أزمة مياه ريف دمشق بذمة “الكهرباء”.. ومدير المؤسسة يعزوها لانخفاض النبع وارتفاع الحرارة
مع كل صيف واشتداد درجات الحرارة تتصدّر أزمة المياه العنوان الرئيسي لوسائل الإعلام، جراء النقص الشديد بالمياه، وريف دمشق لم تكن بمنأى عن ذلك، إذ يخيّم العطش على أغلب مناطق المحافظة، وتبدأ شكاوى ومناشدات المواطنين لإيجاد حلول سريعة لسد رمقهم في ظل هذا التقلب المناخي ووصول درجات الحرارة إلى 40 درجة وأحياناً يشعرها المواطن 50 درجة مع غياب المياه.
تحمل الأزمات
ونقل المواطنون أوجاعهم ومعاناتهم عبر “البعث”، مؤكدين أنهم يستطيعون تحمّل كل الأزمات إلا نقص المياه، وخاصة في هذه الظروف المناخية والحرارة المرتفعة غير المعهودة، واستغربوا اشتداد أزمة المياه في هذا الشهر، ولاسيما أنه منذ شهرين كانت الأمور على ما يرام، متسائلين ماذا حدث؟ وأين تذهب المياه القادمة من دمشق؟.
وحمّل مواطنون المعنيين في البلديات والوحدات المائية مسؤولية عدم المتابعة والتنسيق واجتراح الحلول لإيصال المياه إليهم، ولو بجزء يسير يكفيهم للشرب ليس أكثر، خاصة وأن ضخ المياه ضعيف ولا يمكن أن يصل إلى الطوابق العليا في سكنهم نتيجة غياب الكهرباء وعدم قدرتهم على شراء مولدات أو الاشتراك بالأمبيرات.
استغلال صهاريج
أزمة المياه الخانقة أفرزت ظاهرة الصهاريج الخاصة وتحكمها بالمواطنين من خلال تقاضي أسعار مرتفعة تصل في بعض المناطق إلى 45 ألفاً لكل 10 براميل، ولفت مواطنون إلى غياب التوزيع العادل للمياه في الأحياء، إذ إن هناك “حارات” تشرب على حساب أخرى نتيجة ضعف الضخ وانقطاع الكهرباء الطويل مما يفقد حصتهم من المياه!.
معاناة وتساؤلات المواطنين نقلناها إلى مدير مؤسسة مياه الشرب بدمشق وريفها عصام الطباع الذي كان يستمع لجزء منها خلال لقائه مع المواطنين الأسبوعي لندخل ونسمع مقتطفات من الشكاوى والردود.
وبعد نهاية لقاء المواطنين وضعنا مدير المؤسسة في صورة واقع المياه بريف دمشق، عازياً سبب هذه الأزمة إلى انخفاض منسوب نبع عين الفيجة وانقطاع الكهرباء الطويل، إضافة إلى الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة الشديد وغير المسبوق. ولم يخفِ مدير المؤسسة توقف الضخ لفترة بسيطة من محور العقدة الثامنة بدمشق نتيجة أعمال محافظة دمشق وتكشف الخطوط مما أثر أيضاً على الكميات المرسلة للريف.
وحول استغراب المواطنين لهذه الأزمة الخانقة في هذا التوقيت، علماً أنها لم تكن قبل شهرين، أوضح مدير المؤسسة أن المؤسسة استفادت خلال الشهرين الماضيين من فيضان نبع عين الفيجة، إذ تمّ ضخه على مدار الساعة ولكن عندما انخفض المنسوب للنبع هذه الفترة عادت المؤسسة لبرنامج تقنين مما أشعر المواطن بهذا النقص، ورغم تنويه مدير المؤسسة بتعاون المعنيين في وزارة الكهرباء من أجل تأمين الكهرباء للمضخات والآبار لإيصال المياه للمواطنين، إلا أنه لم يخفِ أن فترات التقنين الطويلة بشكل كلي تسبّبت بعدم إيصال المياه لكافة المواطنين وخاصة الأحياء المرتفعة.
التوسع الشاقولي
وبيّن مدير المؤسسة أن التوسع الشاقولي في الأبنية والوصول في بعض الأحيان إلى ثمانية طوابق يحدّ من وصول المياه إليها نتيجة انقطاع الكهرباء، علماً أن المؤسسة مسؤولة عن إيصال المياه إلى أربعة طوابق فقط وفق نظام الاستثمار. وأكد أن واقع المياه حالياً مقبول وتعمل المؤسسة على تحسينه من خلال مشاريع بالتشاركية مع المجتمع المحلي والمنظمات للوصول إلى وضع جيد يرضي المواطن ويحقق الاستقرار المائي.
ودعا مدير المؤسسة المكاتب التنفيذية والوحدات الإدارية إلى متابعة موافقة رئاسة مجلس الوزراء المتعلقة بتنظيم عمل صهاريج المياه ومتابعة التراخيص ومنع كل صهريج غير مرخص من العمل، وذلك من أجل ضبط الأسعار والتأكد من مصدر المياه مما يخفّف على المواطن ووحدات المياه بآن معاً.
مقارنة ونسب
وفي مقارنة بين كميات المياه المزوّدة بها ريف دمشق بين عام 2022 و2023 نجد أن المياه التي ضخت لريف دمشق هذا العام تزيد عن العام الماضي، إذ بلغ ضخ شهر تموز لعام 2022 من محور العقدة الثامنة إلى أشرفية صحنايا والكسوة وضاحية 8 آذار 484.772م3 في حين وصل في العام الحالي إلى 559.272م3، كما بلغ الضخ من محور المزة خلال عام 2022 لمناطق المعضمية وداريا وصحنايا وجديدة عرطوز في تموز 701.554م3 في حين وصل الشهر الماضي إلى 815.213م3.
علي حسون