الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين في الضفة.. ويجبر مقدسياً على هدم منزله
الأرض المحتلة – تقارير
يكتسي حكومة الاحتلال الإسرائيلية شعوراً كبيراً بالعجز، نتيجة توسع العمليات الفدائية الفلسطينية ضدّ قواتها ومستوطنيها شمال الضفة الغربية المحتلة، دون تمكن أجهزتها الأمنية من توقعها أو مواجهتها، وفي الوقت نفسه يزيد شعور الاحتلال بالعجز لأنه غير قادر على إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لاستهداف فصائل المقاومة في الضفة؛ نتيجة تطوير فصائل لقدراتها وتجهيز نفسها لصدّ أي عدوان محتمل، الأمر الذي يدفع حكومة الاحتلال إلى محاولة استهداف المقاومة دون الانجرار إلى حرب قد تتوسّع لتشمل قطاع غزة المحاصر.
ومن هنا جاءت العدوانية الزائدة لقوات الاحتلال في استهداف مدن الضفة، وقتل واعتقال عدد كبير من الفلسطينيين، من ضمنهم عدد كبير من الأسرى المحررين، كما يأتي في هذا السياق أيضاً قيام الاحتلال بحصار عدد من المدن والقرى الفلسطينية ومحاولات تقطيع أوصال الضفة وتهديم عدد كبير من منازل ومنشآت الفلسطينيين وتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.
ففي القدس المحتلة، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقدسياً في قرية صور باهر جنوب شرق المدينة على هدم منزله وشرّدت قاطنيه، فيما اعتقلت شاباً في البلدة القديمة وسط المدينة، كما هدمت قوات الاحتلال منشأة تجارية في بلدة العيسوية شمال مدينة القدس.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية في جنين وسط إطلاق قنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، كما اعتقلت فلسطينيين اثنين.
كذلك داهمت قوات الاحتلال ضاحية شويكة وبلدة زيتا في طولكرم والبلدة القديمة في نابلس، ومخيم الفوار في الخليل، وبلدة عزون في قلقيلية، واعتقلت ثلاثة وعشرين فلسطينياً، بينهم أسرى محرّرون، واعتقلت فلسطينيين اثنين على حاجزين عسكريين، تقيم أحدهما في الأغوار، والآخر في بلدة برطعة في جنين.
إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال فرض حصارٍ مشدّد على بلدة عقربا جنوب نابلس لليوم الخامس على التوالي، وتقيم عدداً من الحواجز عند مداخل البلدة وفي محيطها، وتداهم منازل الفلسطينيين وتخرب محتوياتها.
سياسياً، أكّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل ازدواجية المعايير الدولية، لاستكمال تنفيذ عمليات تهويد القدس وضمّ الضفة الغربية.
وأوضحت في بيان، أن غياب الإرادة الدولية في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالحالة في فلسطين المحتلة يجعل من الشعب الفلسطيني ضحيةً مستمرة لتخلي المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن مسؤولياته، إضافةً إلى أنه يضعف مرتكزات النظام العالمي برمته ويستبدلها بشريعة الغاب ومنطق القوة كأساس للعلاقة بين الدول.
وأدانت الخارجية، العدوان الواسع الذي يشنّه الاحتلال على الشعب الفلسطيني، من خلال تصعيد اقتحامات قواته ومستوطنيه للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية وحملات الاعتقالات اليومية لعشرات الفلسطينيين، وإغلاق الطرق وشلّ الحركة والإغلاقات المتواصلة للعديد من البلدات، كما هو حال بلدة عقربا في نابلس والتي يحاصرها الاحتلال لليوم الخامس، مشيرةً إلى أن هذه الجرائم تمثل أشكالاً مختلفة لسياسة تكريس الاحتلال والاستيطان والضم لوأد أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.