العثور على أدلّة تؤكد استغلال كييف ممر شحن الحبوب لنقل متفجّرات من تركيا
موسكو – باريس – تقارير
أكّد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن آثار المتفجّرات التي تم العثور عليها على متن سفينة أوكرانية محمّلة بالحبوب كانت تبحر من تركيا إلى روسيا عبر مضيق كيرتش تُشير إلى وجود خطر على جسر القرم، وهذا يتطلّب يقظة مستمرة.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله: إن ضمان أمن جسر القرم يتطلّب أكثر الإجراءات دقّة، وبالفعل فإن الآثار المكتشفة للمتفجرات تشير إلى وجود خطر، وهذا يتطلب مستوى ثابتاً من اليقظة المتزايدة.
من جهة ثانية، أكّد بيسكوف أن مصرع مراسل وكالة سبوتنيك روستيسلاف جورافليوف حدث نتيجة هجوم متعمّد من نظام كييف على الصحفيين، واصفاً هذا العمل بالجريمة الخطيرة للغاية.
واعتبر بيسكوف أن وفاة أي شخص هو “مأساة كبيرة لكن في هذه الحالة نتحدّث عن وفاة صحفي كان يقوم بواجباته، وفي جميع أنحاء العالم تُعدّ هذه جريمة خطيرة للغاية من نظام كييف”.
وفي شأنٍ متصل، أدانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (يونيسكو) أودري أزولاي، مقتل مراسل “نوفوستي”، وقالت في بيان: إننا “نستنكر هذه الجريمة”، مضيفةً: إن الصحفيين يؤدّون دوراً رئيسياً في نقل المعلومة إلى المجتمع الدولي حول النزاعات ويجب حمايتهم، كما دعت إلى الامتثال للقانون الدولي، بما في ذلك قرار الأمم المتحدة لحماية الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في حالات النزاع.
وفي سياق ردّ روسيا على هجمات المسيّرات الأوكرانية، شدّد بيسكوف على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة مستمرة وستحقق أهدافها، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن القوات المسلحة الروسية لا تستهدف المنشآت الاجتماعية والمعابد في أوكرانيا، والمزاعم بخلاف ذلك خاطئة.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي العثور على آثار متفجّرات في سفينة شحن أجنبية كانت في طريقها من تركيا إلى ميناء روستوف الروسي على بحر آزوف، لشحن الحبوب.
وجاء في بيان الهيئة أنه لمنع الأعمال الإرهابية والتخريبية وضمان سلامة الملاحة، يعمل الأمن الفيدرالي الروسي على تطبيق جملة من إجراءات المراقبة ومعاينة السفن التي تمرّ عبر مضيق كيرتش.
وأشار البيان إلى أنه في 22 تموز، تم العثور على آثار متفجّرات ثنائي نيتروتولوين وتيتريل في سفينة شحن أجنبية كانت في طريقها من تركيا إلى ميناء روستوف على الدون لشحن الحبوب، وعلى أدلّة تؤكد “حدوث تدخّل لتغيير تصميم بعض الأجزاء بهيكل سفينة الشحن”.
وتبيّن أنه في نهاية أيار كانت السفينة في ميناء كيليا الأوكراني، وفي تموز دخلت ميناء توزلا التركي، حيث تم تغيير طاقم السفينة المكوّن من 12 مواطناً أوكرانياً، وتغيير اسم سفينة الشحن.
وأكّد الأمن الفيدرالي الروسي أنه “تقرّر منع عبور السفينة مضيق كيرتش ليُصار إلى إتاحة إبحارها إلى خارج المياه الروسية في وقت لاحق”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نظام كييف يستخدم الممر الإنساني الذي فتحه الأسطول الروسي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لتنفيذ اعتداءات إرهابية على القرم، وتلقّي الأسلحة من حلفائه الغربيين.
وأعلنت روسيا مؤخراً تعليقها اتفاق الحبوب المبرم بمبادرة من أنقرة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
ووقفت العقوبات الغربية حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، حيث تعهّدت دول العقوبات بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء، بينما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع موسكو، ما عطّل حركة الصادرات الروسية، واضطرّ موسكو أخيراً إلى تعليق العمل بالاتفاق.
من جهة ثانية، وصفت وزارة الخارجية الروسية محاولة نظام كييف شنّ هجوم بالطائرات المسيّرة على أهداف في موسكو، بأنه عمل إرهابي دولي.
جاء ذلك على لسان المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تعليقاً على محاولة نظام كييف استهداف مواقع في موسكو فجر اليوم الاثنين بطائرات مسيّرة.
وفي وقت سابق اليوم أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، أن طائرتين مسيّرتين أوكرانيتين هاجمتا مبنيين غير سكنيين في العاصمة، مؤكداً أن الهجوم لم يتسبّب في أضرار كبيرة ولم تقع إصابات.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إحباط محاولة من نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرتين دون طيار، وتصدّت لهما منظومات الدفاع الإلكتروني وأسقطتهما، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات.
ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إحباط محاولة من نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام سبع عشرة مسيرة على أهداف في أراضي شبه جزيرة القرم، ليلة الاثنين.
وأكّد بيان الوزارة أنه تم إسقاط 14 مسيّرة بوساطة وسائل الحرب الإلكترونية، منها 11 مسيّرة تحطّمت في البحر الأسود، وسقطت ثلاث طائرات أخرى في أراضي شبه الجزيرة.
كذلك دمّرت أنظمة الدفاع الجوية ثلاث مسيّرات، ولم تقع إصابات نتيجة إحباط الهجوم الإرهابي.
إلى ذلك، أعلن حاكم جمهورية القرم الروسية سيرغي أكسينوف إسقاط دفاعات الحرب الإلكترونية الروسية 11 مسيّرة أوكرانية في سماء القرم.
وأضاف: إن إحدى المسيّرات استهدفت مخزناً للذخائر في منطقة دجانكويسك في شبه الجزيرة. وتضرّر منزل خاص في منطقة كيروف من سقوط الشظايا، دون وقوع إصابات.