صحيفة البعثمحليات

أصحاب الدخل المحدود يفتقدون “شمة الهوا”.. والمتنزهات الشعبية بتصرف “الأكابر”!

دمشق – رحاب رجب

اعتادت العائلات السورية في الأعياد والعطلات قضاء يوم عائلي في الاستراحات والمتنزهات الشعبية حول دمشق وعند بعض الينابيع والبحيرات، ولكن هذا العام تفاجأ الجميع بالواقع، وخاصة لجهة الأسعار والتكاليف العالية لأي جلسة أو رحلة عائلية!.

“البعث” استطلعت بعض الآراء حول رحلة “شمة الهوا” كما عُرفت سابقاً، حيث لم يتوانَ أحد الخبراء عن التأكيد أن النزهة التي كانت في الماضي للترفيه باتت اليوم في هذه الظروف أقرب إلى الامتحان المعيشي والاقتصادي الذي تتعرّض له الأسرة، نظراً لحالة الغلاء الفاحش المسيطر في مختلف المجالات. وأشار إلى أن أي نزهة إلى الاستراحات الشعبية أصبحت مكلفة وتتجاوز عشرات الآلاف من الليرات، في وقت كانت شبه مجانية لحجز الكراسي والطاولات فقط في أي متنزه.

والحال ذاتها في المناطق السياحية على الشاطئ، حيث تفاجأ الدكتور نمير نعمان، الذي غادر دمشق وعائلته لقضاء يومين في اللاذقية، بسوء الخدمات في بعض الأماكن وتدني مستوى النظافة وغياب الرقابة والأسعار العالية، وتساءل: كيف لمنطقة سياحية فيها عشرات الاستراحات والمطاعم، ويقصدها الآلاف، أن تغيب عنها السياحة والرقابة الصحية والتموينية، حيث بات السوري يعامل معاملة السائح من قبل المنشآت السياحية والاستراحات الشعبية، بعد أن أصبحت تكلفة وجبة الغداء لأسرة مكوّنة من أربعة أشخاص تعادل راتب الموظف لعدة أشهر.

ولا يختلف الواقع في منطقة الربوة، حيث أكد سامي كوسا، الذي كان جالساً وعائلته في أحد المطاعم الشعبية على نهر بردى، أن بعض هذه المطاعم يتقاضى ضريبة من الزبائن لقاء الجلوس بمكان مطلّ على نهر بردى، وأضاف: أحد مطاعم الربوة برّر ارتفاع سعر المواد لديه بأنه يدفع ضريبة للإطلالة على نهر بردى، فضلاً عن المواد المفروضة على الفاتورة سواء طلبت أم لم تطلب وهي عبوة مياه معدنية وعلبة محارم، وضرائب رفاهية على الفاتورة. كما أن ارتفاع أسعار البنزين والمازوت لعدة مرات متتالية – يقول سامي – حرم الكثيرين من متنفسهم الوحيد في الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، بعد أن شكلت هذه الارتفاعات شماعة سارية المفعول لأصحاب المطاعم والمقاهي لرفع أسعارهم بصورة غير رسمية، في ظل انعدام الرقابة على مختلف قطاعات الحياة.