عملية بطولية تستهدف الاحتلال في جنين.. وشهيد في نابلس
الأرض المحتلة – تقارير
تواصل العمليات الفدائية البطولية التي ينفّذها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة إرباك قوات أمن وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتستمرّ في تذكيرهم بأن المقاومة ليست فقط تنظيماً يُنتسب إليه بل فعلٌ يأتي ردّاً على استباحتهم المقدّسات وتنكيلهم بالشعب الفلسطيني وقتله واعتقاله، وتأتي عمليات المقاومة أيضاً في سياق الردّ على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة لتؤكد أن لا أمان لمغتصب على أرض فلسطين.
فقد نفّذت المقاومة الفلسطينية اليوم عملية بطولية جنوب مدينة جنين شمال الضفة أسفرت عن إصابة ثلاثة من قوات الاحتلال ومستوطن إسرائيلي، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن شاباً أطلق النار على آلية لقوات الاحتلال وسيارة للمستوطنين قرب بلدة يعبد جنوب جنين، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من قوات الاحتلال ومستوطن، وتمكّن الفدائي من الانسحاب باتجاه البلدة بسلام.
وعقب العملية، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة يعبد وداهمت عدة أحياء فيها، وأغلقت حاجز “دوتان” العسكري، ونصبت الحواجز العسكرية على مداخلها، واندلعت على أثرها مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، كما انتشرت قوات كبيرة للاحتلال عند أطراف البلدة من جميع الاتجاهات وفرضت حصاراً عليها ونشرت فرقة مشاة بين كروم الزيتون المحيطة بالبلدة، وشنّت حملات تمشيط وتفتيش واسعة بدعوى تعرّض مركبة مستوطنين لإطلاق نار.
وأسفرت العمليات البطولية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري عن مقتل 20 جندياً ومستوطناً إسرائيلياً، وإصابة 55 آخرين، وجاءت هذه العمليات رداً على جرائم قوات الاحتلال ومستوطنيه، التي أسفرت خلال هذا العام وحده عن استشهاد 162 فلسطينياً وإصابة المئات.
في سياق متصل، وفي إطار عدوانها المتواصل على الفلسطينيين، استشهد الشاب فارس حشاش برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس بالضفة، حيث اقتحمت المخيم بأعداد كبيرة وسط إطلاق الرصاص وداهمت عدداً من المنازل واحتجزت قاطنيها، كما حاصرت منزلاً واستهدفته بقذائف “الأنيرغا”، ما أدّى إلى استشهاد حشاش، وإصابة ثمانية آخرين بينهم طفل، بينما منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المخيم.
من جهتها، ذكرت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية أن الشاب فارس حشاش 19 عاماً استُشهد نتيجة إصابته برصاص الاحتلال في الصدر والبطن والأطراف السفلية.
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم.
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الدوحة ومنطقة جبل هندازة في بيت لحم وبلدات جبل المكبّر وسلوان في القدس وصيدا في طولكرم ومخيمي عقبة جبر في أريحا وعسكر في نابلس، واعتقلت تسعة فلسطينيين.
وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت بحرية الاحتلال الرصاص باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة المحاصر، ما أدّى إلى إصابة صياد بجروح وإلحاق أضرار مادية بمركبه، وبعدد من المراكب الأخرى.
إلى ذلك، وفي سياق التهجير وتدمير منازل الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم لتعزيز الاستيطان، اقتحمت قوات الاحتلال ترافقها جرافة قرية الديوك التحتا وهدمت منشأة تجارية قائمة على مساحة 4 دونمات.
وفي قلقيلية، استولت سلطات الاحتلال على 60 دونماً من أراضي قرية عزون عتمة الزراعية بهدف إقامة 192 وحدة استيطانية جديدة، لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي القرية.
من جهة أخرى، بدأ الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، بتنفيذ خطوة احتجاجية بإغلاق الأقسام الداخلية للسجون بشكل جزئي، وتعطيل مظاهر الحياة داخل السجن.
وتأتي هذه الخطوة كرسالة أولية احتجاجية على الممارسات غير الإنسانية من إدارة سجن الرملة بحق الأسرى المرضى، وخصوصاً الأسير وليد دقة الذي رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه أو السماح له بإجراء مكالمات هاتفية مع عائلته.
ويواصل الاحتلال اعتقال أكثر من 4900 أسير فلسطيني في سجونه، بينهم 61 أسيرة و160 طفلاً وأكثر من 1000 معتقل إداري، كما بلغ عدد الشهداء من الأسرى 237 شهيداً، آخرهم الشهيد القائد خضر عدنان الذي استشهد بعد إضرابه عن الطعام نتيجة اعتقاله الإداري.
سياسياً، أوضحت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية في بيان أن الشعب الفلسطيني يدفع يومياً ثمناً باهظاً نتيجة تصعيد الانتهاكات والجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنون ضده في حرب مفتوحة على الوجود الفلسطيني في القدس وباقي مناطق الضفة، لفرض السيطرة عليها وتوسيع عمليات الاستيطان بهدف تنفيذ مخططات الضم الاستعمارية تدريجياً.
وشدّدت الخارجية على أن سلطات الاحتلال تسابق الزمن لتحقيق هذا الهدف عبر إجراءات تعسفية عنصرية ترمي إلى قطع علاقة الشعب الفلسطيني بأرضه وحشره في مناطق سكن مغلقة بالحواجز أو البوابات الحديدية أو المواقع العسكرية وتقطيع أوصال الضفة، حيث تمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
وبيّنت الخارجية أن صيغ التعبير عن القلق أو الرفض الشكلي لانتهاكات وجرائم الاحتلال باتت هروباً من تحمّل المسؤولية الدولية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، وتعبيراً عن غياب الإرادة الدولية في تطبيق القانون الدولي في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإعلان عن المزيد من المخططات الاستيطانية.
من جانبه، شدّد قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش على أن جميع مخططات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى مرفوضة، مطالباً بتحرّك دولي جدّي لمنع الاحتلال من المضي قدماً في تنفيذ مخططاته ومنعه من المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأكّد الهباش في بيان، أن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى سوف تبقى عصية على مؤامرات الاحتلال، محذراً من عواقب وخيمة لتنفيذ مخططات الاحتلال الرامية لتكثيف اقتحامات المستوطنين بحيث تصبح من جميع أبواب الأقصى وعدم اقتصارها على باب المغاربة، إضافةً إلى إنهاء دور دائرة الأوقاف الإسلامية في ساحات الحرم.