كنعاني: لن نغيّر نظرتنا تجاه أميركا ما لم تغيّر سلوكها العدواني
طهران – وكالات
أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن نظرة إيران تجاه أميركا نابعة من السلوك العدواني الأميركي، وأن الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني لن يغيّرا نظرتهما تجاه الحكومة الأميركية ما لم يتغيّر هذا السلوك الأميركي.
وقال كنعاني: إن إيران لم ولن تربط علاقاتها الخارجية وتأمين مصالحها القومية بمصير علاقاتها مع دولة أو موضوع أو ملف خاص، وإن نظرة الحكومة الإيرانية الحالية هي إنشاء علاقات متعادلة ومتوازنة مع الدول المختلفة على أساس العلاقة المتوازنة، موضحاً أن التغيير الجذري لسلوك الحكومة الأميركية تجاه إيران هو مقدمة لتغيير أي نظرة ورؤية تجاهها.
وأضاف كنعاني: إن إيران توسّع علاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى على أساس المصالح الوطنية والاحترام المتبادل، وشهدنا في العامين الماضيين النتائج المفيدة لنهج سياسة التآزر الإقليمي للحكومة.
وحول المحادثات بين مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري كني ومساعد مفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي منسق المفاوضات النووية إنريكي مورا، وكذلك الأطراف الأوروبية الثلاثة الحاضرة في الاتفاق النووي، قال كنعاني: “نواصل النهج الدبلوماسي بطرق مختلفة وعقدنا مفاوضاتٍ مع ثلاث دول أوروبية في أبو ظبي، كما عقدنا اجتماعاً مع إنريكي مورا في الدوحة”، مشيراً إلى أنه “لدينا موضوعات تهمّنا للنقاش وإجراء المحادثات، ومن بينها موضوع إلغاء الحظر، حيث جرت مفاوضات جادة وصريحة بين باقري والأطراف الأوروبية، وعلينا أن نرى ما إذا كان الطرف الآخر مستعداً لتصحيح سلوكه أم لا”.
وأوضح كنعاني أنه “تم الإعلان عن مواقف إيران بوضوح للأطراف الأوروبية، كما تم سماع مواقفها، وأعلنّا أننا سنتوجه إلى طاولة المفاوضات لتحقيق نتائج إيجابية وإلغاء العقوبات ولا نريد مفاوضات من أجل المفاوضات فقط”، لافتاً إلى أن “إيران كانت ولا تزال متمسكة بطاولة المفاوضات واستمرارها… ووصولها إلى نتيجة يعتمد على الطرف الآخر، وتحديداً الإدارة الأميركية”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى دول الخليج الأربع، والأجواء الإيجابية التي تشهدها المنطقة، وقال: إن وزير الخارجية رحّب بمبادرة وفكرة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن منطقة الخليج، وطرحت إيران فكرة تشكيل منتدى للحوار والتعاون ورحّبت بها دول مختلفة، وسيتم تقديم تفاصيل هذه المبادرة لدول المنطقة، مضيفاً: إن “إيران أكّدت الحفاظ على أمن المنطقة، وتعدّه مقدمة لتوسيع التفاعلات التجارية بين الدول المختلفة”.
وبشأن موقف إيران من الحرب في أوكرانيا، أكّد كنعاني أن إيران تشجّع الجانبين الروسي والأوكراني والجهات الفاعلة المؤثرة إقليمياً ودولياً على إيجاد حل سياسي للخروج من الأزمة الأوكرانية، مضيفاً: “نعارض التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ونؤكّد على هذا الموضوع فيما يتعلق بالقضايا الأخيرة لروسيا”.
وبشأن قيام أوروبا بفرض عقوباتٍ جديدة على إيران لفت المتحدث الإيراني إلى أن هذه المسألة تعدّ خطوة في الاتجاه الخاطئ، والمطالبة بالحوار من جهة وفرض إجراءات حظر جديدة على إيران من جهة أخرى إجراء غير متناسب، داعياً أوروبا إلى الكف عن اتباع المسار والطريقة التي اتبعتها أميركا، والامتناع عن عملية فرض العقوبات ضد الحكومة والشعب الإيراني.
وفي شأنٍ آخر، أعلن وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد محمد رضا أشتياني وضع خطط وبرامج لمواصلة تحسين أداء وزارة الدفاع، كاشفاً عن زيادة الصادرات الدفاعية الإيرانية إلى 4 أضعاف.
وقال أشتياني: على مدار العامين الماضيين وبفضل جهود الوحدات الصناعية المنتسبة لهذه الوزارة شهدت برامجنا قفزة هائلة وسجّلت الصادرات الدفاعية الإيرانية زيادة بواقع 4 أضعاف، مشيراً إلى أنه وفقاً للتطورات في مجال الموارد البشرية فمن الضروري إيلاء هذا الموضوع أهمية كبرى مع التخطيط البنّاء لتوفير المصدر الرئيسي للتقدّم عبر استخدام قدرات النخبة في الوزارة.
وبالتزامن مع ذلك أزيح الستار اليوم عن منظومة الدراسات الاستراتيجية لوزارة الدفاع الإيرانية، التي تهدف إلى إنشاء منصّة تفاعلية للتعلّم الجماعي وتبادل معرفة التصميم والتنفيذ.
يُذكر أن هذه المنظومة تؤسّس لمسار اتصال فعّال بين المفكرين والخبراء في مجال الدراسات الاستراتيجية ومديري وصنّاع القرار في وزارة الدفاع، وتُعدّ خطوة فعّالة في تحسين فاعلية القدرات الدراسية وإعطاء العمق للقرارات الإدارية المبنية على الأسس المعرفية والعلمية، ويتم فيها إشراك نتائج البحوث والدراسات الاستراتيجية في شبكة داخلية وإيجاد مساحة لتبادل الأفكار في شكل منتديات للنقاش.
من جهةٍ أخرى، أعلن القائد العام لقوى الأمن الداخلي في إيران العميد أحمد رضا رادان أن بلاده التي تعدّ في الوقت الحالي من السباقين بين الحكومات لمكافحة المخدرات تواجه مشكلاتٍ تحول دون تقدّم عملها في هذا السياق، بسبب الحظر الظالم المفروض عليها، محذّراً الدول التي فرضت الحظر على إيران، من أن ذلك يهدّد بشكل مباشر الأمن العالمي، نتيجة لإعاقة جهودها في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
ولفت إلى موقع إيران الاستراتيجي والمهم في مكافحة المخدرات، داعياً جميع الدول إلى التعاون مع طهران التي تبدي استعدادها لنقل تجاربها إلى تلك الدول في هذا المجال.