انتعاش سوق المصغرات الامتحانية.. والبيع علني بغياب الرقابة!
دمشق – رحاب رجب
مائة ألف ليرة سورية أنفقها ابني لشراء مصغرات، بهذه الجملة تحدثت شيرين التي أكدت أنها ضد هذه الأساليب ولكنها أيضاً لا تستطيع منع ابنها من شرائها، لأنه في بعض الأوقات يكون هناك مجال لاستخدامها. وتضيف شيرين أن ابنها أخذها إلى الامتحانات ولكنه لم يستطع استخدامها سوى مرة واحدة، وعلّلت قبولها تصرف ابنها بعدم قدرتهم المادية على إحضار مدرّس خصوصي وضخامة المنهاج وتجنّب الرسوب.
محمد. ك، مدرّس، أكد أن المصغرات وللأسف أصبحت تُباع في بعض المناطق على البسطات وفي المكتبات وبشكل علني دون الخوف من أي رقيب، وتساءل: أليست هذه ممارسات خطيرة تستوجب تدخل التربية والمعنيين لمنع بيعها وتدمير هذا الجيل وتعليمه أساليب الغش والاحتيال؟!، وأشار إلى أن سعر نسخة المصغرات من كتب الصف التاسع وصل إلى 40 ألف ليرة، بينما سعر نسخة كتب البكالوريا 80 ألف ليرة، وأضاف: تُعتبر المصغرات من أكثر وسائل الغش في الامتحانات انتشاراً، وهي نسخ صغيرة من كتب المنهاج الدراسي يُمكن إخفاؤها وإدخالها إلى قاعات الامتحان!.
الطالبة نور أشارت إلى انزعاجها من وجود ظاهرة الغش الامتحاني بكثرة، سواء بتقنيات قديمة من قصاصات ورقية أو كتابة على المقعد واليد، أو الأساليب والتقنيات الجديدة في عملية الغش ودون رادع أو حسّ بالمسؤولية، مما يؤثر على نفسية الطالب المجتهد في حال حصول الطالب “الغشاش” على علامات تفوق حصيلة الطالب المجتهد، مما يؤدي لوجود طبقة فاشلة تؤثر على بنية المجتمع.
بدوره الاختصاصي الاجتماعي مقداد حسن أكد أن البيئة المدرسية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع هي المسؤولة في جانب منها عن تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات، ما يجعل هذه الظاهرة انعكاساً لتحول اجتماعي تساهم فيه العديد من الظروف والملابسات. وأضاف: يدفع الإحساس بالقلق من الامتحانات والضغوط الممارسة على الطلبة من قبل أسرهم إلى الغش من أجل رفع علاماتهم وضمان نجاحهم وكسب رضى أولياء أمورهم.