هذه مشكلتنا..!!
غسان فطوم
تقييم أداء الحكومات المتعاقبة خلال سنوات الحرب، بدءاً من عام 2011 ولغاية اليوم، لا يحتاج إلى بحوث ودراسات، فالواقع المتأزم الذي نعيشه اليوم يؤكد كلّ شيء بالدليل القاطع!.
بحديث الأرقام تمّ تبديل أو تغيير ست حكومات، خلال السنوات الـ 12 الأخيرة، ويجمع السوريون الصامدون أن كلّ تلك الحكومات “العتيدة” ظلت تدور في الفلك ذاته، فهي لم تستطع، بل لم تحاول الخروج من جلباب الأداء النمطي في إدارة الأزمة، وكأن الحلول انعدمت والتفكير خارج الصندوق محرّم عليها!!
كل ذلك ولّد أداءً خدمياً جعل الحكومة دائماً في مرمى انتقادات المواطن الذي أصابه الإحباط لدرجة انعدام الثقة بإيجاد المخارج الممكنة للأزمات المتراكمة، بل وصلت الأمور إلى حدّ بات المواطن يعتقد أن الحكومة تتحداه، فهي على سبيل المثال لا الحصر لم تُحقق أي تقدم في الوضع المعيشي المؤلم جداً ولا حتى في الكثير من القضايا الخدمية!.
إن ما يريده المواطن هو الوفاء بالوعود التي قُطعت، وأن تفكر الحكومة وتبتكر وتنمّي الإنتاج طالما هي تربط كل تحسّن في الوضع المعيشي والخدمات بدوران عجلة الإنتاج، وأن يكون دعمها حقيقياً ويذهب لمن يستحقه، والأهم من ذلك أن تعزّز الشفافية والمساءلة وتحارب الفساد بالفعل لا بالقول.
من خلال التجارب السابقة نجزم أن مشكلتنا ليست بتغيير وتبديل المسؤولين، وإنما هي في آلية صنع القرار، فعلى ذمة أهل الاقتصاد والإدارة “أن صنّاع القرار الاقتصادي يجهلون، أو ليسوا على دراية تامة بعملية صنعه بدءاً من تحديد أسباب المشكلة مروراً بجمع المعلومات، وصولاً إلى الحلول المناسبة”.
لذلك كان من الطبيعي أن تتراكم المشكلات وتتعقّد الأمور في ظل هذا التعاطي السلبي مع قضايا المواطن، الذي عجز عن ترويض الأزمات المتلاحقة والتخفيف من حدّتها.
بالمختصر، نريد حكومة تحرجنا بكرمها لا تجرحنا بقراراتها، فالوضع لم يعد يُحتمل.