزءاً من تحقيق دولي.
في سياق متصل، أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد من استمرار الأزمة الأوكرانية، مشدّداً على ضرورة تغيير نظام كييف النازي الذي أنشأته واشنطن ولندن، وتكريس وضع الدولة المحايدة لأوكرانيا.
وخلال اجتماع عقده مع نظيره البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش في مينسك اليوم قال باتروشيف وفقاً لموقع روسيا اليوم: “واشنطن ولندن هما اللتان أنشأتا نظام كييف النازي الذي يجب تغييره وتكريس وضع دولة محايدة لأوكرانيا”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تشنّ حرباً غير معلنة على روسيا وبيلاروس حيث لا يخفي الساسة الغربيون ذلك.
وأشار إلى أنه ليس هناك حرب بين شعبي روسيا وأوكرانيا وإنما هناك عدوان أمريكي صريح فقط، مؤكداً أن الولايات المتحدة المستفيد الوحيد من استمرار الأزمة الأوكرانية.
ووصف باتروشيف تدمير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية بأنه “هجوم إرهابي آخر مخطّط له من نظام كييف”، لافتاً إلى أنه قبل يوم من انهيار المحطة تم بإيعاز من كييف تصريف كمية كبيرة من المياه عبر محطة دنيبريوبيتروفسك للطاقة الكهرومائية الخاضعة لسيطرة أوكرانيا ثم تجدّد استهدافها.
وأكّد باتروشيف أنه يجب أن تتحمّل الولايات المتحدة وبريطانيا وشركاؤهم في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين ينسقون تحرّكات كييف المسؤولية عن وضع محطة كاخوفسكايا المنكوبة.
وشدّد باتروشيف على أن الوضع في أوكرانيا يجعل تعميق التعاون الروسي البيلاروسي في مجال الدفاع أمراً حيوياً.
بدوره، أكّد ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن روسيا مدعوّة للجم نظام كييف، والتخلّص من هذا النظام النازي.
ونقلت سبوتنيك عن مدفيديف قوله على تليغرام اليوم: “نحتاج إلى لجم العدو وشنّ هجوم يهدف اليوم ليس فقط لتحرير أراضينا وحماية شعبنا، وإنما الإطاحة الكاملة بنظام كييف النازي”.
وأضاف: “لا ينبغي أن نقلل من شأن العدو والعالم الغربي الذي يدعمه مستعدّ لفعل أي شيء للقضاء على بلدنا، لذلك فإن الشيء الرئيسي الآن هو التركيز قدر الإمكان وإعطاء ردّ مناسب”، مشيراً إلى أن نظام كييف وعد منذ فترة طويلة بشنّ هجوم مضاد كبير ويبدو أن شيئاً من هذا القبيل قد بدأ.
وشدّد مدفيديف على أن الجيش الروسي يتمتع بميزة كبيرة في الطيران والقوات والأسلحة الدقيقة، والأهم من ذلك التفوّق الأخلاقي على قوات نظام كييف وداعميه.
من جهتها، أكّدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو أن الضربة الأوكرانية على سدّ محطة كاخوفسكايا الكهرومائية هجوم إرهابي، وجريمة حرب أدّت إلى كارثة إنسانية وبيئية واسعة النطاق.
ونقل موقع (RT) عن ماتفيينكو قولها في جلسة مجلس الاتحاد الروسي اليوم: “أعبّر باسم أعضاء مجلس الاتحاد عن استياء عميق وإدانة لهذا العمل الإرهابي الذي استهدف البنية التحتية المدنية”، مؤكدة أن تدمير سدّ محطة كاخوفسكايا الكهرومائية يعدّ عملاً إرهابياً وجريمة حرب فظيعة، ولاسيما أنها مخططة ومدروسة مسبقاً، وأدّت إلى كارثة إنسانية وبيئية جدية وواسعة النطاق.
وأضافت: “إذا حاول المجتمع الدولي هذه المرة التستّر على هذا الموضوع بطريقة ما وتقليل درجة الإدانة في الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى فسيرتكب جريمة أيضاً”.
وكلّفت ماتفيينكو أعضاء مجلس الاتحاد بإعداد بيان يوضح الوضع الحقيقي على الفور وإرساله إلى برلمانات جميع بلدان العالم.
إلى ذلك، أعلن فلاديمير ليونتيف رئيس إدارة مدينة نوفايا كاخوفكا أن نحو 100 شخص لا يزالون عالقين في منطقة بيوت صيفية قرب المدينة، بسبب الفيضان الناجم عن تدمير محطة كاخوفسكايا الكهرومائية.
وقال ليونتيف في تصريحات للقناة التلفزيونية الروسية الأولى اليوم: “إن العمل جارٍ لإنقاذ الأشخاص الذين يحتاجون حالياً إلى الإجلاء، وهناك ما يصل إلى 100 شخص عالقين في منطقة البيوت الصيفية في قرية كورسونا التي غمرتها المياه بشكل كامل”.
وأشار إلى أنه تم منذ أمس إجلاء نحو 500 شخص من المناطق المنكوبة، بينما لا يزال هناك 7 أشخاص في عداد المفقودين.
كذلك أوضح ليونتيف أن تدمير محطة كاخوفسكايا تسبّب في جرف إحدى المقابر، ما يهدّد بالعدوى، لافتاً إلى أن وزارة الطوارئ وجميع الدوائر ذات الصلة في المنطقة تعمل على مدار الساعة، حيث تم أخذ عيّنات من المياه يوم أمس، ولا يزال التحليل الكيميائي يتوافق مع المعايير.
وأشار ليونتيف إلى أن نتائج تحليل البكتيريا لن تظهر إلا خلال الـ24 ساعة القادمة، كما يتم تحليل مياه جميع الآبار الارتوازية.
وكانت القوات الأوكرانية استهدفت أمس الأول محطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية، محدثة أضراراً كبيرة في مرافق البنى التحتية بمدينة نوفايا كاخوفكا، نتيجة لتدمير جميع الهياكل السطحية والصمامات، ما أدّى إلى تصريف المياه بشكل عشوائي، وتسبّب في ارتفاع منسوب مياه النهر إلى 10 أمتار.