مع تعدد الحرائق.. خطط للاستجابة السريعة ومطالب بفتح الطرق الحراجية والزراعية
دمشق- ميادة حسن
يرتبط موسم الصيف ارتباطاً وثيقاً بانتشار الحرائق، ولم يعد يخفى على أحد أن مواسم الحصاد تتحدى التهديدات الكبيرة التي يمكن أن تحدث نتيجة اندلاع أي حريق في حال كان مفتعلاً أو طبيعياً، والشيء اللافت أن الجهات المعنية باتت على استعداد كامل نتيجة تجاربها خلال السنوات السابقة لتحمّل أعباء أي حادث من هذا النوع، وأصبح لديها الخبرة الكافية للتعامل مع أي طارئ، بالإضافة إلى قدرتها على معرفة خواص أي منطقة يحدث فيها الحريق وتحديد الطرق الأنسب للتعامل معه، وبهذه الخبرة تعامل رجال الإطفاء مع حرائق هذا العام، ففي إطار الاستجابة السريعة والفورية لأي حالة طارئة في المحافظات ومختلف الأوقات والظروف تمّ وضع إستراتيجية لتفادي أي كارثة بيئية محتملة وأهمها الحرائق.
خطة عمل
مدير الإطفاء وإدارة الكوارث في وزارة الإدارة المحلية والبيئة العميد عصام سليمان محمد كشف لـ”البعث” أنه يتمّ ضمن هذه الخطط تشكيل لجان على مستوى المحافظات والمناطق والبلدات والوحدات الإدارية، حيث تشرف هذه اللجان على كافة القطاعات السابقة وتوزيع الآليات ومرافق الطوارئ، ويتمّ التكاتف والتعاون بين جهات عدة، منها جهاز الإطفاء والدفاع المدني ووحدات الأمن الداخلي والزراعة والأحراج، حيث تفعّل غرف العمليات سواء الرئيسية في المحافظة أو غرف العمليات الفرعية وفوج الإطفاء، كما يتمّ تعزيز المراقبة وخاصة في المناطق الحراجية ووضع خطة تعاون من كافة الجهات لتنظيم مرونة العمل ورفع جاهزية أفواج ووحدات الإطفاء والدفاع المدني والزراعة. وفيما يتعلّق بعمل الآليات، يضيف محمد، أن الآليات الهندسية جاهزة لتكون في الخدمة بشكل دائم، ويُتحقق من جاهزيتها قبل بدء موسم الحصاد وفصل الصيف والحرّ الشديد، ويتم التأكيد على فتح نقاط إطفاء مؤقتة في بعض المناطق الزراعية الكثيفة حتى انتهاء موسم الحصاد.
صعوبات الوصول
استمرت الحرائق في مناطق اللاذقية حوالي عشرة أيام وانتشرت بكثافة، لكن تمّت السيطرة عليها مباشرة بطريقة تدريجية، فمع كل اشتعال بؤرة من الحريق في منطقة حراجية يتمّ استدراك الحريق وانتشاره، لكن تظهر بؤرة أخرى في مكان آخر مما يطيل فترة الحرائق والتعامل معها. وهنا بيّن مدير الإطفاء وإدارة الكوارث أن هناك صعوبات عديدة تواجه رجال الإطفاء، أهمها صعوبة الوصول للطبيعة الحراجية وطرقها المعقدة والتضاريس المختلفة، مما يصعب الوصول إليها بالآليات في كثير من الأماكن، لذلك يتمّ استخدام المضخات المحمولة على الكتف والمناشير الآلية والمعاول والرفوش لمسافات تزيد عن 400 و600 متر، لعدم قدرة وصول الآليات إلى تلك المناطق، سواء الوديان أو الجبال أو الأحراج المرتفعة، كما يتمّ استخدام معدات هندسية: تركسات، جرارات، مقطورات.. وغيرها من أجل فتح طرق زراعية جديدة تمكّن سيارات الإطفاء من الوصول إلى جميع هذه المناطق، وفتح خطوط نار بواسطة هذه المعدات لمنع انتشار الحرائق الى مناطق أخرى. ولفت محمد إلى أنه لم يكن بالإمكان استخدام الطيران أو الحوامات للمساهمة في إطفاء الحرائق، فهناك عوامل جوية لا تسمح باللجوء لهذه الوسيلة، منها وجود المطبات الهوائية والرياح القوية، مؤكداً أنه تمّ إرسال 207 آليات ومن جميع الجهات من سيارات إطفاء وصهاريج وبلدوزرات وغيرها من الآليات.
دور الأهالي
وأشار محمد إلى الدور الكبير للأهالي والمجتمع المحلي في مساندة الكوادر القائمة على إخماد الحرائق، وتعزيز المراقبة والتوعية لكل مواطن بأنه هو من يقوم بدور الشرطي من موقعه، لتدارك أي عارض قد يحدث أثناء الحصاد وحراسة الأراضي وإزالة المواد القابلة للاشتعال في مناطق محدّدة، والتعاون مع الجمعيات الفلاحية والفرق الحزبية والوحدات الشرطية والتنسيق معها، والتعاون في المراقبة والاستفادة من مصادر المياه في تلك المناطق وإنشاء فوهات مياه للاستفادة منها بشكل دائم.
تضحيات
تنشبُ الحرائق من ارتفاع درجات الحرارة وبعض المواد الموجودة في المناطق الحراجية كالزجاج ورمي أعقاب السجائر، وتنتج أيضاً من إهمال بعض الأشخاص أثناء القيام بالنزهات وغيرها، ومع ذلك توجد مخافر ومراكز حراجية يمكنها متابعة أي طارئ، وإخماد الحرائق ليس بالأمر السهل فقد أدّت الحرائق التي نشبت في اللاذقية إلى استشهاد عنصر من عناصر الإطفاء، وتعرّض معظمهم للحرق والكسر أثناء قيامهم بمهامهم وواجباتهم في الدفاع عن البيئة والحراج.