سوسان في الاجتماع الدولي حول سورية: الانسحاب التركي هو المدخل الوحيد لعودة العلاقات
أستانا – موسكو – سانا
عقد نواب وزراء الخارجية في كل من سورية وروسيا الاتحادية وإيران وتركيا اجتماعاً في أستانا، وذلك في إطار مسار الاجتماعات الرباعية.
وأكّد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان أن أيّ نتائج فعلية في هذا المسار يجب أن تستند إلى إقرار تركيا بسحب قواتها من الأراضي السورية، وفقاً لجدول زمني واضح وخطوات محدّدة والبدء بهذا الانسحاب فعلاً.
وأضاف سوسان: إن ذلك يشكّل الأساس لبحث المواضيع الأخرى المتعلقة بعودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، والعلاقات بين البلدين، موضحاً أن التصريحات التركية حول سيادة سورية ووحدة أراضيها تتنافى مع استمرار احتلالها للأراضي السورية، وتخالف القانون الدولي وأبسط مقوّمات العلاقات بين الدول.
من جهةٍ أخرى، أكّد رئيس وفد روسيا الاتحادية الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أنه يعوّل على عمل بنّاء في عملية اجتماعات أستانا حول سورية، التي تتواصل وتتطلّب إرادة سياسية من الوفود المشاركة.
وقال بوغدانوف: تجري بصورة متوازية مع الاجتماع الدولي الـ20 بصيغة أستانا فعالية أخرى هي لقاء ممثلي الدول الأربع على مستوى نواب وزراء خارجية (سورية وروسيا وإيران وتركيا)، لبحث العلاقات بين سورية وتركيا الجارتين، وهذه عملية مهمّة جداً يجب أن تقوم على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وسلامة الأراضي ووحدة الدول والسيادة الإقليمية لسورية وتركيا التي نشأت بينهما قضايا كثيرة خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية.
وأشار بوغدانوف إلى أن هناك قضايا مهمّة أخرى ستجري مناقشتها تتعلق باللاجئين والمسائل الأمنية، وبالوجود الأمريكي غير الشرعي وبالقضايا الإنسانية وغيرها، وتابع: “جرى في العاشر من أيار الماضي في موسكو اجتماع لوزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، وتم تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خريطة طريق حول العلاقات بين سورية وتركيا ونأمل بالنجاح في هذا العمل”.
وبيّن بوغدانوف أنه وبذريعة مكافحة الإرهاب تم إدخال قوات أمريكية إلى سورية في منطقة شرق الفرات، وهذه منطقة مهمّة بالنسبة لسورية وتحتوي على موارد النفط، كما يوجد الأمريكيون في منطقة التنف بصورة غير شرعية، ويدعمون هناك عدداً من المجموعات الانفصالية والإرهابية، وهذا أمر مرفوض بالمطلق لأنه يشكّل انتهاكاً لسلامة أراضي سورية.
وأضاف بوغدانوف: إن جميع المسائل مترابطة فيما بينها وإن عودة اللاجئين مثلاً تتطلّب حل المسائل الاقتصادية وإعمار الاقتصاد والمدن والقرى، لافتاً إلى أن “ذلك يتطلّب جهوداً جماعية ونأمل بدعم البلدان العربية في ذلك، ولا سيما بعد استئناف مشاركة سورية في اجتماعات جامعة الدول العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في قمّة جدة، ونعتقد أن هذه جوانب مهمّة مؤهّلة لحل كثير من المشكلات الإنسانية”.
كذلك، التقى سوسان مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، وذلك على هامش أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول سورية بصيغة أستانا.
وناقش الجانبان عدداً من القضايا المتصلة بمهمّة المبعوث الخاص، واستعرضا آخر التطوّرات حول سورية.
وفي وقتٍ سابق، التقى وفد الجمهورية العربية السورية، مع الوفد الروسي، ومن ثم مع الوفد الإيراني.
ودار الحديث خلال اللقاءين حول جدول أعمال المؤتمر، وكانت وجهات النظر متطابقة حول مختلف القضايا ذات الصلة.
كذلك تمّت مناقشة الجوانب المتعلقة بالاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء خارجية الجمهورية العربية السورية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية التركية، وفي هذا السياق أكّد الدكتور سوسان أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية يشكّل المدخل الوحيد لأي علاقات عادية بين البلدين، أو لأي تعاون في أي مجال، مشدّداً على أن مكافحة الإرهاب لا تتم بانتقائية، وأن ضمان أمن الحدود مسؤولية مشتركة للدول المتجاورة.
وجدّد بوغدانوف، ورئيس وفد جمهورية إيران الإسلامية كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، دعم بلادهما لسورية في الحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وتم الاتفاق أيضاً على استمرار التشاور والتنسيق بين كلٍّ من سورية وروسيا وإيران حول مختلف الجوانب ذات الصلة لتعزيز الرؤى المشتركة بما يتناسب مع التطورات الجارية.
جدير بالذكر أن اجتماع أستانا يستغرق يومين ومن المنتظر أن يُشارك في أعماله بصفة مراقبين ممثلو الأمم المتحدة والبلدان المجاورة لسورية وهي لبنان والعراق والأردن.
وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن المناقشات في الاجتماع الحالي تشمل تغيّرات الموقف الإقليمي حول سورية والوضع الإنساني فيها وجهود تسوية الأزمة ومسائل مكافحة الإرهاب وكذلك إعادة إعمار سورية وتوفير الظروف لعودة اللاجئين.
وستتواصل المشاورات يوم غدٍ الأربعاء قبيل انعقاد الجلسة العامة للاجتماع التي يُتلى فيها البيان الختامي وتليها مؤتمرات صحفية لرؤساء الوفود المشاركة.
وكان الاجتماع الأخير التاسع عشر ضمن صيغة أستانا انعقد في العاصمة الكازاخية يومي 22 و23 من تشرين الثاني عام 2022 ودعا في بيانه الختامي إلى الالتزام بسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها.