معرض خان الحرير التحدي الأكبر للقطاعين العام والخاص
معن الغادري
لطالما كانت الحاجة أكثر من ماسة للنهوض بالقطاع الصناعي، ودفع العملية الانتاجية قدماً، كخيار لا بديل عنه لكسر القيود التي تكبل اقتصادنا الوطني جراء العقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة على الشعب السوري، من دول بعينها دأبت على تجويع وتركيع الشعب السوري ولم تنجح ولن تنجح لسبب بسيط، وهو أن الشعب السوري الذي واجه أعتى حرب إرهابية شهدها التاريخ القديم والحديث، قادر بإرادته وصلابته وإيمانه الراسخ بأرضه ووطنه، بأن يحقق الانتصار تلو الانتصار عسكرياً واقتصادياً.
وهو ما تجسد قولاً وفعلاً في واحدة من أهم التظاهرات الاقتصادية التي شهدتها حلب خلال الأيام الستة الماضية و التي استقطبت ما يزيد عن / 500 / رجل أعمال ومستثمر من عدة دول عربية ضمن فعاليات معرض خان الحرير التخصصي التصديري للألبسة والجلديات، والذي نظمته غرفة صناعة حلب بالتعاون مع وزارتي الاقتصاد والتجارة الخارجية والصناعة، وشهد إبرام عشرات الاتفاقات والعقود التصديرية للأسواق العربية، وهو ما وصف – بالتحدي الأكبر – والذي دلل وبوضوح أن دورة الانتاج في حلب وسورية عموماً لن تتوقف وستستمر مهما قست الظروف والعقوبات.
وفي الواقع النجاح الكبير الذي حققه المعرض والذي تختتم فعالياته اليوم – تنظيمياً و ترويجياً وتسويقياً -يضع غرفة الصناعة بحلب وشركائها في القطاعين العام والخاص أمام مسؤوليات وتحديات أكبر مستقبلاً، والأهم استثمار وتوظيف هذا النجاح في استنساخ هذه الخطوة النوعية، في مجالات صناعية وإنتاجية أخرى، وبما يؤسس لمرحلة أكثر نهوضاً ونماءً تسهم في تعزيز مكانة حلب كقبلة للاقتصاديين والمستثمرين، ودورها الداعم في تعزيز اقتصادنا الوطني. وهنا لا بد من القول والتأكيد مجدداً أن مدينة حلب كانت وما زالت تشكل – المفتاح – لحل أي معضّلة اقتصادية، وهي الآن بحاجة للكثير من الزخم والدعم أكثر من أي وقت مضى لاستنهاض مكامن قوتها، وهو ما نضعه على طاولة الفريق الاقتصادي الحكومي، والذي نأمل أن تكون خطواته التالية مكتملة وغير منقوصة، وبما ينعكس إيجاباً على الحركة الصناعية والانتاجية في حلب وفي سورية عموماً.