رياضةصحيفة البعث

الصالة الرياضية في السلمية تبحث عن إنقاذ.. والتساؤلات تحيط بمستقبلها!

السلمية ــ نزار جمول

يبدو أن الصدفة في أمور رياضتنا أصبحت المدخل لمعرفة الحقائق المخبئة، وصالة السلمية الرياضية التي تأثرت بالتفجير الإرهابي الذي ضرب المدينة في بداية العام 2013 باتت ضحية التأجيلات والمماطلات بشأن إعادة ترميمها، لكن ما عرفناه مؤخراً وبمحض الصدفة أن هذه الصالة تعرضت لانتهاكات عديدة بعد حدوث التفجير بأيام قليلة، وما تأثر منها كان النصف الأمامي للسقف “الجسر الموجود بالمنتصف” وكان وقتها من الممكن إصلاحه أو حتى استبداله بأقل التكاليف، لكن ما الذي حدث آنذاك؟  

بعد أن تأثر هذا الجسر في منتصف الصالة قدمت إحدى الشركات التي تم إرسالها من اللجنة التنفيذية بحماة وبدأت بتقطيع أوصال سقف الصالة لتدمر وقتها كل الجسور الحديدية بحجة أن اللجنة بحاجة لهذا الحديد لصالات أخرى في المحافظة ولن يتبقى من هذه الصالة إلا هيكلها، علماً أن الجسور المعدنية التي أزيلت بعد حدوث التفجير الإرهابي يبلغ وزنها حوالي 150 طناً من الحديد، ووقتها كان سعر الطن أقل من مليون ليرة مع أجور التركيب والتصنيع، لكنه اليوم يبلغ حوالي 12 مليون ليرة أي أنها تحتاج حديداً بأكثر من ملياري ليرة سورية، ولكن يبدو أن الهيكل الخارجي للصالة ليس هو الوحيد الذي تعرض للانتهاك، لأن الصالات التي تقع تحت مدرجات الصالة تتعرض أسقفها المستعارة الغالية الثمن منذ نحو شهر للفك ومن ثم النقل لحماة بنفس حجة الحديد وعلى مرأى إدارة الصالة. 

الدكتور المهندس عصام ملحم أستاذ كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث، والمشرف الهندسي على صالة السلمية الرياضية، أكد لـ “البعث” أنه قام بإعداد دراسة لتدعيم هذه الصالة في العام 2016، وفي حينها لم يكن فيها أي قطعة من السقف المعدني، وكل ما كان يوجد فيها جوائز معدنية فقط وهي تحيط بالصالة من الخارج، موضحاً بأنه لدى العودة لمخططات المشروع تبين أن هذه الجوائز قد تم استخدامها لتدعيم الصالة على سلاسل ونتيجة التفجير الإرهابي الذي حدث بالقرب منها في بداية العام 2013 أدى لخلل وتصدع في سقفها.

وبين ملحم أنه لا يمكنه البت بالضبط بمقدار الضرر الذي حدث برغم أن معظم الجسور الحديدية تم قصها بمقص كهربائي ويشكل عشوائي وهمجي ما أثر أيضاً على أرضيتها التي نزلت عليها الجسور الحديدية التي أزيلت. ويحدد الدكتور ملحم أنه علم من عدة مصادر أنه تمت إزالة آثار الانفجار برفع كامل السقف المعدني خشية وقوعه، وتساءل: هل كان هناك إمكانية لمعالجة الضرر بأقل التكاليف حينها؟

وكشف ملحم أنه لاحظ ميلاناً في الأعمدة البيتونية الحاملة للسقف المعدني وعدم شاقوليتها وعدم وقوعها على محور واحد، كما أكد أنه يمكنه تحديد سبب ميلان هذه الأعمدة الذي هو نتيجة تنفيذها الخاطئ بالأساس وزاد الطين بلة إزالة السقف المعدني بالكامل بشكل سريع وغير مدروس.

من جهته، مدير الصالة السابق، وائل المعمار، أكد أن هذه الصالة الحيوية كانت تعتبر تحفة فنية لكنها بعد التفجير الإرهابي تحولت إلى لوحة ملوثة بالدمار والخراب وتأذي سقفها بالكامل وسقط منه جسر واحد على أرضيتها وخرب بما يعادل متراً مربعاً واحداً.

 المعمار أشار إلى أن السقف كان يجب إزالته وتشكلت لجنة من قبل القيادة الرياضية بهدف العمل على إعادة الإعمار، ثم تم إرسال عمال من شركة حكومية مع آليات لن تستطيع تخديم ما يجب فعله بالإزالة، ويؤكد أنه حاول بكل قوته أن تأتي أيدي خبيرة مع آليات ضخمة لكن ما حدث أن هؤلاء العمال الذين قدموا مع آلياتهم بدأوا بإزالة السقف بشكل قسري وغير مدروس وتم قص الجسور بشكل غير منظم ما أدى لوقوعها على الأرضية التي تضررت بالكامل. 

ويبين المعمار أن المدرجات كانت سليمة لكن القص العشوائي للسقف أدى لسقوط الجسور عليها فدمرها ودمر مقاعدها الخشبية ولتصل هذه الصالة الحضارية لحالة يرثى لها بعد أن امتلأت بالأنقاض، وتطوع المعنيون بالتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية من أجل إزالة الأنقاض بهدف عودة الصالة للعمل والتدريبات حتى لو كانت بدون سقف.

وفي الجهة المقابلة مدير الصالة الحالي الكابتن حسان الحموي يبرر ما يحدث اليوم للصالة الرياضية من تعد على ممتلكاتها بأن صالات المحافظة بحاجة إليها، وأنه كمدير لهذه الصالة يلتزم بالدرجة الأولى بتعليمات وتوجيهات القيادة الرياضية، مبيناً أن فك الأسقف المستعارة جاء بناء على توجيهات هذه القيادة بحماة لأنها على حد تعبيره متضررة وحواملها متكسرة وتحتاج لإعادة تأهيل وترميم وتغيير للأفضل من خلال دراسة مكتب المنشآت والمهندسين المختصين الذين يعملون بجهود مضاعفة من أجل إعادة الترميم والإكساء فيما بعد بمواد جديدة وطرق حديثة. 

ولم يستطع مدير الصالة الحالي تحديد وجهة ومصير الأسقف التي تم فكها واكتفى بالقول: “هذا التساؤل يتم توجيهه للجنة التنفيذية ومكتب المنشآت الذي يتابع كل الأمور”، مشدداً على أن صالة السلمية منشأة رياضية تابعة للجنة التنفيذية في حماة وتخدم كل الرياضة الحموية وهي ليست مخصصة لنادي سلمية فقط.