ابتسامة الوقت المزهرة
غالية خوجة
حالهم كأغلب الأطفال في بلادي، لكن ابتسامتهم البريئة المزهرة تجذب إليها الوقت، فينمو الأمل، رغم الفقر، إلاّ أنهم غير مكترثين بالقصور والسيارات الفخمة، لأن ما لديهم من سعادة حقيقية يغنيهم عن الزيف، فيتعلمون من الحياة المسؤولية والمحبة والتعاون.
تراهم مطمئنين في الجلوس في هذه المركبة غير مبالين بما قربهم من أدوات وإطارات سيارة، ما يهمهم زجاجة الماء، وأن يحمل الطفل أخاه الرضيع بحنان، ويلاعبه ليبتسم، بينما تقترب الأخت الصغرى من أخيها بابتسامة وحنان.
لفتني المشهد كما لفتني تهذيب الأولاد الذين سألتهم: هل أصوركم؟ فأجابوني: اسألي بابا؟ فوافق الأب مبتسماً رغم المعاناة، وهذه الأسرة نموذج لغالبية الأسر السورية السعيدة بحياتها في وطنها مهما بلغت المعاناة من الحرب الظلامية وآثارها وتداعيات الحصار.