مجزرة جديدة للاحتلال في جنين.. والمقاومة تردّ بقتل وإصابة عدد من جنوده
الأرض المحتلة – بيروت – سانا
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي اليوم مجزرة جديدة في مدينة جنين ومخيّمها بالضفة الغربية راح ضحيتها ثمانية فلسطينيين، إضافة إلى عشرات الجرحى، بينما تصدّت المقاومة الفلسطينية للاحتلال وتمكّنت من إصابة وقتل عددٍ من جنوده.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الاحتلال بدأ منذ منتصف الليلة الماضية عدواناً واسعاً برياً وجوياً على مدينة جنين ومخيّمها، حيث حاصرهما بأكثر من ألف جندي وسط تحليق مكثّف للطيران سواء من نوع “أباتشي” أم المسيّر، الذي استهدف بما يزيد على عشر غارات عدّة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه.
وفي أعقاب عملية القصف اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال برفقة نحو 200 جرافة وآلية مدرّعة مدينة جنين من عدّة محاور، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم وسط إطلاق كثيف للرصاص، واستهداف الطيران المسير بالصواريخ عدّة منازل في المخيم وفي محيط مسرح الحرية الذي لجأت للاحتماء فيه عدة عائلات، ما أدّى إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين، هم “علي الغول ونور الدين مرشود وأشرف البحر وأحمد العامر وحسام أبو ذيبة ومهند الشامي وأوس حنون وسميح أبو الوفا”، إضافةً إلى جرح أكثر من 50 فلسطينياً بينهم حالات خطيرة، كما قامت قوات الاحتلال بمحاصرة عدد من الصحفيين خلال تغطيتهم للعدوان على جنين ومخيمها.
وقامت جرافات الاحتلال العسكرية بإلحاق أضرار جسيمة بممتلكات الفلسطينيين، حيث دمّرت عدداً كبيراً من السيارات وخرّبت البنية التحتية، وجرّفت العديد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى المخيّم وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي زاد صعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى بعض المنازل لإجلاء المصابين.
وفي ظلّ استمرار العدوان وتصاعد عدد الإصابات وصعوبة حركة الطواقم الطبية، إضافة إلى اعتداء قوات الاحتلال بقنابل الغاز السام على الفلسطينيين في محيط مشفيي جنين الحكومي وابن سينا، طالبت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية المعنية بإجبار الاحتلال على فتح ممر آمن لإخراج الجرحى والمصابين من جنين ومخيمها، ووقف اعتداءاته على المشافي والطواقم الطبية.
وتصدّت فصائل المقاومة الفلسطينية بالأسلحة الرشاشة وبالقنابل لقوات الاحتلال، وتمكّنت من إسقاط طائرتين مسيّرتين وتفجير عدّة عبوات ناسفة بجرافاته وآلياته، ما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد من جنوده.
وبالتزامن مع معركة “بأس جنين” البطولية أفادت وسائل إعلام العدو بأنّ مستوطناً أُصيب بجروح إثر تنفيذ فتىً فلسطيني عملية طعن في “تل أبيب، بني براك”، لافتةً إلى أنّ قوات الاحتلال اعتقلت منفّذ العملية الذي يبلغ من العمر (14 عاماً)، وهو من سكّان الضفة الغربية.
وأصدرت كتيبة جنين بياناً مقتضباً أعلنت فيه معركة “بأس جنين” للردّ على العدوان وعلى توغّل قوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن مقاوميها نفّذوا منذ الصباح عدداً من الضربات النوعية في صفوف قوات الاحتلال، حيث تمكّنوا من تفجير عدد من العبوات في “جِيبٍ مصفّح”، ما أدّى إلى إعطابه واشتعال النيران فيه ومقتل وإصابة من كانوا بداخله.
بدورها، أعلنت حركة حماس وقوع عدد من جنود الاحتلال في كمين محكم لفصائل المقاومة أثناء محاولتهم التقدّم من خلال أحد المنازل في المخيم، وقالت: نتحدّى الاحتلال في إعلان خسائره المؤكدة بين قتيل ومصاب.
وكانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أعلنت أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، مشدّدةً على أنها لن تسمح للعدو بالتغوّل على جنين أو الاستفراد بها.
وفي سياق متصل، استُشهد الشاب محمد حسنين صباح اليوم متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال عند مدخل مدينة البيرة الشمالي، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن 9 شهداء ارتقوا منذ فجر اليوم برصاص الاحتلال الإسرائيلي بينهم شاب في البيرة و8 شهداء في جنين، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الحالي إلى 189 شهيداً.
وفي أريحا، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم فلسطينياً بعد أن اقتحمت مخيم عقبة جبر جنوب المدينة واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، كما قامت بتفتيش المنازل والعبث بمحتوياتها.
من ناحيتها، أكّدت حركة فتح الفلسطينية أن عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لن يثنيها عن الاستمرار في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى نيل الحرية والاستقلال، مؤكدةً أن حكومة الاحتلال المأزومة تحاول من خلال إراقة الدم الفلسطيني التهرّب من أزمتها الداخلية.
وأدان حزب الله بشدّة العدوان الصهيوني المتجدّد على مخيم جنين، مشيداً في بيان له بالتصدّي البطولي لفصائل المقاومة الفلسطينية وأبناء المخيم لقوات الاحتلال، ومؤكداً وقوفه المطلق إلى جانبهم في الردع وحماية المقدسات.