نبض رياضي.. الحلقة المفقودة في كرتنا
البعث الأسبوعية- مؤيد البش
جاء خروج منتخبنا الاولمبي لكرة القدم من بطولة غرب آسيا من دورها الأول واكتفاءه بخسارتين أمام فلسطين وإيران ليؤكد أن هنالك عدة أمور في كرتنا تحتاج الوقوف عندها مطولاً، خصوصاً تلك المتعلقة بالفئات العمرية وطريقة إعدادها فضلاً عن كيفية اختيار مدربي المنتخبات وتحديداً الأجانب منهم في ظل الحصيلة المخيبة في السنوات القليلة الماضية، وتكرار سيناريو الخسارات مع منتخبات كنا نتفوق عليها بمراحل.
الأكيد أن منتخبنا الأولمبي ما يزال يمتلك فرصة تصحيح المسار، فبطولة غرب آسيا ليست سوى محطة ودية تحضيرية قبل خوض التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، ولاعبو هذه الفئة كُثر ومنهم خامات مميزة قادرة على تركة بصمة ولما لا التأهل للأولمبياد الصيفي في باريس العام المقبل، لكن في الوقت نفسه ما يزال السؤال الضروري كيف نصل إلى هدفنا وماذا ينقص كرتنا لتبلغ المكان الذي تبحث عنه قارياً وعالمياً مطروحاً وبقوة.
من ينظر لحال منتخباتنا في ظل وجود اتحاد الكرة الحالي يجد أنها تعيش حالة شبه مثالية، فمنتخب الشباب حظي بفترة استعداد مميزة وغير مسبوقة قبل بطولة آسيا التي أقيمت في آذار الماضي، لكن الحصيلة كانت سيئة بامتياز دون وجود تفسير سوى قلة التوفيق، والمنتخب الأولمبي هو الآخر وفر له كل ما يلزم من مباريات ومعسكرات ومدرب أجنبي ولاعبين مغتربين، لكنه ببساطة فشل في تجربة غرب آسيا، بينما منتخب الرجال تم تعيين كادر تدريبي عالمي له لكن لحد اللحظة لا توجد قناعة بصورته العامة.
أمام ما سبق تبدو كرتنا أمام لغز عصي على الحل، فإذا كانت المواهب متوفرة والكوادر التدريبية على أعلى مستوى، وفرص الاستعداد متوفرة بعد أن كانت شحيحة، واتحاد اللعبة يضم اسماء يشهد لها بالخبرة، فأين الحلقة المفقودة في البناء الكروي؟
في سنوات خلت كانت الشكوى دائمة بأن الإمكانيات المادية المتاحة غير كافية لتطوير مفاصل كرتنا، لكننا اليوم نرى وفرة في المعسكرات والتجهيزات وفي الصرفيات، لكن لا شيء تغيّر بل على العكس بات لاعبونا يفتقدون الحماس والروح القتالية في أرض الملعب بعد أن خرب مفهوم “الاحتراف” كل جميل في كرتنا، وتحولت كل الأحاديث لتكون عن المكاسب الشخصية ومن سيلعب دور البطولة على صفحات التواصل الاجتماعي.
كرتنا خلال ثلاث سنوات مرّ عليها اتحادان ولجنة مؤقتة، وكلهم ضموا في صفوفهم أسماء خبيرة وذات رؤية، كما تم التعاقد مع اسمين كبيرين لقيادة المنتخب الأول، وتمت تجربة أغلب اللاعبين المغتربين والمحليين، وبات ” الدلال” هي الصفة المرافقة لأي رحلة للمنتخب رسمية أو ودية لكن للأسف لم نلمس أي تغيير لا في شكل كرتنا ولا مضمونها، وعليه بتنا أمام معضلة عصية الفهم والتحليل.