التقارب التجاري السوري السعودي.. “التفاؤل سيّد الموقف”
دمشق – مادلين جليس
“انفتاح اقتصادي واستثمارات خليجية”، يبدو هذا العنوان هو الأبرز خلال الحديث بعد عودة سورية للجامعة العربية، كما هو الأكثر تداولاً لدى الشارع السوري إثر اللقاء الذي جرى بين غرف التجارة السعودية وغرف التجارة السورية، وأكد فيه الجانبان إعادة فتح مسار التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وعلى الرغم من أن التفاؤل سيّد الموقف، إلا أن رئيس غرفة تجارة دمشق محمد أبو الهدى اللحام، أكد في تصريح خاص لـ”البعث” أن النتائج المرجوة من قد تنتظر بعض الوقت لأن الأنظمة الاقتصادية المعمول بها بين البلدين لم يحصل بينهما تقارب حتى الآن، فضلاً عن وجود عدة عقبات أمام ذلك تتمثل في صعوبة تحويل الأموال ووجود العقوبات المفروضة على سورية، وهذه عوامل من شأنها وضع العثرات أمام موضوعي الاستيراد والدفع، لكن تصميم الجانبين السوري والسعودي على تسهيل الأمور واضح وملحوظ، ويبدو ذلك على أشده من خلال قيام الجانب السوري بدعوة الجانب السعودي للعودة للاستثمار في سورية. وعلى الرغم من أن هذه الدعوة هي “دعوة محبة” – كما يؤكد اللحام – إلا أن تنفيذ الاستثمار يلفّه الكثير من الصعوبة في الوقت الحالي، من حيث صعوبة تسديد القيم، والسفر والتحرك، والفيز، لكنها، برأيه، مسألة وقت وبعدها تكون الاستفادة حقيقية للجانبين.
وبدا اللحام متفائلاً من ناحية عودة العلاقات الاقتصادية مع باقي الدول، الذي يرى أنه سيكون أسهل من إعادة التعاون مع السعودية، فهو يرى أن الانفتاح مع دولة ما سيؤدي إلى انفتاح مع عدة دول أخرى، ولكنه بالمقابل لا ينسى التأكيد أن ذلك يحتاج متابعة وجهداً من كل الأطراف.
وأضاف اللحام: استطعنا على الأقل خرق العقوبات، ولكن يجب علينا إيجاد طرق جديدة نقوم من خلالها بتحريك عجلة الاقتصاد الوطني. مؤكداً تفاؤله لجهة التسهيلات الكثيرة التي ستشهدها سورية مع باقي الدول، مشترطاً الابتعاد عن البيروقراطية والاعتماد على اقتصاد السوق لكي نستطيع التصدير والاستيراد كما يجب.
وفي إشارة إلى أهمية عودة الاستثمارات، أكد اللحام أن المطلوب هو استثمار متبادل فعلياً بين سورية وغيرها من الدول، مشيراً إلى أن سورية تستثمر عند جميع الدول، فكل الخبرات ورجال الأعمال الموجودين في الخارج هم استثمار حقيقي.
يُذكر أن الشهر الجاري شهد اجتماعاً ضمّ رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية حسن بن معجب الحويزي، ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد أبو الهدى اللحام، والوفد المرافق له، وذلك على هامش مؤتمر الأعمال العربي الصيني المنعقد في العاصمة السعودية الرياض.
وجرى خلال اللقاء اتفاق الجانبين على إعادة فتح مسار التعاون الاقتصادي واستئناف الأنشطة والفعاليات التجارية والاستثمارية، مع التأكيد على الحاجة الماسة لإقامة الملتقيات الاقتصادية بما يدفع بمسار التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين إلى الأمام.